جدول المحتويات
سحر الفصول المتناوبة: دورة الحياة في الطبيعة
تُعتبر الطبيعة لوحة فنية ساحرة تتغير باستمرار، وتُقدم لنا مشهداً بديعاً من خلال دورة حياة لا تنتهي. فمن خلال الفصول المتناوبة، تظهر لنا قدرة الله الخالقة، ونرى دورة الحياة تتجدد باستمرار. ففي الشتاء، تغطي الأرض ثوبها الأبيض، وترويها مياه السماء الغائمة، مخفيةً سماءً زرقاء وأشعة شمسٍ ذهبية، لتُكمل جمال لوحة الطبيعة الإلهية.
بعد أن تشعر الأرض بموتٍ جراء برد الشتاء القارس، يأتي الربيع ليُحييها بشمسه الخجولة. فتتفتت السحب، ليظهر لون السماء الزرقاء الصافية، وتُزهر الأرض بساطاً أخضر يُزينهُ أزهار من شتى الألوان، معلنةً ميلاداً جديداً لأرض تظهر وكأنها جديدة.
ثم يأتي الصيف، فتختفي الأزهار، وتزداد لمعان أشعة الشمس، ويتحول بساط الأرض الأخضر إلى أصفر تحت أشعة الشمس الحارقة. وتحلق أسراب الطيور تبحث عن ظلٍ يحميها من الحرارة، لتُهاجر إلى مناطق أخرى.
مع قدوم الخريف، تُغَطّي الغيوم السماء معلنةً نهاية فصل الصيف. تُشيخ أوراق الأشجار وتصفرّ لِتَسقط ورقةً ورقة على الأرض لتُغَطّيها بالتراب، ليُصبح غذاءً جديداً للشجرة.
دورة الحياة المتواصلة: حوار صامت ساحر
على مدّ النظر، تتسابق الحيوانات تنعم بالطبيعة الساحرة المتحوّلة المتقلّبة.
هذا الحوار الأصمّ الساحر، المتحوّل، المتلوّن مع تتالي الأيام، بعيداً عن أيدي الإنسان الذي يُلحق الخراب في المكان إن أراد. ولكن إن أراد أن يصبح جزءاً من هذا الجمال ليشارك الطبيعة صمتها ويتأمل هدوئها الصاخب، في دورة الحياة والموت التي تعقبها حياة تحت قبة سماء تتلوّن في كل ساعة، فتارة هي زرقاء صافية، ثم تبدأ تكتسي ثوب الليل الأسود بعد أن خلعت عنها ردائها البرتقاليّ بفعل أشعة الغروب الآسرة، في وداع شمسٍ تعبت من التحليق وغفت أشعتها بعيداً خلف الجبال المترامية الأطراف أو في أعماق البحار البعيدة.
تأمل جمال الطبيعة: شعور بفضل الله
سبحان الخالق الذي خلق كل هذا الجمال في الطبيعة المحيطة حولنا. ولا نكاد ندرك هذا الجمال في انشغالنا بالعبث به وإحراقه وإشعال الحروب، لنُحوّل هذا الجمال بفعل نيران الحروب المشتعلة في كلّ مكان إلى حلمٍ ضبابي لا ندركه إلا في أحلامنا.