تمييز مفهوم معضلة البحث عن إشكالية البحث

استكشاف الفروقات الجوهرية بين معضلة البحث وإشكالية البحث في سياق الدراسات العلمية. تحليل الاختلافات من حيث المعرفة، توفر الإجابات، الشمولية، والمدى.

مقدمة

عند الخوض في غمار البحث العلمي، يواجه الباحث مصطلحات قد تبدو متشابهة للوهلة الأولى، ولكنها تحمل في طياتها اختلافات جوهرية تؤثر على مسار البحث ونتائجه. من بين هذه المصطلحات، تبرز “معضلة البحث” و “إشكالية البحث” كمفهومين أساسيين يجب على الباحث فهمهما وتمييزهما بدقة.

تعريف معضلة البحث

تعتبر معضلة البحث بمثابة التحدي الذي يواجهه الباحث أثناء سعيه للمعرفة. يمكن تعريفها على أنها شعور الباحث بوجود نقص أو غموض في مجال بحثه، مما يستدعي القيام بعملية تمحيص وتدقيق للوصول إلى حلول أو فهم أعمق. يمثل الباحث هنا دورًا فعالًا في مواجهة هذه المعضلة والعمل على إيجاد حلول لها. بعبارة أخرى، هي حالة من عدم اليقين تتطلب من الباحث بذل جهد للوصول إلى إجابات واضحة.

تعريف إشكالية البحث

أما إشكالية البحث، فهي عبارة عن مجموعة من التساؤلات المتعلقة بمجال البحث العلمي. يسعى الباحث من خلالها إلى الوصول إلى إجابات شاملة ومنطقية تغطي جوانب الموضوع قيد الدراسة. تمثل الإشكالية مجموعة من العبارات التي توضح المغزى من البحث وتزود الباحث بمعلومات جديدة، مما يساعده في وضع خطة بحثية متكاملة. إنها تمثل تحديًا أعمق يتطلب تحليلًا شاملاً وتفسيرًا معمقًا للوصول إلى فهم كامل.

الفروق الرئيسية بين معضلة البحث وإشكالية البحث

على الرغم من وجود تداخل بين مفهومي معضلة البحث وإشكالية البحث، إلا أن هناك فروقًا واضحة تميزهما عن بعضهما البعض. يمكن تلخيص هذه الفروق في عدة جوانب:

من حيث الجانب المعرفي

يكمن الاختلاف الأساسي في أن إشكالية البحث تنشأ نتيجة لنقص في المعرفة أو وجود معلومات مضللة حول قضية معينة. بمعنى آخر، تتطلب الإشكالية المزيد من البحث والتحليل لجمع معلومات كافية. بينما تمثل معضلة البحث عجزًا في إيجاد إجابات للتساؤلات المطروحة، أي أن المشكلة تكمن في عدم وجود تفسير منطقي أو إجابة مقنعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار الإشكالية نتيجة للمعضلة، حيث أن نقص المعرفة يمكن أن يؤدي إلى ظهور إشكالية تحتاج إلى نقاش وتحليل للوصول إلى إجابات مدعومة بالأدلة والبراهين.

من حيث إمكانية الحصول على إجابات

تعتبر معضلة البحث العلمي استفهامًا يسعى الباحث للإجابة عليه بشكل كامل ونهائي. يفترض وجود سؤال يتطلب إجابة شافية، أو مشكلة تتطلب حلاً. في المقابل، قد يكون لإشكالية البحث إجابة أو حل، ولكنه لا يزال قيد النقاش والتحقق من صحته. بمعنى آخر، قد تكون هناك حلول مقترحة، ولكنها تحتاج إلى مزيد من التدقيق والتمحيص. المشكلة البحثية هي ما التبس به وليس له أي جواب أو حتى حل منهجي علمي، أما الإشكالية هي ما التبس به واختلط مع غيره من الإجابات وله حلّ علمي منهجي.

من حيث النطاق

يشير مصطلح معضلة البحث إلى قضية محددة تتطلب حلاً. بينما تمثل إشكالية البحث دائرة أوسع تشمل عددًا من المشكلات والقضايا الفرعية. يمكن اعتبار المشكلة جزءًا من الإشكالية، حيث تمثل الإشكالية الشجرة الأم والمشكلة أحد فروعها. وبالتالي، فإن حل المشكلة يكون أقل تعقيدًا من حل الإشكالية، حيث تتطلب المشكلة حلاً واحدًا، بينما تتطلب الإشكالية حلولًا متعددة.

من حيث الحجم

تختلف الإشكالية عن المشكلة في المدى. تعتبر الإشكالية أطول وأكثر تفصيلاً، وتتطلب سردًا وتحليلًا معمقًا. تركز الدراسة في الإشكالية على المستوى الكلي، بينما تركز الدراسة في المشكلة على المستوى الجزئي. تتميز المشكلة بالبساطة والسهولة، على عكس إشكالية البحث التي تتطلب جهدًا أكبر وتحليلًا أعمق.

المصادر

  • أكاديمية بي تي اس. “الفرق بين مشكلة البحث وإشكالية البحث العلمي”. 23/1/2022. تم الاطلاع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  • المنارة للإستشارات. “إشكالية البحث و المشكلة والفرق بينهما”. تم الاطلاع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  • يحيى سعد. “إشكالية ومشكلة البحث العلمي وافرق بينهما”. دراسة. 21/12/2021. تم الاطلاع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  • أكاديمة بي تي اس. “الفرق بين مشكلة البحث وإشكالية البحث العلمي”. 23/1/2022. تم الاطلاع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  • المنارة للإستشارات. “إشكالية البحث والمشكلة والفرق بينهما”. تم الاطلاع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  • مكتبتك. “المشكلة والإشكالية “. تم الاطلاع عليه بتاريخ 7/2/2022.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

التمييز بين معطر الجسم ومثبط التعرق

المقال التالي

تمييز مصدر المرة عن مصدر الهيئة في اللغة العربية

مقالات مشابهة

تمارين حول الاسم الممنوع من الصرف لسبب واحد

سلسلة تمارين متنوعة حول الأسماء الممنوعة من الصرف لسبب واحد، تتضمن استخراجها وإعرابها، وتحديد سبب المنع. التدريب الأول، التدريب الثاني، التدريب الثالث، المراجع.
إقرأ المزيد