المحتويات
مقدمة عن تهليلات عيد الفطر
من المستحب إحياء ليلة عيد الفطر بالتكبير، حيث يبدأ التكبير من غروب شمس ليلة العيد ويستمر حتى يكبر الإمام تكبيرة الإحرام لبدء صلاة العيد. إنها سنة نبوية عظيمة في عيدي الفطر والأضحى. يحرص المسلم على التكبير في الأماكن التي يتواجد فيها الناس بكثرة، مع التكبير في البيوت والطرقات والمساجد، وفي جميع الأحوال سواء كان جالساً أو ماشياً أو مضطجعاً.
يعتبر التكبير المطلق في ليلة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يشمل عيدي الفطر والأضحى. التكبير المطلق هو الذي لا يقتصر على التكبير بعد الصلوات المفروضة، بل يكون في كل وقت. أما التكبير المقيد فهو الذي يرتبط بأداء الصلوات المفروضة بعد الانتهاء منها، وهو مستحب في عيد الأضحى. وقد ورد دليل مشروعية التكبير في عيد الفطر في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. والمقصود بالعدة في الآية هو إكمال صيام شهر رمضان، حيث يكبر المسلمون الله تعالى بعد الانتهاء منه.
ضوابط رفع الصوت بالتكبير في عيد الفطر
تختلف آراء العلماء حول حكم الجهر بالتكبير في عيد الفطر، وذلك بحسب المذاهب الفقهية المختلفة، كما سيتم تفصيله أدناه:
رأي الحنفية
أوضح الإمام أبو حنيفة أن التكبير في عيد الفطر يكون سراً، لأن الثناء على الله تعالى يكون في السر، لقوله تعالى: ﴿وَاذْكُر رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ﴾، وذلك لما فيه من الخضوع والبعد عن الرياء. وأشار إلى أن الجهر بالتكبير ورد في عيد الأضحى فقط، كما في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾، وذلك لأن عيد الأضحى مرتبط بالحج، والتكبير جهراً في الحج مشروع، ولا يوجد مثل ذلك في شهر شوال المرتبط بعيد الفطر.
رأي الشافعية
يرى الشافعية أن التكبير يكون جهرياً في جميع الأوقات، وذلك استناداً لقول الله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
رأي الحنابلة
ذهب الحنابلة إلى أن التكبير يكون جهراً في عيد الفطر، وهو أشد استحباباً عند الخروج إلى صلاة العيد، كما أنه مشروع في أي مكان يجوز فيه ذكر الله تعالى. واستدلوا بما ورد عن نسيبة بنت كعب رضي الله عنها أنها قالت: (كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ)، وذلك إظهاراً لشعائر الله تعالى.
رأي المالكية
أفاد المالكية بأن التكبير يكون جهراً في عيدي الفطر والأضحى عند خروج المسلم من بيته، ويستمر بالتكبير حتى يصل إلى المصلى، كما أنه يكبر مع الإمام حين يكبر في الخطبة، ويستمع إليه.
تفصيل تكبيرات صلاة عيد الفطر
تصلى صلاة عيدي الفطر والأضحى ركعتين، وقد اتفق الفقهاء على ذلك، إلا أنهم اختلفوا في كيفيتها، وسيتم توضيح ذلك فيما يلي:
عند الحنفية
يبدأ المصلي بالصلاة، فيكبر تكبيرة الإحرام، ثم يكبر بعدها ثلاث تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، وبعدها يكبر للركوع، ويتم الركعة. ثم يقوم للركعة الثانية، فيقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يكبر ثلاث تكبيرات، والتكبيرة الرابعة للركوع، ويتم الركعة الثانية.
عند الشافعية
يبدأ المصلي الصلاة بتكبيرة الإحرام ثم يقرأ دعاء الاستفتاح، ويكبر سبع تكبيرات ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ويتم الركعة الأولى. ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام للركعة الثانية، وبعد أن يكبر التكبيرات الخمس، يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ويتم الركعة الثانية.
عند المالكية والحنابلة
ذهب المالكية إلى أن المصلي يكبر تكبيرة الإحرام وبعدها ست تكبيرات، فتكون مع تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم ينتقل إلى الركعة الثانية، فيكبر تكبيرة الانتقال وبعدها خمس تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن. وكذلك قال الحنابلة.
تتابع التكبيرات في صلاة العيد
انقسم الفقهاء إلى فريقين فيما يتعلق بالتكبيرات أثناء صلاة العيد، إن كانت متتالية، أم يكون بينها نوع من الذكر، وذلك على النحو الآتي:
الحنفية والمالكية: قالوا إن تكبيرات صلاة العيد تكون متوالية، ولا يفصل بينها شيء، كمثل التسبيح الذي يكون في الركوع والسجود، وبينوا أنه لو كان هناك ذكر معين، لنقل إلينا، وهو قول ابن مسعود، وحذيفة، وأبي موسى -رضي الله عنهم-، وغيرهم.
الشافعية والحنابلة: قالوا إن التكبيرات يفصل بينها بذكر؛ فقد بين الشافعي وأصحابه أنه يفصل بين كل تكبيرتين بمقدار قراءة آية متوسطة الطول من القرآن الكريم، فيحمد المصلي الله -تعالى-، ويكبره، ويثني عليه بما هو أهله، وقال جمهور أصحاب الشافعي إن التكبيرات يفصل بينها بقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”، ومنهم من قال إنه يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”. وقال الحنابلة مثل ما قال الشافعية؛ إن المصلي يحمد الله -تعالى-، ويثني عليه، ويصلي على النبي -عليه السلام- أيضاً، أو يقول: “الله أكبر كبيراً والحمد لله بكرةً وأصيلاً”، ويصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو يقول ما أحب من ذكر لله -تعالى-، والصلاة على نبيه -صلّى الله عليه وسلّم-.
المصادر
سيتم اضافة المصادر قريبا