تنمية القدرات الشخصية وأهميتها

استكشف أهمية المهارات الشخصية وتأثيرها على مختلف مراحل الحياة. تعرف على كيفية تطوير قدراتك في التواصل، التفاوض، التعاطف، والعمل الجماعي لتحقيق النجاح والاستقلالية.

مقدمة

تعتبر القدرات الشخصية عنصراً أساسياً في إعداد الأفراد لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق النجاح. إن اكتساب هذه القدرات يمثل استثماراً قيماً في المستقبل، حيث تمكن الأفراد من التكيف مع الظروف المختلفة وتحقيق أهدافهم بكفاءة وفاعلية. هذه المقالة ستوضح أهمية هذه القدرات، وكيف يمكن تطويرها في مختلف المراحل العمرية.

أهمية القدرات الشخصية للشباب

تعتبر القدرات الشخصية حجر الزاوية في تأهيل الشباب لتحقيق النجاح في مسيرتهم الحياتية. من الضروري أن يمتلك كل شاب المهارات اللازمة لخوض غمار الحياة وتحقيق الإنجازات. يقع على عاتق المربين والمختصين مهمة مساعدة الشباب على تحقيق طموحاتهم من خلال تزويدهم بالقدرات الضرورية.

من الأفضل دمج القدرات الشخصية في التجارب التعليمية من خلال الأنشطة العملية البسيطة وأسئلة النقاش. يجب أن تساعد التجارب التعليمية الشباب على تعلم كيفية تحديد الأهداف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقها. ومن بين القدرات التي يمكن للشباب تعلمها قبل تحديد أهدافهم الحياتية ما يلي:

  • تحديد الغاية أو النتيجة المرجوة من الهدف المراد تحقيقه مسبقًا.
  • تحديد المهام والخطوات اللازمة لتحقيق الهدف.
  • وضع خطة عمل واتباعها.
  • تقييم كيف تسير الأمور بعد كل خطوة.
  • مراجعة الخطة إذا لم يتحقق الهدف.

القدرات الشخصية حسب المراحل العمرية

تتطور القدرات الشخصية بتطور الإنسان وتقدمه في العمر، وفيما يلي عرض لأهم القدرات التي ينبغي اكتسابها في كل مرحلة عمرية:

من 5 إلى 8 سنوات

  • القدرة على إكمال مشاريع بسيطة.
  • استكشاف الأشياء التي تكون عليها الأشياء.

من 9 إلى 11 سنة

  • وضع أهداف قصيرة المدى.
  • إكمال مشاريع أكثر تعقيدًا من المرحلة السابقة.

من 12 إلى 14 سنة

  • وضع أهداف طويلة المدى.
  • القدرة على إنشاء خطة للوصول إلى الأهداف.

من 15 إلى 19 سنة

  • تحديد وتنفيذ الخطوات اللازمة للوصول إلى الأهداف طويلة المدى.
  • إدارة الموارد والعمل على تحقيق الهدف فعليًا.
  • تحديد المعالم الأساسية الوصول إلى الهدف.

أنواع القدرات الشخصية

قامت بعض المنظمات العالمية، مثل منظمة “اليونسيف” (2005)، بتصنيف القدرات الشخصية إلى عدة أنواع، وهي:

مهارات التواصل مع الآخرين

تشمل مهارات التواصل الكلامي وغير الكلامي، والقدرة على الإصغاء، والتعبير عن العواطف، وتقديم الملاحظات.

مهارات التفاوض ورفض القرارات

وتشمل مهارات التفاوض مع الطرف النقيض، وإدارة النزاعات، ومهارات إثبات الذات، ومهارات الرفض.

مهارات التعاطف العاطفي

ومن بينها تفهم الآخرين، والتعاطف معهم، والاستماع لما يحتاجه الغير، ومراعاة ظروفه، وتفهمها، وكيفية التعبير عن هذا التفهُّم.

مهارات التعاون والعمل ضمن فريق

تتطلب مهارات التعاون القدرة على التعبير عن الاحترام، وتقييم الشخص لقدراته بصدق، وإسهامه في العمل الجماعي.

مهارات الدعوة لكسب التأييد

يحتاج الشخص لكسب التأييد لامتلاك مهارات الإقناع، وصُنع القرار، والتفكير الناقد.

مهارات جمع المعلومات

ينبغي امتلاك مهارة تقْييمِ النَّتائجِ المحتملة في المستقبل، ووضع الحلول البديلةِ للقضايا، ومهارات التَّحليل التي تراعي تأثيرِ القيم والمبادئ وتوجهات الآخرين عند وجود الحافز المؤثِّر.

مهارات التفكير النقدي

يتبع مهارة التفكير الناقد مهاراتِ أخرى مثل تحليلِ تأْثير الأقران، ووسائلِ الإعلام، ومهاراتِ تحليلِ القِيم، والمعتقدات الاجتماعيَّة، ومهاراتِ تحديدِ المعلومات ومصادرها، والتَّعامُلِ السليم.

مهارات زيادة تركيز العقل الباطني

وتضمُّ مهاراتِ تقدير الذَّات، وتقييم الذات، ومهاراتِ الوعي، وتحديد الأهداف.

مهارات إدارة المشاعر

وأهمها مهارة امتصاص الغَضَب، والتَّعامل مع الهم والقَلق، والتعامل مع الخسائر، والتجارب الصَّادمةِ، والإساءة.

مهارات إدارة التعامل مع الضغوط

وأهمها مهارة إدارة الوقت، والتَّفكير الإيجابي، وتعلم الاسترخاء.

الأهداف من تنمية القدرات الشخصية

تهدف تنمية القدرات الشخصية إلى مساعدة الأفراد على أن يصبحوا مستقلين قدر الإمكان؛ سواء كان ذلك بهدف الحصول على وظيفة، أو تحقيق أي مشروع في الحياة بعد التخرج من المدرسة أو الجامعة. فبمجرد خروج الطالب من المدرسة الثانوية، يقل الدعم المتاح له من جهات مختلفة، مما يزيد من صعوبة العمل بشكل مستقل. لذا، من الضروري البدء في تنمية هذه القدرات في وقت مبكر.

عندما يقوم شخص بتدريس القدرات الشخصية اليومية، يجب أن يضع في اعتباره هدف الاستقلالية، وأن يجعل طلابه قادرين على العيش بشكل أكثر استقلالية. يمكن أن يعني الاستقلال أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين، ولكن بشكل عام، يتم تعريفه بالقدرة على التحكم في الأنشطة اليومية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.” (رواه البخاري)

وقال تعالى:

﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (المائدة: 2).

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تطوير القدرات الشخصية للبالغين

المقال التالي

إتقان فن الدفاع في كرة السلة

مقالات مشابهة

تمارين تطبيقية على حذف المبتدأ والخبر

مجموعة متنوعة من التمارين التي تساعد على فهم واستيعاب قواعد حذف المبتدأ والخبر في اللغة العربية. التدريب الأول، التدريب الثاني، التدريب الثالث، التدريب الرابع، التدريب الخامس، التدريب السادس، التدريب السابع، التدريب الثامن.
إقرأ المزيد