فوائد إصلاح ذات البين
بناء مجتمع متماسك
حثّ الإسلام الحنيف على إصلاح ذات البين، وهو أمرٌ يُعزز تماسك المجتمع وسلامته. وتُظهر الآيات القرآنية الكريمة أهمية هذا الأمر، فعن الله -تعالى- يقول: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)[١]. إنّ إصلاح ذات البين يُقي المجتمع من التفكك، ويُعزز الروابط الاجتماعية، ويُسهم في وقف نزيف الدماء، ونبذ الكراهية والبغضاء، وإرساء قيم عظيمة تُسهم في بناء مجتمعٍ فاضل. ولا يقتصر إصلاح ذات البين على المسلمين فقط، بل يشمل الكافر والمسلم، الظالم والمظلوم، الأقارب والأصدقاء، والزوجين، لما في ذلك من سلامة المجتمع و استقراره [٢،٣].
الثواب الجزيل
يُعدّ إصلاح ذات البين من أعظم الأعمال، فأجره يفوق أجر الصلاة والصيام والصدقة. عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة)[٤،٥]. إنّ تحويل الخلاف إلى وفاق، والعداوة إلى محبة، يُكتب من أفضل الصدقات، أما من يُفسد ذات البين فيُفسد دينه، كما يُفسد الحلاقةُ الشعرَ[٥]. ويتجلى فضلُ إصلاح ذات البين بين الزوجين بخاصة، لأنهما أساس بناء الأسرة، فإصلاح ذات البين يُسهم في بناء أسر متماسكة، ويحمي أفرادها من التشظي[٦].
نشر المحبة والتآلف
إنّ إصلاح ذات البين يُسهم في نشر المحبة والتآلف بين الناس، والبعد عن الخلافات الطويلة، وإزالة أسباب القطيعة، وتقوية روابط الأخوة الإيمانية. يقول الله -تعالى-: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَويكُم وَاتَّقوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾[٨]. فالمؤمن يحبّ إخوانه، ويتمنى لهم الخير، ويقدم لهم النصح، ويتعلم من مواقف الخلاف ليتجنب الكلام الجارح[٧،٩].
غرس فضيلة العفو والصفح
يُعدّ العفو من أهم ثمار إصلاح ذات البين، والذي يُحقق بالتعامل اللطيف والكلام الطيب. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل مثالٍ على ذلك، فقد كان يُصلح بين الناس بنفسه، كما ورد في صحيح البخاري عن أهل قباء الذين تخاصموا حتى تراموا بالحجارة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(اذْهَبُوا بنَا نُصْلِحُ بيْنَهُمْ)[١٢]. وتُظهر سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كثرة مواقفه التي تجسّد معاني الإصلاح والعفو والتسامح[١٠،١١].
المراجع
الرقم | المرجع |
---|---|
[١] | سورة الحجرات، آية:٩ |
[٢]، [٣]، [٦]، [٧]، [٩]، [١٠]، [١١] | مصادر مختلفة (راجع النص الأصلي للمصادر التفصيلية) |
[٤]، [٥] | صحيح أبي داود، صحيح البخاري (راجع النص الأصلي للمصادر التفصيلية) |
[٨] | سورة الحجرات، آية:١٠ |
[١٢] | صحيح البخاري (راجع النص الأصلي للمصادر التفصيلية) |