جدول المحتوى
- جابر بن حيان: العالم العربي المؤثر
- بدايات جابر بن حيان وتطوره العلمي
- إسهامات جابر بن حيان في تطور الكيمياء
- إرث جابر بن حيان المكتوب
- أقوال جابر بن حيان العظيمة
- وفاة جابر بن حيان ورحيل رائد العلم
- المراجع
جابر بن حيان: العالم العربي المؤثر
يُعتبر جابر بن حيان، المعروف باسم “شيخ الكيميائيين”، واحداً من أبرز العلماء العرب المسلمين الذين ساهموا بشكلٍ كبير في تطوير علم الكيمياء. ترك إرثاً علمياً غنياً أثّر بشكلٍ واضح في تطور هذا العلم، كما يُعدّ رائداً في منهجية البحث العلمي، فكان سباقاً في مجال النظرية والتجربة والتطبيق. بفضل جهوده، تحوّل الفكر الإنساني من الاعتماد على الخرافة والإكسير إلى نهج علميّ، مما أسهم في فتح آفاق جديدة للعلم والاكتشاف.
بدايات جابر بن حيان وتطوره العلمي
ولد جابر بن حيان عام 103 هـ (721 م) في أسرةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ تعرف بقيم العلم والدين. هناك اختلاف حول مكان ولادته، حيث يُرجح أن يكون من منطقة الفرات في العراق أو من حران أو من طوس في خراسان.
بدأ جابر بن حيان تعليمه على يد والده، فتعلم العطارة وأتقنها. لكنّ رحيل والده في أحد المعارك حول السلطة دفع جابر إلى الانتقال للعيش في الكوفة، حيث تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق. .
اطلع جابر من خلال الإمام جعفر على تراجم الكيمياء من مختلف الحضارات مثل اليونانية، الهندية، المصرية، الصينية، والفرس، لكنه لاحظ أنّ الكثير من هذه العلوم قد شابتها الأساطير والخرافة. لذا، انطلق في دراسة العلوم بنهجٍ علميٍّ تجريبيٍّ، ووضع منهجية جديدة في البحث العلمي، أثبتت نجاحها بشكلٍ ملحوظ.
إسهامات جابر بن حيان في تطور الكيمياء
انطلق جابر بن حيان في أبحاثه بدراسة النظرية الإغريقية المعروفة بنظرية العناصر الأربعة، والتي تفترض أن كلّ موجود في الكون هو مزيج من أربعة عناصر: الهواء، الماء، التراب، والنار. وتعتمد هذه النظرية على فكرة أنّ صفة كلّ موجود تتغير بناءً على نسبة كلّ عنصر رئيسي في مزيجه.
وبفضل أبحاثه، استطاع جابر بن حيان أن ينتقل من دراسة هذه النظرية القديمة إلى دراسة خصائص المواد وتعريضها للحرارة والطرق، وسجّل أثناء دراسته هذه الكثير من الملاحظات، وأرسى بذلك أسس التجربة والتحليل في علم الكيمياء.
ومن أبرز إنجازاته:
- تطوير جهاز التقطير: يعد ابتكار جهاز التقطير الزجاجي من أهم مساهمات جابر بن حيان في تطوير الكيمياء، حيث سمح هذا الجهاز بفصل المواد الكيميائية السائلة عن بعضها بناءً على اختلاف درجات غليانها.
- تحضير الأحماض: إدراك جابر لمفاهيم التبخر والتكاثف والذوبان ساعده على تحضير أنواع مختلفة من الأحماض، مثل حمض الأسيتيك المُستخرَج من الخل، وحمض الطرطريك المُستخرَج من فضالة الخمر، وحمض الستريك من الفواكه غير النّاضجة.
- ابتكار جهاز للوزن: نجح جابر بن حيان في التغلب على عشوائية التجارب بفضل اختراعه جهاز للوزن، مما سمح له بحساب الوزن النوعيّ للمادة الصلبة أو السائلة.
