مقدمة |
هيكلة سور المصحف الشريف |
الرأي القائل بالترتيب التوقيفي للسور |
الرأي القائل بالترتيب التوفيقي للسور |
الجمع بين التوقيفي والتوفيقي في ترتيب السور |
هيكلة آيات المصحف الشريف |
هيكلة كلمات المصحف الشريف |
المراجع |
مقدمة
يمتاز القرآن الكريم بنظام فريد وترتيب مذهل. يتميز ترتيب سور القرآن في المصحف عن التسلسل الزمني لنزولها. فالسورة التي نزلت لاحقًا قد تسبق في المصحف سورة نزلت قبلها على النبي -صلى الله عليه وسلم-. كذلك، قد تسبق سورة قصيرة سورة أطول منها. ومن الأمثلة اللافتة، اجتماع سور متشابهة مثل “الحواميم” التي تبدأ بـ “حم”، بينما لا نجد هذا النمط في سور أخرى تفتتح بالتسبيح، مثل “المسبّحات”.
اختلف العلماء في تحديد كيفية تنظيم سور القرآن. هل هو وحي من الله أم اجتهاد من الصحابة بتوفيق منه؟ سنوضح هذا في الفقرات التالية.
هيكلة سور المصحف الشريف
تتعدد وجهات النظر حول كيفية تنظيم سور القرآن الكريم في المصحف. هل هو ترتيب إلهي أم اجتهاد من الصحابة بتوفيق من الله؟
الرأي القائل بالترتيب التوقيفي للسور
يرى فريق من العلماء أن ترتيب السور الحالي في المصحف هو توقيفي، أي بأمر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل -عليه السلام- عن الله -تعالى-.
يقول أبو بكر الأنباري أن القرآن الكريم يتميز بنظام في اتساق سوره وآياته وحروفه، وكل ذلك بوحي من الله لرسوله. وأي تغيير في هذا النظام يُعد إفسادًا للوحي. ويستدلون على ذلك بما يلي:
- إجماع الصحابة: أجمع الصحابة -رضي الله عنهم- على مصحف عثمان -رضي الله عنه-. ولو كان هناك اجتهاد في ترتيب السور، لتم تناقله بين الصحابة.
- الأحاديث التي تذكر بعض السور مرتبة: ورد في تفسير قوله تعالى: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ) أنها السور السبع الطوال؛ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وهذا الترتيب كان بتوقيف من الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الوحي.
- ما ورد عن أوس بن أبي أوس الثقفي، حيث كان في وفد أتى إلى أصحاب رسول الله، فسألوا أصحاب رسول الله عن كيفية تحزيب القرآن؟ فأجابوا: “نحزّبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من “ق” حتى نختم”.
- ثمَّ قال ابن حجر: “فهذا يدلُّ على أنَّ ترتيب السور على ما هو في المصحف الآن، كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-“،
- بالإضافة ما ورد من أحاديثٍ فيها ذكر لبعض السور مرتباً، ومثال ذلك: قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-:(اقرؤوا الزهراوين، البقرة، وسورة وآل عمران).
- إجماع الأمة: أجمعت الأمة على الالتزام بهذا الترتيب، وعلى حرمة مخالفته فى كتابة المصاحف.
كان النبي -صلّى اللَّه عليه وسلم- يُلقِّن أصحابه، ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن على وفق الترتيب الذى هو الآن بين أيدينا وفي مصاحفنا، وذلك بتوقيفٍ من جبريل -عليه السلام- عن ربِّه -عزَّ وجلّ-، حيث كان يخبره أن هذه الآية تكتب بعد آية كذا في سورة كذا، وتبيّن أنَّ سعيَ الصحابة كان في جمعه فى موضع واحدٍ لا في الترتيب.
الرأي القائل بالترتيب التوفيقي للسور
يرى بعض العلماء أن ترتيب السور هو توفيق من الله لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ويستندون في ذلك إلى وجود روايات تشير إلى اختلاف في نُسخ الصحابة للقرآن.
فقد ورد أن مصحف عليٌ -رضي الله عنه- كان مرتبًا حسب النزول، فأوله سورة اقرأ، ثم المدثر، ثم (ق)، فالمزمل، فتبَّت، فالتكوير. وكان مصحف ابن مسعود -رضي الله عنه- أوله: البقرة، فالنساء، فآل عمران.
الجمع بين التوقيفي والتوفيقي في ترتيب السور
هناك رأي آخر يجمع بين الرأيين السابقين، وهو أن بعض السور ترتيبها في المصحف “توقيفي” بوَحي من الله، وبعضها الآخر “توفيقي” باجتهاد الصحابة. قال ابن حجر: “ترتيب بعض السور على بعضها أو معظمها لا يمتنع أن يكون توقيفيًّا”.
هيكلة آيات المصحف الشريف
لا خلاف بين العلماء على أن ترتيب الآيات في السورة الواحدة هو أمر توقيفي من الله -تعالى-. كان جبريل -عليه السلام- ينزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- بالآيات ويخبره بموضعها من السور، ثم يتلوها النبي على أصحابه، ثم يكتبها كتّاب الوحي.
ومن الأدلة على ذلك:
- النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
- عن عثمان ابن أبي العاص قال:(كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة (إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ)).
- وفي هذا الحديث دلالة صريحة في كون ترتيب الآيات من عند الله عز وجل جملة وتفصيلاً.
- فعل النبي عليه الصلاة والسلام
- كان سول الله -صلى الله عليه وسلم- يتلو آيات القرآن الكريم مرتَّبةً في الصلوات المفروضة والنافلة، فيسمعها أصحابه ويحفظونها كما سمعوها.
- إجماع الصحابة
- إجماع الأمة قاطبة
هيكلة كلمات المصحف الشريف
ترتيب الكلمات، أي موضع كل كلمة في الآية، ثابت بالنص والإجماع، ولا خلاف في ذلك. يجب على المسلم الالتزام بترتيب كلمات الآيات، ويحرم عليه مخالفتها. فلا يجوز له أن يقرأ: لله الحمد ربِّ العالمين بدلاً من (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
المراجع
- مجموعة من المؤلفين،كتاب الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 224-226. بتصرّف.
- إبراهيم الإبياري،الموسوعة القرآنية، صفحة 339. بتصرّف.
- فهد الرومي،دراسات في علوم القران، صفحة 117.
- فهد الرومي،كتاب دراسات في علوم القرآن، صفحة 108-109. بتصرّف.
- سورة الحجر، آية:87
- رواه ابن كثير، في فضائل القران، عن اوس بن حذيفة الثقفي، الصفحة أو الرقم:148، حسن.
- رواه الإمام مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبى أمامة رضي الله عنه ، الصفحة أو الرقم:222، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة .
- إبراهيم الإبياري،الموسوعة القرآنية، صفحة 78. بتصرّف.
- [مناع القطان]،كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، صفحة 143.
- سورة الحجر ، آية:90
- أحمد حسن الزيات ،مجلة الرسالة، صفحة 23.
- سورة الفاتحة ، آية:2
- ابن عثيمين،تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة، صفحة 21. بتصرّف.