توضيح سورة البينة للصغار

مدخل إلى سورة البينة

سورة البينة هي سورة مكية، تتكون من ثماني آيات. وتعرف بعدة أسماء منها: البينة، أهل الكتاب، ولم يكن، والبرية. سنتناول في هذا المقال شرحا مبسطا لآيات السورة الكريمة، مع التركيز على المحاور الرئيسية التي تتناولها.

نظرة أهل الكتاب والمشركين إلى النبوة

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ* رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً* فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ).

لفهم هذه الآيات، يجب أولاً معرفة معاني بعض الكلمات:

• أهل الكتاب: هم الذين أرسل الله إليهم كتبا سماوية، وهم اليهود والنصارى.
• المشركين: هم الذين يعبدون الأصنام والأوثان.
• منفكين: أي تاركين الكفر والضلال.
• البينة: الدليل الواضح، وهي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو القرآن الكريم.
• صحفا: جمع صحيفة، وهي ما يكتب فيه.
• مطهرة: نقية وخالية من الباطل.
• فيها كتب قيمة: أي ذات قيمة عظيمة، ومستقيمة بما تحتويه من الحق.

المعنى العام لهذه الآيات هو أن أهل الكتاب والمشركين لم يكونوا ليتركوا كفرهم وضلالهم حتى يأتيهم الدليل الواضح الذي بشرت به كتبهم، وهذا الدليل هو بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يتلو عليهم القرآن الكريم، الكتاب الهادي إلى الحق والصواب.

نظرة أهل الكتاب لمعجزات الرسول

يقول الله تعالى:

(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ* وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).

توضح هذه الآيات أن تفرق أهل الكتاب واختلافهم جاء بعد أن وصلت إليهم البينة، أي بعد أن علموا بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق. وكان عليهم أن يؤمنوا به ويوحدوا الله، وأن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فهذا هو الدين الحق.

مآل المؤمنين والكافرين

يبين الله تعالى مصير كل من المؤمنين والكافرين في الآخرة، فيقول:

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَـئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ* جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).

معاني الكلمات الهامة في هذه الآيات:

• خالدين فيها: أي باقين فيها إلى الأبد.
• أولئك هم شر البرية: أي أسوأ الخلق.
• أولئك هم خير البرية: أي أفضل الخلق.
• جزاؤهم عند ربهم: أي ثوابهم في الآخرة.
• جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا: أي جنات لا يخرجون منها أبدا.
• ذلك لمن خشي ربه: أي هذا الجزاء لمن خاف الله واتقاه.

تخبرنا هذه الآيات أن الكافرين من أهل الكتاب والمشركين سيكونون في نار جهنم خالدين فيها، وأنهم أسوأ الخلق عند الله. أما المؤمنون الذين عملوا الصالحات، فسيكونون في جنات عدن خالدين فيها، وهم خير الخلق عند الله، وسينالون رضا الله ورضاهُم عنه، وذلك الجزاء العظيم لمن خاف الله واتقاه.

المصادر

1. عادل محمد خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 312.
2. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 342. بتصرّف.
3. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 343-344. بتصرّف.
4. أبومحمد الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 664. بتصرّف.