جدول المحتويات
المفاهيم الرئيسية
في عالم الأعمال والإدارة، غالبًا ما يتم استخدام مصطلحي “الإدارة” و “القيادة” بالتبادل، لكنهما يمثلان مفهومين مختلفين تمامًا. فهم الفرق بينهما أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح في أي مؤسسة.
نظرة في الإدارة
تعتبر الإدارة عملية أساسية في كل جانب من جوانب الحياة الإنسانية، وهي ضرورية لجميع المجالات. تعمل الإدارة كهيكل تنظيمي يهدف إلى التحكم في العمليات المختلفة. تندرج الإدارة ضمن العلوم الاجتماعية، وتعتبر عنصرًا حيويًا في تقدم المجتمعات وازدهارها.
يمكن تعريف الإدارة بأنها سلسلة من العمليات التي تشمل التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة. هذه العمليات الخمسة تشمل جميع موارد المنظمة، سواء كانت مادية أو بشرية، بهدف تحقيق التقدم بأقل وقت وجهد وتكلفة ممكنة.
للإدارة تأثير عميق على الأفراد والمجتمعات، وذلك بسبب ارتباطها الوثيق بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. تلعب الإدارة دورًا حاسمًا في استقطاب الموارد الاقتصادية واستغلالها لتلبية احتياجات الأفراد والسوق، وفي تحقيق التقدم والرفاهية الاجتماعية.
بمعنى أكثر دقة، الإدارة هي مجموعة من الأنشطة والممارسات التي يقوم بها الأفراد من خلال التخطيط والاستعداد لتحقيق سلسلة من الأهداف. تشمل هذه الأنشطة تنظيم الخطط والأهداف، وتنسيق الجهود، واتخاذ القرارات المناسبة، ومراقبة النتائج لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
أصناف الإدارة
تنقسم الإدارة عمومًا إلى قسمين رئيسيين:
- الإدارة العامة: يمتلك هذا النوع من الإدارة مجموعة من الإمكانيات الطبيعية والفنية والمادية التي تساعد العنصر البشري على إنجاز وتحقيق الأهداف المطلوبة، وضمان القيام بالواجبات المنوطة به.
- إدارة الأعمال: هي مجموعة من الأنشطة والأداء والعمليات التي يتم إنجازها بهدف الوصول إلى اتخاذ القرار المناسب من بين مجموعة من البدائل. تعتبر إدارة الأعمال عملية عالمية تهدف إلى ترتيب وتنظيم شؤون الأفراد والسيطرة على الموارد بكفاءة وفعالية لتوجيه الأنشطة البشرية نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
مهام الإدارة الأساسية
- التخطيط: الوظيفة الأولى للإدارة في أي مؤسسة، وهي عبارة عن عملية رسم سياسات المنظمة وتحديد أهدافها، وكيفية تحقيق هذه الأهداف، أي أنها ترسم مخطط سير عمليات المنظمة منذ انطلاقتها وتأسيسها.
- التنظيم: تهتم هذه الوظيفة بتقسيم المسؤوليات على الأفراد المناسبين للقيام بها، والمستويات الإدارية المناسبة لتحقيقها وإنجازها، وتعمل على رسم العلاقات الأفقية والعمودية بين وحدات ومستويات المنظمة.
- التوجيه: يمثل أيضًا القيادة، وهو عبارة عن إصدار القوانين والتوجيهات والكشف عن سياسة المنظمة للعاملين، وإرشادهم إلى طرق تحقيق الأهداف المنشودة من خلال الاستغلال الأمثل للموارد وتحفيز المهارات الشخصية.
- الرقابة: تعتبر الوظيفة الأخيرة للإدارة، وتقع على عاتقها مسؤولية الكشف عن نقاط قوة المنظمة وتنميتها، وعن نقاط الضعف ومعالجتها، وتقييم جودة المنتجات، والكشف المبكر عن الانحرافات والتنبؤ بها قبل وقوعها، وإيجاد حلول لها.
المستويات الإدارية في الهيكل التنظيمي
يقسم الهرم التنظيمي لأي منظمة المستويات الإدارية إلى ثلاثة مستويات رئيسية، ويتم التصنيف وفقًا للمسؤوليات المنوطة بأفراد كل مستوى، وتكون على النحو التالي:
- الإدارة العليا: تقع في قمة الهرم التنظيمي، وتشمل المدير العام ورئيس مجلس الإدارة، اللذين يتحملان مسؤولية المنظمة ومتابعة تحقيق أهدافها.
- الإدارة الوسطى: تقع في وسط الهرم التنظيمي، وتشمل مديري الأقسام والوحدات في المنظمة.
- الإدارة الدنيا (التنفيذية): تتحمل مسؤولية إنجاز الأهداف وتحقيقها، والإشراف المباشر على الأيدي العاملة.
