العنوان |
---|
مفهوم الإنشاء بنوعيه |
طرق الإنشاء الطلبي |
أساليب الإنشاء غير الطلبي |
مفهوم الإنشاء بنوعيه
في علم البلاغة، تنقسم الأساليب اللغوية إلى قسمين رئيسيين: الخبر والإنشاء. الإنشاء هو الكلام الذي لا يمكن وصفه بالصدق أو الكذب، أي أنه لا يعكس حقيقة واقعة بل ينشئ معنى جديدًا. يشمل الإنشاء عدة أساليب مثل الأمر، النهي، الاستفهام، التمني، النداء، المدح، الذم، القسم، التعجب، والعقود. وينقسم الإنشاء بدوره إلى نوعين أساسيين: الإنشاء الطلبي والإنشاء غير الطلبي. فيما يلي، سنستعرض الفرق بين هذين النوعين بشكل مفصل.
الإنشاء الطلبي هو الأسلوب الذي يتم من خلاله طلب شيء لم يتحقق بعد أو غير موجود في لحظة الطلب. بعبارة أخرى، المتكلم يسعى إلى إحداث تغيير أو الحصول على شيء معين. أما الإنشاء غير الطلبي فهو الأسلوب الذي لا يتضمن طلبًا لحدوث شيء، بل يعبر عن مشاعر أو أحكام أو إنشاءات أخرى لا تستدعي استجابة أو تحقيق فعل معين.
طرق الإنشاء الطلبي
يتضمن الإنشاء الطلبي خمسة أساليب رئيسية، لكل منها خصائصه واستخداماته المميزة:
- الأمر: وهو طلب فعل شيء بصيغة معينة. له أربع صيغ هي:
- فعل الأمر، ومثال عليه قول الشاعر:
“قم للمعلّم وفّه التبجيلا… كاد المعلم أن يكون رسولا” - الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر.
- اسم فعل الأمر، ومثال عليه: عليكم أنفسكم.
- المصدر النائب عن فعل الأمر، ومثال عليه: صبرًا آل ياسر.
ويخرج الأمر عن معناه الحقيقي إلى معانٍ أخرى مثل الدعاء، الالتماس، النصح والإرشاد، التخيير، الإباحة، والامتنان.
- فعل الأمر، ومثال عليه قول الشاعر:
- النهي: وهو طلب الامتناع عن فعل شيء معين. وله صيغة واحدة تتكون من (لا الناهية وفعل مضارع). ومثال عليه: قوله تعالى: “ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما”. ويخرج النهي لمعانٍ مثل الدعاء، الالتماس، الإرشاد، التمني، والتوبيخ.
- الاستفهام: وهو طلب العلم بشيء غير معلوم باستخدام أدوات الاستفهام المختلفة مثل: الهمزة، هل، ما، متى، أيان، كيف، أين، أنى، كم، أي.
- التمني: وهو الرغبة في حصول شيء مستحيل أو بعيد التحقيق. تستخدم فيه الأداة “ليت” بشكل أساسي، بالإضافة إلى أدوات أخرى مثل: هل، لعلّ، عسى، لو، هلّا، ألا.
- النداء: وهو استدعاء شخص ما باستخدام أدوات النداء المختلفة. أدوات النداء للقريب هي: الهمزة، أي، وللبعيد هي: يا، أيا، هيا، وا، آي. مثال: يا أخي، أي بني.
أساليب الإنشاء غير الطلبي
يشمل الإنشاء غير الطلبي خمسة أساليب رئيسية تعبر عن معانٍ مختلفة:
- المدح والذم: المدح يستخدم للتعبير عن استحسان شيء ما، ومن أفعال المدح: نعم، حبذا. مثال: حبذا الأمانة، نعم الرجل أنت. أما الذم فيستخدم للتعبير عن استهجان أو استحقار شيء، ومن أفعال الذم: ساء، بئس، لا حبذا. مثال: بئس قولًا الكذب، لا حبّذا الخيانة.
- القسم: وهو أسلوب يستخدم لتوكيد الكلام. ويكون باستخدام إحدى أدوات القسم: الواو، التاء، الباء، اللام. مثال: قوله تعالى: “تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض” وقوله تعالى: “لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون.”
- التعجب: وهو أسلوب للتعبير عن الدهشة والاستغراب من شيء ما. وله صيغ قياسية مثل “ما أفعَل” (ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي) و”أفعِل بـ” (قوله تعالى: “أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا.”)، بالإضافة إلى صيغ غير قياسية مثل الاستفهام والنداء الذي يفيد التعجب، والمصدر (سبحان الله).
- الرجاء: وهو التعبير عن أمل في حدوث شيء ممكن، على عكس التمني الذي يتعلق بالمستحيل. ويستخدم فيه الأفعال: عسى، حرى، اخلولق، وهي أفعال ناقصة مبنية على الفتح تأخذ اسمًا وخبرًا. مثال: قوله تعالى: “عسى الله أن يعفو عنهم.”
- العقود: وهي صيغ تستخدم في إبرام العقود والاتفاقيات مثل البيع والشراء والضمانات والرهن والديون والوكالات. تكون غالبًا بصيغة الماضي. مثال: وهبتُ مالًا، اشتريتُ بيتًا.