مواضيع المقال
ثمار الصبر في الدنيا |
ثمار الصبر في الآخرة |
المراجع |
مكافآت الصبر في الحياة الدنيا
يُعتبر الصبر من أعظم الأخلاق الإسلامية، وهو سلوك يُثاب عليه العبد في الدّنيا والآخرة. فإذا صبر المؤمن على ابتلاءاته مهما كانت قسوته، سواءً كانت فاقةً أم مرضاً أم غير ذلك، فسيحصد ثمار هذا الصبر في حياته الدنيوية قبل الآخرة. يُخبرنا القرآن الكريم عن هذا الوعد الإلهي بقوله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [1].
من ثمرات الصبر في الدنيا:
- عوض الله تعالى: يُعوض الله -عز وجل- عبده الصابر عطاءً جزيلًا، فقد يُبدل الله الفقر غنىً، والمرض صحةً وعافيةً. تُروى العديد من القصص عن من عانوا من الشدة ثم عوضهم الله خيرًا.
- تقريب العبد من ربه: الابتلاء يُقرب المسلم من ربه، فيكثر من الطاعات والعبادات، رجاءً لنيل الفرج. فالابتلاء لا ينزل إلا على من يحبهم الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريف: ﴿سُئِلَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: أَيُّ الناسِ أَشَدُّ بلاءً؟! قال: الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرجلُ على حَسَبِ دِينِهِ؛ فإن كان في دينِهِ صُلْبًا اشتَدَّ بلاؤُهُ، وإن كان في دينِهِ رِقَّةٌ هُوِّنَ عليه، فما يَزالُ كذلك، حتى يَمْشِيَ على الأرضِ ما له من ذنبٍ﴾ [4].
- محبة الناس: الصبر على البلاء يُورث محبة الناس وقربهم.
ثواب الصبر في الآخرة
لا تقتصر ثمرات الصبر على الحياة الدنيوية فقط، بل تتعداها إلى الآخرة حيث ينال الصابرون جزاءً عظيماً. فبسلامة التسليم لقضاء الله وقدره، وبحسن التعامل مع المصائب، يحصل الصابرون على ما وعدهم الله به من ثوابٍ جزيلٍ. من تلك الثمرات:
- رحمة الله وبركاته: يُنزل الله رحمته وبركاته على الصابرين، كما في قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [5].
- مغفرة الذنوب: يُكفر الله ذنوب الصابرين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ﴾ [6].
- الأمان من الفزع يوم القيامة: لا يخاف الصابرون يوم القيامة، بل يجدون الأمان من الفزع العظيم.
- مضاعفة الأجر: يُضاعف الله أجر الصابرين، كما ورد في قوله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [7].
المراجع
- سورة البقرة، آية:155
- حديث رواه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح، عن سعد بن أبي وقاص، إسناده حسن.
- سورة البقرة، آيات:156-157
- حديث رواه البخاري في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.
- سورة القصص، آية:54