مقدمة
تظهر لدى الأطفال سلوكيات ذات طابع جنسي تتطور وتتغير تبعًا للمرحلة العمرية التي يمرون بها. قد يبدون فضولًا طبيعيًا تجاه كل ما يحيط بهم، بما في ذلك أجسادهم وأعضاءهم. وفي بعض الأحيان، قد تنشأ منهم سلوكيات تعتبر غير مقبولة اجتماعيًا. لذلك، من الضروري أن يكون الأبوان على دراية كاملة بمراحل النمو الجنسي الطبيعي للطفل، مما يمكنهما من التعامل مع هذه السلوكيات بهدوء وروية دون مبالغة في القلق أو الخوف.
تعتبر التربية الجنسية السليمة جزءًا لا يتجزأ من تربية الطفل المتوازنة، وتهدف إلى حمايته وتزويده بالمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات واعية ومسؤولة في المستقبل. يجب أن تتم هذه التربية بطريقة تدريجية ومناسبة لعمر الطفل ومستواه الإدراكي.
غرس السلوكيات السليمة في الطفل
من الأهمية بمكان أن يتعلم الطفل السلوكيات الصحيحة منذ الصغر وأن يتم تقويم أي سلوكيات غير لائقة قد تصدر منه. هذا يساعده على التمييز بين التصرفات المقبولة وغير المقبولة في وقت مبكر، ويكسبه معنى الحياء والحدود التي يجب عليه الالتزام بها.
يمكن استغلال أوقات مختلفة مثل وقت الاستحمام، أو قبل النوم، أو حتى عند التعرض لمواقف جديدة لتذكير الطفل بالسلوكيات الصحيحة التي تحافظ على سلامته الشخصية. على سبيل المثال، يمكن تعليمه أنه لا يجوز لأحد أن يلمس أجزاء جسمه الخاصة إلا بإذنه.
تبيان الفرق بين اللمسات المباحة والمرفوضة
يحتاج الطفل إلى فهم أجزاء جسمه وماهية اللمسة الآمنة، وكيفية التصرف إذا حاول شخص ما لمسه بطريقة غير مريحة أو غير لائقة. يجب تعليمه الفرق بين اللمسات الآمنة والإيجابية واللمسات السيئة من خلال أمثلة واقعية.
اللمسات الآمنة هي تلك التي تعبر عن الحب والاهتمام، مثل العناق، ومسك الأيدي، وتغيير الحفاضات. أما اللمسات السيئة فهي التي تسبب الألم أو الخوف أو عدم الارتياح، مثل الركل، أو الضرب، أو لمس الأجزاء الحساسة من الجسم. يجب أن يتعلم الطفل رفض هذه اللمسات السيئة وإيقافها على الفور.
من حق الطفل أيضًا أن يرفض العناق أو القبلات حتى من الأشخاص الذين يثق بهم، مثل الأجداد، وعدم إجباره على ذلك. هذا يعزز لديه فكرة أن جسده ملك له وعليه حمايته.
إعطاء الطفل المعلومات الملائمة لسنه
يجب على الآباء أن يراعيوا عمر الطفل عند تقديم المعلومات الجنسية له. فالمعلومات التي تناسب طفلًا في الخامسة من عمره تختلف عن تلك التي تناسب طفلًا في العاشرة. على سبيل المثال، إذا سأل الطفل البالغ من العمر خمس سنوات “من أين يأتي الأطفال؟”، يمكن الاكتفاء بالإجابة: “ينمو الأطفال في الرحم وهو موجود داخل بطن الأم” دون الخوض في تفاصيل أخرى.
يجب تجنب إعطاء الطفل معلومات أكثر مما يحتاج إليه أو يفهمها، لأن ذلك قد يسبب له الارتباك والقلق.
تثقيف الطفل حول الأمور الجنسية والبلوغ في الوقت المناسب
عندما يكبر الطفل، يجب توعيته بشأن الأمور الجنسية والبلوغ. يجب على الآباء بناء علاقة قوية مع طفلهم حتى يشعر بالراحة في طلب المساعدة منهم واللجوء إليهم دائمًا. هذا يضمن حصول الطفل على معلومات صحيحة ومناسبة لعمره.
من الضروري استخدام لغة واضحة ومناسبة عند تعليم الطفل أسماء أعضاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية. يجب أن يعرفها بأسمائها الصحيحة دون اختراع أسماء أخرى لها.
تعليم الطفل أصول الاستئذان
يجب وضع قواعد منزلية واضحة للطفل، مثل تعليمه آداب الاستئذان قبل دخول أي غرفة عن طريق طرق الباب والانتظار حتى يؤذن له بالدخول. يجب أيضًا تعليمه أنه لا يجوز أن يكون هناك شخص آخر معه في الحمام بمفرده. هذه القواعد تعلم الطفل الحدود المناسبة والسلوكيات الصحيحة.
توفير الأمان والاطمئنان للطفل
يجب الحرص على طمأنة الطفل بأن والديه دائمًا إلى جانبه ومستعدان لحمايته والاستماع إليه. هذا يجعله يشعر بالأمان والثقة ويمنعه من الخوف من إخبارهم إذا قام أي شخص بلمس أجزائه الحساسة أو النظر إليها.
يجب أن يعلم الطفل أنه يمكنه دائمًا الاعتماد على والديه لتقديم الدعم والحماية له.
مراقبة المحتوى الرقمي الذي يشاهده الطفل
يجب تجنب تعرض الأطفال للمحتوى غير اللائق من خلال البرامج التلفزيونية، والأفلام، وألعاب الفيديو، وغيرها. يمكن تحقيق ذلك من خلال التأكد من استخدام الإنترنت الآمن والاستفادة من خيارات الرقابة التي تتيحها شركات الإنترنت والكابلات والأقمار الصناعية.
من المهم أيضًا التحدث مع الطفل حول المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها عبر الإنترنت وتعليمه كيفية حماية نفسه.
تقديم الإجابات الصائبة على تساؤلات الطفل
يجب على الآباء الاستعداد للإجابة عن أسئلة الطفل بعبارات بسيطة ومعلومات مناسبة لعمره. يجب تجنب إبداء أي رد فعل يجعله يشعر بالخجل من فضوله، مثل الضحك أو الغضب. يجب أيضًا التأكد من أن الطفل قد فهم الإجابة وأنه ليس بحاجة إلى معرفة المزيد.
إذا لم يكن الأب أو الأم يعرف الإجابة على سؤال الطفل، فيمكنهما البحث عنها معًا أو استشارة شخص آخر متخصص.