جبران خليل جبران: حياة وإرث أديبٍ عالمي

شعراء المهجر: حركة أدبية رائدة

شهدت الأمريكتان الشمالية والجنوبية ظاهرة أدبية فريدة أطلق عليها اسم “مدرسة المهجر” أو “شعر المهجر”. نشأت هذه الحركة بفضل جهود شعراء عرب هاجروا إلى هذه القارات، حيث عبروا عن تجاربهم وقضاياهم من خلال شعرهم. تضافرت جهودهم من خلال رابطة قلمية، أصدرت العديد من المجلات الأدبية، من أشهرها مجلة “السّمير”. برز العديد من الأدباء في هذه الحركة، منهم إيليا أبو ماضي، وعبد المسيح حداد، وجبران خليل جبران، وغيرهم. سنتناول في هذا المقال سيرة جبران خليل جبران ومساهماته الأدبية بشكل مفصل.

جبران خليل جبران: حياة حافلة بالإبداع

ولد جبران خليل جبران، الأديب والشاعر والرسام اللبناني، في السادس من كانون الثاني عام 1883 في بلدة بشري، شمال لبنان. تلقى تعليمه الأولي من كاهن قريته نظرًا لفقر عائلته، مما جعله يتعلم العربية، والشعر، والإنجيل، ويعتمد على المطالعة الذاتية. هاجر فيما بعد مع أمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درس الفنون، وانطلق في مسيرته الأدبية المميزة.

أسهم جبران، مع أدباء آخرين أمثال ميخائيل نعيمة ونسيب عريضة، في تأسيس الرابطة القلمية. هدفت هذه الرابطة إلى تجديد الأدب العربي وإخراجه من حالة الجمود التي كان يعانيها. كما سعت إلى توحيد جهود الأدباء العرب في المهجر للنهوض باللغة العربية وآدابها. توفي جبران في العاشر من نيسان عام 1931، إثر إصابته بمرض السل، عن عمر يناهز الثامنة والأربعين.

أسلوبه الفريد وجماليات كتاباته

يُعد جبران خليل جبران من أهم أدباء وشعراء المهجر. تميزت كتاباته ببراعتها الفائقة في الشعر، والكتابة، والفلسفة، وعلم الروحانيات، إلى جانب موهبته في الرسم والنحت والفن التشكيلي. عكس جبران في أعماله اهتماماً بمعضلات عصره، معبراً عن رغبته في التمتع بنقاء الحياة. كما عارض تسييس الدين، مهاجماً في كتاباته تبعية العرب للدولة العثمانية. حقق شهرة واسعة بكتابه “النبي”، الذي نشر عام 1923، إلى جانب العديد من المؤلفات الأخرى.

أعماله الأدبية باللغة العربية

من أبرز مؤلفات جبران باللغة العربية:

• رواية العواصف
• الأجنحة المتكسرة
• دمعة وابتسامة
• الأرواح المتمردة

منشوراته باللغة الإنجليزية

كما نشر جبران العديد من المؤلفات باللغة الإنجليزية، منها:

• أرباب الأرض
• رمل وزبد
• حديقة النبي
• يسوع ابن الإنسان
• المجنون

جواهر من أقوال جبران الخالدة

اتسمت أقوال جبران بالحكمة والعمق، معبرة عن ثقافته الواسعة، ومنها:

• لا تستطيع أن تضحك وتكون قاسياً في وقتٍ واحد.
• الحق يحتاج إلى رجلين: رجلٌ ينطق به ورجلٌ يفهمه.
• الشك ألمٌ في غاية الوحدة لا يعرف أن اليقين هو توأمه.
• أنت أعمى، وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر.