جبل النور: رمزٌ من رموز الإسلام

فهرس المحتويات

معالم بارزة في تاريخ الإسلام

تُشكّل العديد من المعالم الجغرافية والتاريخية ركيزة أساسية في فهم تاريخ الإسلام، فقد احتضنت هذه المواقع بدايات الدعوة الإسلامية وأحداثاً فارقة. لا تزال هذه المعالم حتى اليوم شاهدةً على ماضٍ عريق، وجذبًا هامًا للسياحة الدينية.

وتُعدّ مكة المكرمة بجبالها التي تحيط بالحرم مثالًا واضحًا على ذلك. فقد لعبت هذه الجبال دورًا تاريخيًا مهمًا في العصر الجاهلي والإسلامي على حد سواء.

جبل النور: موقعه وخصائصه

يقع جبل النور على بُعد حوالي عشرة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة. وقد سُمي بهذا الاسم لأنّ نور النبوة انبثق منه أولًا، حيث يحتضن غار حراء الذي اعتكف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لفترة طويلة.

يبلغ ارتفاع جبل النور حوالي ستمائة وخمسين مترًا، مع وجود مناطق شديدة الانحدار. تتميز قمته بشكلها المميز المشابه لسنام الجمل، مما يضفي عليه جمالاً خاصًا. وتُقدّر مساحته بحوالي خمسة كيلومترات مربعة.

غار حراء: شاهد على نزول الوحي

يُعتبر غار حراء، المعروف بكونه مُعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم، أهم معلم في جبل النور. ويجذب هذا الغار أعدادًا كبيرة من الزوار الراغبين في زيارة المكان الذي جلس فيه الرسول الأعظم، وحيث نزل الوحي الأول.

يتجه باب غار حراء نحو الشمال، ويبلغ طوله حوالي أربعة أذرع، وعرضه ذراعين تقريبًا، ويتسع لخمسة أشخاص تقريبًا. ويطل الغار على الكعبة المشرفة، ويمكن رؤية معالم مكة المكرمة من فوق جبل النور، مُتيحًا منظرًا بديعًا.

في غار حراء، نزلت أول آية قرآنية على النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (سورة العلق، الآية ١).