فهم معنى الإحسان
يُعرّف الإحسان في الإسلام بأنه عبادة الله تعالى كما لو كان العبد يراه، مُتضمّنةً شعوراً عميقاً بقرب الله ومراقبته الدائمة. يشعر المُحسن بأن الله يراه في كلّ تصرّف، ويطّلع على سرائره، مما يدفعه إلى التقرب من الله تعالى بإخلاصٍ تامٍّ، ويزيد من حرصه على الطاعات، خصوصاً النوافل. بعض العلماء يعتبرون الإحسان هو بلوغ درجة عالية من التقوى عند الالتزام بالنوافل بالإضافة للفرائض.
جزاء الإحسان: الوعود الإلهية
يكافئ الله تعالى المُحسنين بجزاءٍ عظيم، كما ورد في كتابه الكريم:
﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس: 26]
تُبيّن هذه الآية الكريمة أنَّ جزاء الإحسان هو الجنة الخالدة. و في آية أخرى:
﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [المائدة: 93]
تُظهر الآية أنَّ الأعمال الصالحة المُخلصة لله تعالى من أهم أسباب نيل محبة الله. و أيضاً:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: 30-31]
تصف هذه الآيات جزاء الإحسان بالنعيم في الجنة، مع مضاعفة الثواب والأجر.
مراتب الإحسان: سُبل الكمال
خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفةً في الأرض، وهدف حياته الأساسي هو عبادة الله تعالى وحده، مع إعمار الأرض والارتقاء بالدين الإسلامي. الحياة والموت هما من ابتلاءات الله، كما جاء في قوله تعالى:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2]
لأن الله عليمٌ بكل شيء، فمن الضروري أن يراقب الإنسان نفسه كما لو كان الله يراه دائماً. لهذا الإحسان مراتب، منها:
الإخلاص لله تعالى: أن يكون استشعار العبد الدائم هو مراقبة الله له في كل أعماله، مما يمنعه من فعل ما يغضب الله، ويدفعه للتقرب منه.
مقام الشهادة: أن يكون عمل المؤمن مُحاطاً برؤية الله تعالى القلبية، مُنيرًا بنور الإيمان، مُدركاً حقيقة الإحسان وأهميته.
المراجع
المصدر | الصفحة | ملاحظة |
---|---|---|
سعيد بن علي القحطاني، نور الإسلام وظلمات الكفر في ضوء الكتاب والسنة | 10 | بتصرّف |
موقع الألوكة، آيات عن الإحسان | – | بتصرّف |
موقع نداء الإيمان، مراتب الإحسان | – | بتصرّف |
ابن رجب الحنبلي، جامع العلوم والحكم | 129 | بتصرّف |