ثمار التقرب إلى الله: السعادة في الدنيا والآخرة

فهرس المحتويات

ثمار التقرب إلى الله – نعيم الحياة الدنيا والآخرة

إن التقرب إلى الله تعالى مقام سامٍ ينعكس على حياة العبد بثمارٍ عظيمة في الدنيا والآخرة. يُعد هذا التقرب أساساً للسعادة والطمأنينة، وهو هدفٌ يسعى إليه كل مؤمن.

السعادة في الحياة الدنيا والآخرة

يُعدّ هذا جزاء الله لمن تقرب إليه، كما جاء في قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس: 62-64].

جنة الخلد يوم القيامة

يُبشّر الله تعالى المتقربين إليه بدخول جنته، كما ورد في قوله – عز وجل -: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [الحج: 14]. والمتقربون إلى الله هم الذين التزموا بأوامره واجتنبوا نواهيه.

سبل الوصول إلى رضا الله – الطريق إلى القرب الإلهي

لا تُدرك السعادة الحقيقية إلا بالتقرب إلى الله تعالى. فمهما سعى الإنسان وراء ملذات الدنيا، فلن يجد السعادة الحقيقية إلا في طاعة الله. وللتقرب إليه سبلٌ متعددة، منها:

إتمام الفرائض والسنن

يجب على العبد أن يؤدي الفرائض كما أمر الله، ويسارع بأداء النوافل، فالتقرب إلى الله بإتمام ما فرضه الله هو طريقٌ يقرب العبد من ربه ويُحبه. جاء في الحديث القدسي الصحيح: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) [صحيح البخاري].

التوبة النصوح

الإنسان بطبيعته معرضٌ للخطأ، وعليه التوبة النصوح والرجوع إلى الله عند الذنب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) [صحيح الترمذي].

الشكر على نعم الله

إنّ شكر الله على نعمه يقرب العبد من ربه، ويُذكّره بجلاله وعظمته.

أسباب البعد عن الله – معوقات الطريق إلى التقرب

يجب على المسلم أن يتجنب الأسباب التي تُبعده عن الله، وأن يسعى جاهداً للتقرب منه. من هذه الأسباب:

شهوات الدنيا

إنّ إتباع الشهوات لذةٌ عابرة، لكنها تُبعد العبد عن الله وتُغرقُه في متع الدنيا الزائلة.

سوء الظن بالله

يجب على العبد أن يحسن الظن بربه، وأن يتوكل عليه. سوء الظن بالله يُؤدي إلى الهلاك.

وساوس الشيطان

الشيطان عدوٌ للإنسان، يهدف إلى إبعاده عن الله. يقول تعالى: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص: 82-83]. لكن لا سلطان له على المؤمنين.