توقيت إخراج زكاة الفطر: هل يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد؟

زكاة الفطر ركن من أركان الإسلام. تعرف على أوقات إخراج زكاة الفطر، وحكم تأخيرها بعد صلاة العيد، وما هو الوقت الأمثل لإخراجها.

مقدمة

تُعدّ زكاة الفطر من أهم الشعائر الإسلامية التي تُختتم بها عبادة شهر رمضان المبارك. وهي صدقة واجبة على كل مسلم، تهدف إلى تطهير الصائم مما قد يكون وقع فيه من نقص أو لغو، وإعانة الفقراء والمساكين لإدخال السرور عليهم في يوم العيد. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل مسألة مهمة تتعلق بزكاة الفطر، وهي: هل يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد؟ وما هي الأوقات المستحبة لإخراجها؟

حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد

تباينت آراء أهل العلم في مسألة تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، ويمكن تلخيص هذه الآراء فيما يلي:

  • رأي جمهور العلماء: يرى جمهور الفقهاء، من المالكية والشافعية والحنابلة، أنه يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، ولكن بشرط أن يتم إخراجها قبل غروب شمس يوم العيد. ويُعتبر تأخيرها عن هذا الوقت حرامًا. والأفضل عندهم هو عدم تأخيرها عن صلاة العيد، اتباعًا للسنة النبوية. وقد استدلوا بما رواه أبو سعيد الخدري:(كُنَّا نُخْرِجُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ).
  • رأي بعض العلماء: ذهب فريق آخر من العلماء إلى أن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر هو صلاة العيد، وأنه لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد الصلاة. وإذا أُخرجت بعد صلاة العيد، فإنها تُعتبر صدقة من الصدقات، وليست زكاة فطر. وهذا هو مذهب الظاهرية، واختيار ابن تيمية وابن القيم والشوكاني، وغيرهم. واستدلوا بما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي في زكاة الفطر: (وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
  • رأي الحنفية: يرى الحنفية أن زكاة الفطر واجبة على سبيل التوسعة، بمعنى أنه يجوز إخراجها في أي وقت، حتى بعد العيد. إلا أنهم يستحبون إخراجها قبل الذهاب إلى مصلى العيد.

متى يجب إخراج زكاة الفطر؟

اختلف العلماء في تحديد الوقت الذي تجب فيه زكاة الفطر، ويمكن تلخيص أقوالهم في الآتي:

  • القول الأول: يرى أصحاب هذا القول أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان. وهو قول الكثير من السلف، ورواية عن الإمام مالك، وقول عن الشافعي، ومذهب الإمام أحمد.
  • القول الثاني: يذهب أصحاب هذا القول إلى أن زكاة الفطر تجب بطلوع فجر يوم العيد. وهو مذهب الحنفية، ورواية ثانية عن الإمام مالك، وقول قديم عن الشافعي، ورواية عن الإمام أحمد.

هل يجوز تقديم زكاة الفطر؟

أجاز أغلب العلماء تقديم زكاة الفطر قبل وقت وجوبها. واختلفوا في المدة التي يجوز فيها التقديم، على النحو التالي:

  • رأي المالكية والحنابلة: يجوز تقديمها بيوم أو يومين فقط قبل العيد.
  • رأي الشافعية: يجوز إخراجها من أول شهر رمضان.
  • رأي الحنفية: يجوز إخراجها قبل رمضان، لأنهم يعتبرونها واجبة على سبيل التوسعة، ويمكن أداؤها في أي وقت.

ما هي أهمية زكاة الفطر؟

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، بالغًا كان أو غير بالغ، ذكرًا كان أو أنثى، حرًا كان أو عبدًا، إذا كان يملك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعولهم في يوم العيد وليلته. وقد استدل العلماء على وجوبها بأحاديث نبوية كثيرة، منها:

  • ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-:(كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ).
  • حديث ابن عمر -رضي الله عنه- من قوله:(فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين).

© 2024 جميع الحقوق محفوظة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الضوابط الشرعية لتأخير الصلوات

المقال التالي

البت في تأجيل صلاة العشاء

مقالات مشابهة