تمييز علم الأصوات عن علم وظائف الأصوات

استكشف الفروقات الجوهرية بين علم الأصوات وعلم وظائف الأصوات. تعرف على أوجه الاختلاف في المفهوم ومجالات البحث والاهمية لكل منهما.

توجد اختلافات جوهرية بين علم الأصوات وعلم وظائف الأصوات، وسنتناول هذه الاختلافات بالتفصيل.

التباين من حيث التعريف

يجب التمييز بين الصوت بمعناه العام والصوت اللغوي. الأول يشير إلى أي صوت تسمعه الأذن، بغض النظر عن مصدره، مثل صوت احتكاك. أما الصوت اللغوي، فهو الصوت البشري الذي يصدر عن إنسان، وهو محور اهتمام علم الأصوات. يركز هذا العلم على الأصوات الإنسانية التي تحمل معاني الكلمات. تتم عملية السمع عبر مراحل متعددة، تمثل مجالات دراسة علم الأصوات:

  1. إصدار الصوت من المتحدث: يبدأ هذا الفرع بدراسة كيفية تشكل الصوت في الإنسان وخروج الهواء من الرئتين لإحداثه، بالإضافة إلى دراسة مخارج وصفات كل صوت. وقد تركزت دراسات العلماء العرب القدماء على هذا الجانب، والذي يُعرف حديثًا بعلم دراسة الأصوات الفيزيولوجية.
  2. انتقال الصوت في الهواء بين المتحدث والمستمع: يتعلق هذا بالموجات الصوتية، والعلم الذي يدرس هذا المجال هو علم دراسة الأصوات الفيزيائية.
  3. استقبال الأذن للصوت: هنا يأتي دور طبلة الأذن لدى المستمع، والعلم الذي يدرس هذا المجال هو علم الصوتيات السمعي.
  4. إدراك ذهن المستمع للكلام المسموع: وهو فهم المعنى المراد من الصوت، ويسمى علم الصوتيات الإدراكي. هنا ينتهي دور علم الأصوات ليبدأ دور علوم أخرى مثل علم الدلالة.

يمكن الاستفادة من علم الأصوات في مجالات متنوعة داخل اللغة وخارجها، منها:

  • تسهيل دراسة اللغة الأم ومعرفة أصواتها وتصحيح النطق.
  • مساعدة المباحث الجنائية والشرطة في تحليل التسجيلات الصوتية.
  • استخدامه في بحوث الذكاء الاصطناعي والبرمجيات.

أما علم وظائف الأصوات، فهو العلم الذي يهتم بدراسة الصوت داخل بنية الكلمة، أو بمعنى آخر، دراسة الوظيفة الدلالية التي تشكلها الأصوات. من أبرز إنجازات هذا العلم التوصل إلى الفونيم، وهو أصغر وحدة صوتية، أو الوحدة الأولى التي تشكل اللغة.

الاختلاف من حيث نطاق الدراسة

علم الأصوات (الفونيتيك) يركز على دراسة الأصوات التي تصدر في الكلام، مع التركيز على الحركات العضوية المصاحبة للنغمات الصوتية. أما علم وظائف الأصوات، فيدرس سلوك الأصوات في مواقعها المختلفة داخل الكلمة والجملة.

يقول تربوتسكوي: “إنّ علم دراسة أصوات الكلام، هو علم الأصوات، وعلم دراسة أصوات اللغة هو علم التشكيل الصوتي”. علم الأصوات يهتم بدراسة الأصوات المجردة وصفاتها، بينما علم وظائف الأصوات يركز على دراسة الأصوات في سياقاتها الكلامية، ويضع القواعد التي تحكمها.

يمكن اعتبار أن مادة علم الأصوات يشكلها المتحدث، بينما مادة علم وظائف الأصوات يشكلها الباحث، الذي يضع القواعد. علم الأصوات له خصوصية في كل لغة، بينما قواعد علم وظائف الأصوات يمكن تطبيقها على أكثر من لغة.

مجال البحث في العلمين هو الأصوات الإنسانية، وقد تكون مادة الدراسة واحدة للعلمين، لكن كل علم يدرس جانبًا مختلفًا. على سبيل المثال، “نون النسوة” في كلمة “يذهبن” هي مادة دراسية للعلمين. علم الأصوات (الفونوتيك) يدرسها من حيث تشكلها وصفاتها، بينما يدرسها علم وظائف الأصوات على أنها وحدة صوتية تسهم في تشكيل المعنى.

المصادر

  • محمود السعران، علم اللغة: مقدمة للقارئ العربي، صفحة 85. بتصرّف.
  • د. مسعود بودوخة، دروس في الصوتيات، صفحة 14-16. بتصرّف.
  • د. محمد جواد النوري، من لسانيات اللغة العربية: علم الأصوات، صفحة 126-128. بتصرّف.
  • أبتثتمام حسان، مناهج البحث في اللغة، صفحة 111-112. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز بين الصمت والسكوت: تحليل لغوي واصطلاحي

المقال التالي

مقارنة بين التصوير الجوي والفضائي

مقالات مشابهة