نظرة في القيادة
القيادة هي القدرة على تحفيز الأفراد والعاملين لتحقيق الأهداف المنشودة من خلال التأثير فيهم. تركز القيادة على التأثير في الآخرين وإقناعهم بطريقة غير مباشرة، ولها تأثير عميق عليهم في إنجاز الأهداف وتحقيقها. هي أيضًا القدرة على توجيه سلوك الأفراد نحو تحقيق الأهداف وإنجازها.
المهارات الأساسية للقائد
لكي يتمكن القائد من إنجاز مهمته بنجاح، يجب أن يتمتع بمجموعة من المهارات والصفات التي تحفزه على تحقيق هدفه والتأثير في الآخرين، ومنها:
- الحنكة والخبرة.
- القدرة على اكتشاف نقاط ضعف المنظمة وإيجاد حلول جذرية لها.
- اكتشاف مواطن القوة في المنظمة والعمل على تطويرها وتنميتها.
- الأخلاق الحسنة.
- الاستماع الجيد.
- قوة الشخصية.
- الانتماء للمنظمة والشعور بأهمية الرسالة التي يسعى لتحقيقها.
- الإخلاص.
- الجدية والحزم.
- النشاط والحيوية.
- التضحية والإيثار.
- امتلاك القدرات الإدارية.
- القدرة على التواصل.
- قوة التعبير والفصاحة.
أهمية القيادة في المؤسسات
تلعب القيادة دورًا حيويًا في:
- التواصل الفعال بين العاملين وإدارة المنظمة.
- توجيه وتوحيد جهود العاملين نحو تحقيق أهداف المنظمة.
- تحفيز الأفراد من خلال تنمية مهاراتهم وتدريبهم.
- السيطرة على المشكلات ووضع خطط مستقبلية للتنبؤ بها وإيجاد حلول لها.
أنماط القيادة المختلفة
- القيادة الأوتوقراطية (التسلطية).
- القيادة الديمقراطية (التشاركية).
- القيادة الحرة (التفويضية).
- القيادة الموقفية (الظرفية).
- القيادة الإجرائية (العملية).
وظائف القائد المتعددة
للقائد أدوار متعددة داخل المؤسسة، منها:
- القائد كمعلم: يقوم بتعليم مرؤوسيه أمور العمل وإعلامهم بالمعلومات والمهارات الجديدة، وتعليمهم السلوكيات المقبولة والمرفوضة في المنظمة.
- القائد كمستشار: يستمع لمشاكل المرؤوسين ويرشدهم إلى حلول لمشكلاتهم وينصحهم، ويتجنب وقوع المشكلات بينهم ويحل النزاعات.
- القائد كقاضي: يتابع أداء المرؤوسين ويقيمه، ويتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم ويحل النزاعات، ويعدل بينهم وينفذ سياسة المنظمة.
- القائد كمتحدث باسم: يعتبر حلقة وصل بين الإدارة العليا والمرؤوسين، ينقل للإدارة العليا مشاكل وهموم واقتراحات وشكاوى العاملين، وينقل للعاملين رد الإدارة العليا ووجهات نظرهم.
مصادر قوة القيادة
تصنف مصادر القيادة إلى قسمين رئيسيين:
- المصادر الرسمية: تستمد تأثيرها بالإجبار من خلال فرض العقوبات على المخالفين ومنح الثواب للمتميزين، وتستغل القوة القانونية المنوطة بالمسؤول في مركزه التنظيمي.
- المصادر غير الرسمية: ذاتية وشخصية، وترتكز على ما يمتلكه الشخص المسؤول من صفات وقدرات شخصية تمكنه من جذب الأفراد والتأثير بهم بإيجابية، وتمتاز بقدرته على الاتصال المباشر بمرؤوسيه ومشاركتهم همومهم وتقديم النصح والإرشاد.
التمييز الجوهري بين الإدارة والقيادة
غالبًا ما يتم الخلط بين الإدارة والقيادة، ولكن هناك اختلافات جوهرية بينهما. النقطة الأساسية هي تركيز كل منهما: الإدارة تركز على المخرجات والمكونات المادية، بينما القيادة تركز على العنصر البشري وتنميته.
القائد يهتم بالتأثير في الأفراد بالاعتماد على قدراته الشخصية، ويشعر العاملين بأنهم موضع اهتمام، ويتعامل بحكمة لإشراكهم في العملية الإدارية، ويتجنب استخدام السلطة الرسمية.
القائد يواكب التغييرات ويسعى للتطوير المستمر، ويشجع الآخرين على التغيير ويحفزهم، ولا يشعرهم بالفروق الوظيفية.
أما المدير، فيلجأ إلى إجبار المرؤوسين على أداء الوظائف بالاعتماد على الإجراءات والقوانين، وتتصف العلاقة بينه وبين مرؤوسيه بالرسمية، ويهمل العنصر البشري.
المدير لا يهتم بإحداث تغييرات ويسعى لتحقيق ما هو موجود دون تقدم ملحوظ، ويخطط على المدى القصير، ويركز على الوضع الراهن ويهمل المستقبل، وهناك فجوة واسعة بينه وبين مرؤوسيه بسبب الاهتمام بالمسميات الوظيفية.