ثمار اليقين بالله: رحلة نحو السكينة والرزق
المحتويات |
---|
معنى التوكل على الله |
ثمار التوكل على الله |
الخروج من ضيق الفقر |
السداد في طاعة الله |
دحر مخاوف القلب |
قوة الإيمان و مواجهة التحديات |
الرضا بقضاء الله وقدره |
التوكل و الأخذ بالأسباب |
معنى التوكل على الله – الاعتماد المطلق على الخالق
يشير التوكل في اللغة العربية إلى الاعتماد والتوكل على غير الذات. وفي الاصطلاح الشرعي، هو الالتزام بالأسباب الظاهرة والباطنة، مع الاطمئنان التام إلى الله -سبحانه وتعالى- مسبب الأسباب، والاعتماد عليه دون خوف أو قلق. ويتجلى ذلك في السعي الدؤوب لنيل رضا الله، والقبول التام بما قضاه وقدره، إيماناً مطلقاً بأنه هو وحده النافع والضار. يقول الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [١][٢]. وقد أمر الله رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- بالتوكل، قائلاً: ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [٣]. وكان التوكل حجة الأنبياء والرسل على أقوامهم، كما في قول الله تعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [٤][٥].
الفوائد العظيمة للثقة بالله
يُثمر التوكل على الله نتائج إيجابية عظيمة في حياة المسلم.
الخروج من ضيق الفقر
يُنجي التوكل على الله من ضيق الفقر، كما حدث مع أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. فقد روى البخاري أن أبا سعيدٍ اشتكى الفقر إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأجاب النبي الكريم بقوله: “مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ” [٦]. فالتوكل على الله والاستغناء به يُغنِي الإنسان عن كل ما في الكون [٧].
السداد في طاعة الله
يدفع التوكل على الله العبد إلى طاعة الله واجتناب معاصيه، لأن الثقة بالله تجعله مطيعاً لأوامره. فلا تقوم العبادة الصحيحة إلا بالتوكل على الله [٧].
دحر مخاوف القلب
يزول الخوف لدى من يتوكل على الله، لأنه يعلم أن أمره بيد الله، أما من يتوكل على غير الله، فهو محاطٌ بالخوف كما وصفه الله تعالى: ﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ [٨][٧].
قوة الإيمان و مواجهة التحديات
يُمدّ الله المتوكل بقوةٍ من عنده، فهو يعلم أن الكون كله لو اجتمع عليه ضده، لن يضره إلا بإذن الله. وتنبثق هذه القوة من إيمانه الراسخ، وصبره، ومواجهته للفتن والملذات [٧].
الرضا بقضاء الله وقدره
يلجأ المتوكل إلى الله بالاستخارة في أموره، يعلم أن ما اختاره الله له هو الخير، ويرضى بقضاء الله وقدره، ولا يصيبه الجزع والنفور [٧].
التوكل و الأخذ بالأسباب
لا يتعارض التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، بل يرتبط به ارتباطاً وثيقاً. فالمسلم يأخذ بالأسباب، ثم يتوكل على الله، مع علمه بأن الله هو مسبب الأسباب، والمُدبِّر لأحوال العباد، وأن كل ما يصيب العبد هو بتقديره وإرادته وحكمته [٩].
References would be added here with proper citation