تهذيب سلوك الطفل الحاد الطباع

كيفية التعامل مع سلوك الغضب لدى الأطفال. نصائح لتحسين سلوك الطفل العصبي من خلال المرونة، التواصل، وضع الحدود، وتشجيع السلوك الإيجابي.

مقدمة عن حدة طباع الأطفال

يمثل التعامل مع الطفل الذي يظهر سلوكيات عصبية وتصرفات تتسم بالحدة تحديًا كبيرًا يواجهه العديد من الآباء والأمهات. غالبًا ما يبحث الأهل عن استراتيجيات فعالة تساعدهم في توجيه سلوك أبنائهم نحو الأفضل. فهم طبيعة هذه السلوكيات وكيفية التعامل معها بشكل صحيح يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في نمو الطفل وتطوره العاطفي والاجتماعي. هذه المقالة تستعرض بعض الطرق العملية التي يمكن أن تساعد في تعديل سلوك الطفل الحاد الطباع.

أساليب في تعديل سلوك الطفل الحاد الطباع

هناك مجموعة من النصائح التي يمكن للأهل تطبيقها للمساهمة في تعديل سلوك الطفل الذي يميل إلى العصبية والحدة في ردود أفعاله. تشمل هذه النصائح جوانب مختلفة من التعامل مع الطفل، بدءًا من فهم مشاعره ووصولًا إلى وضع الحدود المناسبة.

التحلي باللين والتفهم لمشاعر الطفل

من الضروري أن يتحلى الوالدان بالمرونة والتفهم تجاه مشاعر الغضب التي يعبر عنها الطفل. يجب على الأهل أن يبدوا اهتمامًا حقيقيًا وأن يسعوا للتقرب من الطفل، خاصة إذا كانوا على دراية بالسبب الذي أدى إلى هذا الغضب. من المهم أن يشعر الطفل بأن مشاعره معترف بها وأن التعبير عن الغضب ليس أمرًا خاطئًا بحد ذاته، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة مناسبة. يجب تجنب العنف اللفظي أو الجسدي، لأن هذه السلوكيات قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة وتترك آثارًا سلبية على الطفل وعلى علاقته بالآخرين. البالغون أكثر قدرة على السيطرة على انفعالاتهم مقارنة بالأطفال، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة في كيفية التعامل مع الغضب بهدوء وحكمة، وأن يساعدوا الطفل على فهم المواقف المختلفة بهدف تقليل عصبيته واكتساب ثقته وتعاون.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.

تعزيز التواصل والحوار مع الطفل

قد يفتقر الأطفال إلى القدرة على التعبير عن مشاعرهم بطريقة فعالة، لذلك من المهم أن يقوم الأهل بتعليمهم كيفية الحوار والتعبير عن ما يجول في خاطرهم. يجب تشجيع الطفل على التحدث عن الأمور التي تزعجه أو تضايقه، مما يساعد الأهل على فهم احتياجاته بشكل أفضل وتقديم الدعم المناسب. هذا بدوره يمكن أن يقلل من السلوك العدواني ويسمح للطفل بالتنفيس عن مشاعره بطريقة صحية. من خلال الحوار، يمكن للطفل أن يتعلم كيفية إدارة مشاعره والتعبير عنها بطرق بناءة.

قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159).

التعامل مع غضب الطفل واحتوائه

عندما يشعر الأهل بأن الطفل على وشك الدخول في نوبة غضب، يجب عليهم محاولة تهدئته والتحدث معه بلطف. من الضروري البحث عن حلول بديلة للمواقف التي تثير غضبه، وتجنب الرفض أو الاستفزاز أو الصراخ، لأن هذه الأساليب قد تزيد الأمور سوءًا. يمكن استخدام وسائل تشتيت صحية لصرف انتباه الطفل عن الموقف المثير للغضب، مثل اصطحابه إلى مكان هادئ أو احتضانه والتحدث معه بهدوء. إذا كان هناك حاجة لرفض سلوك معين، يجب أن يتم ذلك بطريقة إيجابية وغير مباشرة، لأن استخدام كلمات الرفض القوية قد يثير مشاعر الطفل ويجعله يشعر بالإحباط وعدم الثقة.

السماح بالتعبير عن المشاعر بضوابط

كما يحتاج البالغون إلى التعبير عن مشاعرهم من خلال البكاء أو الصراخ في بعض الأحيان، فإن الأطفال أيضًا بحاجة إلى ذلك. ومع ذلك، يجب على الأهل محاولة السيطرة على غضب الطفل وميوله للصراخ والبكاء، بحيث لا يحدث ذلك في أماكن غير مناسبة أو يسبب إزعاجًا للآخرين. يمكن اصطحاب الطفل إلى مكان هادئ ومحاولة التواصل معه لتجنب البكاء أو الصراخ. يجب أن يكون الأهل على دراية بأن بعض الأطفال قد يستخدمون الغضب والصراخ كوسيلة للتلاعب والضغط للحصول على ما يريدون.

وضع القواعد والحدود والتشجيع الإيجابي

لا يمكن للأطفال أن يتعلموا القواعد والضوابط إلا إذا قام الأهل بتعليمهم إياها. لذلك، يجب على الأهل تجنب فرض عقوبات أو وضع توقعات عالية إذا لم يسبق لهم أن علموا أبنائهم القواعد والضوابط والتزموا بها أمامهم. تشمل هذه القواعد تجنب الصراخ المزعج، أو تحطيم الألعاب والأدوات، أو استخدام العنف. في حال مخالفة الطفل للقواعد الأساسية أثناء غضبه، يجب اتخاذ إجراءات مناسبة، مثل التوبيخ أو العقاب، حتى يدرك خطأه ويتجنبه في المستقبل. يجب أن يتم ذلك بطريقة مرنة وبعيدة عن التهديد، مع ضرورة ترك مهلة زمنية بين طرق التوبيخ والعقاب والتنويع بها. في المقابل، يجب تعزيز السلوكيات الجيدة ومكافأة الطفل عليها بطرق إيجابية مختلفة، وإظهار الاحترام والامتنان له، ومدحه بالعبارات المميزة التي تحفزه على تحسين سلوكه.

المراجع

  • “What You Can Do to Change Your Child’s Behavior”,familydoctor
  • Miriam Foley (23-4-2021),”6 Best Ways to Manage Your Child’s Anger”,parents
  • Lauren M. O’Donnell, PsyD,”Taming Tempers “,kidshealth
  • “10 Tips to Prevent Aggressive Toddler Behavior”،healthychildren
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تهذيب التصرفات الجنسية لدى الأطفال: دليل شامل للآباء

المقال التالي

تطوير سلوك الشباب: دليل شامل

مقالات مشابهة

الكفاءات الاجتماعية الأساسية للطفل: دليل تنمية القدرات

اكتشف الكفاءات الاجتماعية الهامة التي يحتاجها الأطفال وكيفية تعزيزها. يشمل ذلك التواصل الفعال، المشاركة الإيجابية، التعاون البناء، الاستماع الجيد، حب الاستطلاع، والتعبير عن الأحاسيس.
إقرأ المزيد