- ابتكار الحبر الذهبي: تطورت فنون العمارة بشكلٍ ملحوظ بفضل ابتكار جابر بن حيان الحبرَ الذهبي، حيث تمكن من مزج حمضي النيتريك والهيدروكلوريك معاً، مما أذاب المعادن المختلفة، بما في ذلك الذهب، وسمح بطلائها وكتابتها، مما أدى إلى ثورة حقيقيّة في فنون العمارة في العالم العربي والإسلاميّ وإمبراطوريّة أوروبا.
إرث جابر بن حيان المكتوب
يُعدّ جابر بن حيان أحد أهمّ رواد التدوين في علم الكيمياء من خلال كتابه “الخواص الكبير” الذي يُعتبر أشهر كتبه، وتوجد نسخته الأصليّة في المتحف البريطاني.
ترك جابر بن حيان إرثاً علمياً غنيّاً يتجاوز 500 رسالة في الكيمياء وتُرجمت الكثير من مؤلفاته إلى لغات العالم، وتُعدّ مؤلّفاته حتى اللحظة مرجعاً رئيسياً للطلبة في جامعات العالم، وساهمت في بناء أساس صلب للكيمياء الحديثة.
من أهم كتبه بالإضافة إلى “الخواص الكبير”:
- كتاب أسرار الكيمياء
- كتاب أصول الكيمياء
- كتاب الرحمة
- كتاب السبعين
- كتاب البحث عن الكمال
- كتاب الأتون
- كتاب العهد
تجدر الإشارة إلى أن كتابَي “نهاية الإتقان” و”رسالة الأقران” لكاتبنا قد تُرجِما إلى اللاتينيّة في القرن الثالث عشر الميلادي، ولعبت دوراً كبيراً في تشكيل المنهج التجريبيّ الأوروبي، الذي ساعد بعد ذلك في ظهور علماء أوروبيّين كبار مثل روجر بيكون وفرانسيس بيكون وروبرت الشستري و نيوتن و بريستلي و ألتون وجاليليو ولافوزاييه وغيرهم.
أقوال جابر بن حيان العظيمة
من أقوال جابر بن حيان التي تُبرز فلسفته في التجارب:
- “من كان دؤوبـاً كان عالِماً حقاً، ومن لم يكن دؤوباً لم يكن عالماً، وحسبُك بالدّربة في جميع الصنائع، إنّ الصانع الدّرب يحذَق، وغير الدّرب يُعطِّل”.
- “إنّ كلّ نظريّةٍ تحتمل التصديق والتكذيب؛ لا يصحّ الأخذ بها إلا مع الدليل القاطع”.
- قال في كتابه “الخواص الكبير”: “إنّنا نذكر في هذا الكتاب خواصّ ما رأيناه فقط، دون ما سمعناه أو قرأناه، بعدما امتحنّاه وجرّبناه، فما صحّ أوردناه، وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضاً قايَسْناه على أحوال هؤلاء القوم”.
- “إنّ من لم يسبق إلى العلم لم يمكنه إتيان العمل؛ وذلك لأنّ العِلَل إنّما تُبرز الصورة في المادة على قدر ما تقدّم من العلم”.
وفاة جابر بن حيان ورحيل رائد العلم
عاش جابر بن حيان حياة مليئة بالعلم والتجارب، و بعد نجاح الثورة العباسية، استقرّ في بغداد، لكنّه تُوفّي في طوس -التي وُلِد فيها- عام 813 م، بعد أن سطّر في صفحات التاريخ سطوراً مضيئة بالعلم و الإنجاز.
المراجع
- أبتراغب السرجاني (26-7-2008)،”جابر بن حيان”، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017.
- أبالجزيرة الوثائقيّة (6-6-2013)،”علماء مسلمون-جابر بن حيان”،الجزيرة الوثائقيّة، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017.
- أبتثعاطف محمد (2003)،جابر بن حيان-أعظم علماء الكيمياء(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار اللطائف، صفحة: 3-8، 17-22.
- أبأكرم عبد الوهاب (2008)،100 عالم غيّروا وجه العالم(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الطلائع، صفحة: 17-18.