تنمية مهارات النطق لدى الأطفال

طرق فعالة لتنمية مهارات النطق والكلام عند الأطفال. دليل شامل لمساعدة الأهل على تحفيز أطفالهم على الكلام والتعبير عن أنفسهم.

مقدمة حول تطور اللغة لدى الأطفال

من المسلّم به أن الطفل يأتي إلى الدنيا وهو يعتمد على البكاء كوسيلة أساسية للتعبير عن حاجاته ورغباته. هذا البكاء هو لغته الأولى التي يستخدمها للتعبير عن مشاعره المختلفة. لا يولد الطفل وهو قادر على الكلام بطلاقة، بل يبدأ في اكتساب اللغة وتعلمها بشكل تدريجي مع مرور الوقت والنمو. للأسف، يغفل العديد من الآباء والأمهات عن الدور الحيوي الذي يجب أن يقوموا به في تطوير هذه المهارة اللغوية لدى أطفالهم. هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها لتحفيز الطفل على الكلام وتنمية قدراته اللغوية، وسوف نستعرض بعضاً من هذه الطرق في هذا المقال.

أساليب فعالة لتعليم الأطفال النطق

هناك عدة استراتيجيات يمكن للوالدين اتباعها لتعزيز قدرة أطفالهم على النطق والتعبير. من بين هذه الاستراتيجيات:

  • التجاوب مع بكاء الطفل: يعتبر البكاء وسيلة الطفل للتعبير عن نفسه وعن احتياجاته. لذا، يجب على الأهل الاستجابة لبكاء الطفل ومحاولة فهم ما يحاول التعبير عنه.
  • المناقشة والتفاعل حتى مع الرضع: يمكن التفاعل مع الطفل الرضيع من خلال المناغاة. عندما يصدر الرضيع أصواتًا، يجب النظر إليه والانتظار قليلاً، ثم تكرار نفس الصوت الذي أصدره. يجب تطبيق هذا الأمر مع الأطفال الأكبر سنًا أيضًا، ولكن بدلًا من المناغاة، يتم نطق بعض الحروف والكلمات البسيطة.
  • التحدث بلغة الكبار: إذا كان الطفل قد بلغ عامه الأول تقريبًا، يجب التحدث معه بلغة الكبار والتعامل معه كشخص بالغ. هذا يساعده على استيعاب اللغة بشكل أفضل.
  • تحفيظ الطفل الكلام: يمكن تحفيظ الطفل بعض الكلمات والجمل التي نقولها له. هذا يساعده على فهم وإدراك الأوامر التي نطلبها منه، كما أنه يجعله ينمو في بيئة غنية باللغة والنقاش، مما يجعله يتحدث بصورة طبيعية.
  • التحدث بلغة سليمة وواضحة: يجب الحرص على التحدث بلغة سليمة وواضحة أمام الطفل، وتجنب تصحيح أخطائه في بداية تعلمه.
  • المدح المستمر: يجب مدح الطفل وتصرفاته بشكل مستمر، مع وصف الأفعال التي يقوم بها أمامنا. على سبيل المثال، عندما يمسك الطفل أنفك، انظر إليه قائلاً: “هذا أنفي” مع مسك أنفه بيده الصغيرة. أو عندما يلتفت الطفل لصوت الباب عند دخول أحد الأشخاص، انظر إليه قائلاً: “بابا فتح الباب”. أو عندما يدخل الأخ الأكبر، قل له: “انظر يا عزيزي من هنا؟”. هذا يساعد الطفل في الربط بين الأفعال واللغة.
  • التحدث عن الأفعال: التحدث مع الطفل عن الأفعال التي نقوم بها برفقته، فمثلاً قبل أن نحمله نقول له: “يا الله كم أنت جميل”، أو عندما نغير له الفوطة، نقول له: “هذه الفوطة نظيفة جداً”.
  • شرح ما نقوم به: التحدث مع الطفل عن الأفعال التي نقوم بها أمامه، فمثلاً أثناء إعداد الطعام، يجب وصف وشرح ما نفعله للطفل، حيث يبدو ذلك كأننا نعلمه الطبخ أو نعطيه درساً.
  • رواية القصص والغناء: رواية القصص للطفل والغناء له قبل النوم، أو الصلاة وقراءة القرآن أمامه بصوت مرتفع مع الحرص على تكرار ذلك بشكل يومي، فذلك ينمي مبادئ اللغة والكلام عنده، كما أنه سيجعله يقلدنا في هذه الأمور. على سبيل المثال، يمكن قراءة آيات من القرآن الكريم أمامه، مثل:

    “بسم الله الرحمن الرحيم. ٱلرَّحۡمَٰنُ (1) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (2) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ (3) عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ (4)”

    وكذلك يمكن ترديد بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الكلام الطيب، مثل:

    “عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»”.

Total
0
Shares
المقال السابق

تنمية عادات النظافة الصحية لدى الأطفال

المقال التالي

إتقان اللغة العربية: دليل شامل

مقالات مشابهة