تمييز بين السندس والإستبرق

الحرير: أصوله وأنواعه. اكتشف الفرق بين السندس والإستبرق، عملية إنتاج الحرير، ودورة حياة دودة القز. تعرّف على هذا النسيج الفاخر الذي يرمز إلى النعيم.

لمحة عن الحرير

يعتبر الحرير من أجود أنواع الأقمشة على الإطلاق، وهو دليل على الرفاهية والنعيم. يتميز هذا النسيج بنعومته الفائقة، وفخامته الظاهرة، وقوة خيوطه. كما أنه مناسب لمختلف الظروف المناخية، حيث يمنح الدفء في الشتاء والانتعاش في الصيف. لقد ذُكر الحرير في القرآن الكريم كأحد ألبسة أهل الجنة، مما يدل على قيمته العالية.

قال تعالى في وصف نعيم الجنة: “عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا” (الإنسان: 21).

لاشك أن حرير الدنيا لا يضاهي حرير الآخرة في النعومة والرقة. ومن بين أنواع الحرير المعروفة السندس والإستبرق، فما هي الاختلافات بينهما؟

كيف يبدأ الحرير؟

يبدأ الحرير كسائل لزج تفرزه يرقة دودة القز، حيث تقوم هذه اليرقة بلف هذا السائل حول نفسها. وعندما يتعرض هذا السائل للهواء، يتصلب ويتحول إلى خيوط الحرير المعروفة. بعد ذلك، يقوم المتخصصون بأخذ هذه الخيوط ونسجها وتحويلها إلى أنواع مختلفة من الأقمشة الحريرية.

توجد طريقتان لإنتاج الحرير. الأولى هي الطريقة الطبيعية، حيث ينمو الحرير بشكل تلقائي. أما الطريقة الثانية فهي الزراعة، حيث يقوم المزارعون بتربية الديدان وتوفير الظروف المناسبة لها لإنتاج الحرير.

ما الذي يميز السندس عن الإستبرق؟

السندس والإستبرق هما من أجود أنواع الحرير وأكثرها فخامة، وهما من ألبسة أهل الجنة. السندس هو نوع من الديباج النفيس، يتميز بنعومته ورِقته وشفافيته وبريقه الخلاب. أما الإستبرق فهو ديباج سميك وثقيل، غير شفاف، يتميز بجماله وبريقه الشديد.

الديباج هو نوع من الحرير المنسوج. أصل كلمتي سندس واستبرق فارسي. يُلبس السندس مباشرة على الجسد، بينما يُلبس الإستبرق فوق الثياب من الخارج.

وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لباس أهل الجنة، فقال: “يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً” (رواه الترمذي). وهذا الحديث يدل على جمال ورونق أهل الجنة وألبستهم.

كيف نحصل على الحرير؟

عندما تخرج الفراشة من الشرنقة، يؤدي ذلك إلى تمزق خيوط الحرير، والتي قد يصل طولها إلى مئات الأمتار. لذلك، يلجأ المزارعون إلى طرق تمنع تمزق هذه الخيوط، وذلك عن طريق قتل الفراشة وهي داخل الشرنقة قبل خروجها والتخلص منها بعدة طرق:

  • وضع الشرنقات في أشعة الشمس وتقليبها لعدة أيام.
  • تسخين الأفران ووضع الشرنقات بداخلها.
  • تعريض الشرنقات لبخار الماء الساخن.
  • غلي الماء ووضع الشرنقات بداخله وبعدها تجفيفها.

معلومات عن دودة القز

تضع الفراشات الأم بيوضها، والتي قد يصل عددها إلى بضع مئات من البيوض. بعد حوالي عشرة أيام، تفقس هذه البيوض لتخرج منها اليرقات الصغيرة. بعد عدة أسابيع، تفرز هذه اليرقة سائلاً لزجاً تلف به نفسها. بعد ملامسته للهواء، يتصلب ويتحول إلى خيوط منسوجة من الحرير، ويسمى الشرنقة. تبقى الشرنقة في داخله دونما حركة مدة أسبوعين، وبعد مرور هذه المدة تكون قد تحولت إلى فراشة كاملة، فتمزق خيوط الشرنقة لتخرج إلى الحياة الجديدة.

تتغذى دودة القز على أوراق شجر التوت الأبيض، مما ينتج أفضل أنواع الحرير وأرقاها. يمكنها أيضاً العيش على أوراق أشجار أخرى كالبرتقال والخس والبلوط، ولكن إنتاجها من الحرير لا يضاهي جودة الحرير الناتج عن تغذيتها على أوراق التوت.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دلالات كلمتي السنة والعام في القرآن الكريم

المقال التالي

تمييز السهول الساحلية والداخلية: دراسة مقارنة

مقالات مشابهة

تمييز الأشعة تحت الحمراء عن أمواج الراديو

استكشاف أوجه الاختلاف بين الأشعة تحت الحمراء وأمواج الراديو من حيث المفهوم والخصائص والاستخدامات. تعرف على الطول الموجي والتردد والمصادر والتطبيقات المختلفة لكل نوع.
إقرأ المزيد