جمهورية الفلبين: جولة شاملة

الجدول

جمهورية الفلبين: لمحة عامة

تقع جمهورية الفلبين في جنوب شرق آسيا، على الغرب من المحيط الهادي. تتألف من أكثر من 7100 جزيرة، مما يجعلها أرخبيلاً واسعاً. تتكون البلاد جغرافيًا من ثلاثة أقسام رئيسية: لوزون، وبيساي، وميندناو. وتُعتبر مدينة مانيلا العاصمة الرسمية، على الرغم من أن مدينة كيزون هي المركز السكاني الأكبر. تاريخ الفلبين حافل، إذ تعود جذوره إلى أكثر من 24 ألف سنة، كما تشير الدراسات الحديثة. شهدت البلاد عبر تاريخها استعمارًا إسبانيًا، وبريطانيًا، ويابانيًا، مما ترك بصمته على ثقافتها ولغتها.

من أين جاء اسم “الفلبين”؟

اسم “الفلبين” مستمد من اسم ملك إسبانيا، الملك فيليب الثاني. يعود تاريخ هذه التسمية إلى عام 1524م، عندما أطلق المستكشف الإسباني روي لوبيز دي فيلالوبوس اسم “فيليبيناس” على جزر ليته وسامار، تكريمًا لولي عهد إسبانيا. خضعت التسمية لتغييرات عبر التاريخ، فبعد الثورة الفلبينية، أعلن كونغرس مالولوس قيام الجمهورية. ثم أطلق عليها اسم “جزر الفلبين” خلال فترة الحكم الأمريكي، قبل أن يستقر الاسم الحالي “الفلبين”.

جغرافية الأرخبيل

تبلغ مساحة الفلبين حوالي 300,000 كيلومتر مربع، وتشكل المياه نسبة صغيرة من إجمالي مساحتها. جزيرة لوزون هي الأكبر، بمساحة تزيد عن 105,000 كيلومتر مربع. يفصل الأرخبيل عن البر الآسيوي مسافة 800 كيلومتر تقريبًا، ويقع بين تايوان وبورنيو. تحدّ الفلبين من الشمال مضيق لوزون (تايوان)، ومن الغرب بحر الصين الجنوبي (فيتنام)، ومن الجنوب الغربي بحر سولو (بورنيو)، ومن الشرق بحر الفلبين.

مناخ الفلبين الاستوائي

يتميز مناخ الفلبين بأنه استوائي رطب، مع تفاوتات في هطول الأمطار. تشهد البلاد موسمًا رطبًا من مايو إلى أكتوبر، بسبب الرياح الموسمية. أما الموسم الجاف، فيمتد من ديسمبر إلى فبراير، مع هبوب رياح باردة وجافة. تصل كمية الأمطار السنوية إلى 5000 ملم في المناطق الجبلية على السواحل الشرقية، بينما تقل عن 1000 ملم في الوديان. وتتميز المناطق المنخفضة بدرجات حرارة مرتفعة، مع غبار شديد خلال شهري مارس ومايو.

النظام السياسي الفلبيني

الفلبين جمهورية رئاسية وحدوية، باستثناء منطقة مندناو التي تتمتع بحكم ذاتي جزئي. يرأس الدولة رئيس، يشغل أيضًا منصب رئيس الحكومة والقائد الأعلى للقوات المسلحة. تجرى انتخابات رئاسية كل ست سنوات. يتكون الكونغرس من مجلس الشيوخ (مدة عضوية 6 سنوات) ومجلس النواب (مدة عضوية 3 سنوات). وتُكلف السلطة القضائية للمحكمة العليا، برئاسة رئيس القضاة، و 14 قاضيًا آخرين، يعينهم رئيس الدولة بناءً على توصيات من مجلس القضاة والمحامين.

الاقتصاد الفلبيني

يُصنف الاقتصاد الفلبيني ضمن الاقتصادات الكبيرة عالميًا. بلغ الناتج المحلي الإجمالي في عام 2009 ما يزيد عن 161 مليار دولار أمريكي. تعتمد صادرات الفلبين على الإلكترونيات، ونصف النواقل، ومعدات النقل، والنفط، والنحاس، والملابس، وزيت جوز الهند، والفواكه. تُقيم الفلبين علاقات تجارية مع دول عديدة، من بينها اليابان، والولايات المتحدة، وسنغافورة، والصين، وهونغ كونغ، والسعودية، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وماليزيا. البيزو الفلبيني هو العملة الرسمية. انتقل الاقتصاد الفلبيني من الاعتماد على الزراعة إلى الصناعة، مع قوة عاملة تتجاوز 38.1 مليون نسمة. وتنتمي الفلبين إلى منظمات عالمية كبرى، مثل منظمة التجارة العالمية، وبنك التنمية الآسيوي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومجموعة الـ 77.

السكان وكثافتهم

تحتل الفلبين المرتبة الثانية عشرة عالميًا من حيث الكثافة السكانية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 92 مليون نسمة، بالإضافة إلى 11 مليون فلبيني يقيمون في الخارج. يتمركز معظم السكان في العاصمة مانيلا وجزيرة لوزون، حيث يعيش أكثر من 20 مليون نسمة في العاصمة.

التنوع العرقي والثقافي

يتكون المجتمع الفلبيني من العديد من المجموعات العرقية الآسيوية، التي تُصنف غالبًا حسب لغتها. يتحدث الكثير منهم لغات أسترونيزية أو ملايو-بولينيزية. تشير الأدلة إلى أن أصول الفلبينيين تعود إلى تايوان، حيث هاجروا منذ آلاف السنين، حاملين معهم معرفة الزراعة والإبحار.

أهم المدن الفلبينية

تضم الفلبين العديد من المدن، من بينها كيزون (أكثر من 2,678,450 نسمة)، ومانيلا (1,660,714 نسمة)، وكالوكَن (1,378,856 نسمة)، ودافاو (1,363,337 نسمة). تُعتبر مترو مانيلا العاصمة الوطنية.

اللغات الرسمية والمتداولة

يتحدث الشعب الفلبيني أكثر من 171 لغة. أقرّ دستور عام 1987 اعتماد كل من الإنجليزية والفلبينية (التاغالوغ) كلغات رسمية. تُعدّ التاغالوغ لغة شائعة في مانيلا والمناطق الحضرية.

الأديان في الفلبين

يشكل المسيحيون نسبة 90% من سكان الفلبين، حيث تُعتبر الكنيسة الكاثوليكية الرومانية هي الطائفة المسيحية السائدة (80%). أما نسبة المسلمين، فلا تتجاوز 10%، ويتمركزون بشكل رئيسي في مناطق ميندناو، وبَالاوَن، وأرخبيل سولو. يتبع معظمهم المذهب السني الشافعي. يُسمح بحرية ممارسة الشعائر الدينية، حيث توجد جمعيات ومراكز إسلامية عديدة، بالإضافة إلى مركز للدراسات الإسلامية في مدينة كاتواتو.

الثقافة الفلبينية: مزيج من الشرق والغرب

تتميز الثقافة الفلبينية بمزيج فريد من التأثيرات الشرقية والغربية، حيث تجمع بين التراث الملايو والثقافات الآسيوية الأخرى، مع تأثيرات واضحة من الثقافتين الأمريكية والإسبانية. يتجلى ذلك في الاحتفالات التقليدية المعروفة باسم “باريو فييستاس”، والتي تُقام لتكريم القديسين، ومهرجان سينولوغ واحد من أشهر هذه المهرجانات.