فهرس المحتويات
أهمية الثروة الحيوانية
تعتبر الثروة الحيوانية دعامة أساسية للاقتصاد، حيث توفر العديد من المنتجات الضرورية للإنسان. فهي مصدر للحوم، والألبان، والجلود، والصوف، وغيرها. لطالما كانت ولا تزال مورداً هاماً لرزق الكثيرين، ولا يمكن الاستغناء عن منتجاتها المتنوعة. وتشمل هذه الثروة أنواعاً مختلفة من الحيوانات، كالضأن والماعز والإبل وغيرها. لتحقيق النجاح في تربية الأغنام، يجب على المربي امتلاك الخبرة الكافية وتوفير الظروف الملائمة لعيشها، مثل الحظائر والمراعي المناسبة. فيما يلي، نقدم لكم مجموعة من النصائح والإرشادات الهامة لكل مربي أغنام، بهدف تحسين أساليب التربية وزيادة الإنتاجية.
أسس تربية الأغنام
تعتبر تربية الأغنام من المشاريع الهامة التي يمكن أن تحقق أرباحاً جيدة إذا تمت إدارتها بشكل صحيح. تتطلب هذه العملية معرفة وخبرة في التعامل مع الأغنام وفهم احتياجاتها. تشمل الأسس الرئيسية لتربية الأغنام اختيار القطيع المناسب، وإدارة موسم التلقيح بكفاءة، والعناية بالأغنام الحوامل والوليدة، والحفاظ على صحة القطيع بشكل عام. كل هذه العوامل تلعب دوراً حاسماً في تحقيق إنتاجية عالية وجودة ممتازة.
بناء وتكوين القطيع
عند الرغبة في شراء الأغنام، هناك خياران رئيسيان أمام المربي:
- شراء إناث الأغنام الحوامل: يفضل اختيار إناث في عمر السنتين أو الثلاث سنوات. قد تكون أسعارها مرتفعة نسبياً، ولكنها ستعوض هذا الارتفاع من خلال عدد المواسم الإنجابية التي يمكن الاستفادة منها. بالإضافة إلى ذلك، لن يحتاج المربي إلى فحول للتلقيح في البداية.
- شراء إناث وفحول الأغنام قبل التلقيح: يفضل أيضاً أن تكون الإناث في عمر السنتين أو الثلاث سنوات، وأن تكون الفحول من سلالات أصيلة. يجب استبدال الفحول كل 3-4 سنوات لتجنب المشاكل الوراثية الناتجة عن التزاوج الداخلي. يمكن أيضاً شراء إناث في عمر السنة، ولكن يجب توفير التغذية والرعاية الجيدة لها، مع العلم أنها قد لا تكون جاهزة للتكاثر في هذا الموسم.
المواصفات التي يجب مراعاتها عند شراء الأغنام:
- وقفة سليمة ورأس مرفوع.
- حركة ونشاط ملحوظ.
- عيون سليمة وخالية من الدموع.
- صوف ذو لون طبيعي.
- خلوها من الأمراض الجلدية مثل الجرب والقراع.
- التأكد من عدم إصابتها بالحمى القلاعية (عدم وجود سيلان في الأنف أو تورم في الشفاه)، والأمراض الرئوية (السعال).
- سلامة ضروع الإناث وخصي الذكور.
فترة التزاوج
تعتبر فترة التزاوج من الفترات الحاسمة في تربية الأغنام، حيث يتم تحديد الإنتاج المستقبلي للقطيع. يجب على المربي اتخاذ بعض الإجراءات لضمان نجاح هذه الفترة وزيادة نسبة الإخصاب:
- استبعاد الأغنام غير المناسبة قبل موسم التلقيح: يجب استبعاد الإناث التي تجاوزت سن الثامنة، والتي تحمل صفات وراثية غير مرغوب فيها، وذوات الضروع المتليفة، والإناث الصغيرة، واللواتي لم ينجبن لموسمين متتاليين، والمصابات بعاهات. يستثنى من ذلك الإناث اللواتي ينجبن التوائم أو ذوات القدرة الإنتاجية العالية للحليب.
- تغذية الأغنام قبل موسم التلقيح: يجب الاهتمام بتغذية الأغنام قبل فترة التلقيح لزيادة احتمالية الإخصاب. يتم ذلك من خلال زيادة كمية الأعلاف واختيار أجود أنواعها، ويفضل استخدام الأعلاف المركزة. تبدأ هذه الفترة عادة من نهاية شهر حزيران إلى شهر آب، وقد تتأخر بعض الأغنام الضعيفة شهراً إضافياً.
بعد ذلك، يتم جمع الإناث والفحول للتلقيح، وعادةً ما يتم تلقيح كافة الأغنام خلال فترة 45 يوماً.
أهمية التغذية قبل فترة التلقيح:
- زيادة خصوبة الإناث من خلال تحفيز المبايض على إنتاج البويضات.
- زيادة نسبة التوائم.
- الحد من موت الأجنة.
الفوائد المتحققة من التحكم في موعد تلقيح وولادة الأغنام:
- الاستفادة القصوى من الأعلاف، حيث تستغلها الأغنام للإخصاب والولادة.
- تجميع الولادات في فترة زمنية متقاربة، مما يسهل تقديم الرعاية المناسبة لها والحصول على أغنام بنفس العمر والوزن، مما يسهل عملية الفطام والبيع مستقبلاً.
- الحصول على كميات أكبر من الحليب في نفس الوقت، مما يمكن المربي من تصنيعه إلى منتجات مختلفة مثل اللبن الجميد أو اللبنة أو الزبدة، وبيعها.
فترة الحمل والولادة
تستغرق فترة الحمل عند الأغنام حوالي خمسة أشهر، وتعتبر من الفترات الهامة في حياة النعجة، حيث يتوقف عليها إكمال الحمل بشكل طبيعي والحصول على نسل جيد. نشاط الأغنام يعتبر مؤشراً على صحتها. ينصح بالاعتماد على المراعي الطبيعية في هذه الفترة، وإذا لم تتوفر، ينصح بإضافة مكملات البروتين للأغنام للسماح بنمو الجنين وتخزين المواد في جسمها لإنتاج الحليب. ينصح أيضاً بتدريب النعجة على المشي في المراعي قبل موعد الولادة.
عادة ما تتم الولادة في المراعي، مع مراعاة توفير مظلات في حال تساقط الأمطار. يمكن معرفة النعجة التي أوشكت على الولادة من خلال بعض العلامات، مثل بطء الحركة، والميل إلى الانعزال عن القطيع، وظهور البطن منتفخاً أكثر من المعتاد، وكبر حجم الضرع.
في العادة، لا تحتاج النعجة إلى المساعدة أثناء عملية الولادة إلا نادراً. يُنصح بوجود طبيب بيطري في حال حدوث أي خلل، لمساعدة المولود على التنفس ومساعدة النعجة على إخراج المشيمة. يجب مساعدة المولود على الرضاعة إذا رفضت النعجة إرضاعه لأي سبب كان، وذلك بربط قوائمها وتقريب المولود من ضرعها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لاَ يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلاَّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَعْتِقَهُ” [مسلم].
الحفاظ على صحة القطيع
يجب الاهتمام بنظافة الحظيرة وتهويتها، وتقديم المياه النظيفة للأغنام، ومكافحة الطفيليات الخارجية والداخلية، والتطعيم ضد الأمراض لحماية القطيع والحفاظ على صحته. يجب عزل الأغنام المريضة لتجنب انتشار العدوى إلى باقي القطيع. ولا بد من استشارة ذوي الخبرة عند وجود أي طارئ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا” [البخاري ومسلم].