التعريف بالقرآن الكريم
القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، بواسطة الملك جبريل عليه السلام. تم نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، في مكة المكرمة، مهبط الوحي. نزل القرآن باللغة العربية الفصحى، ليكون هداية للعالمين، ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم، التي هي خير الأمم. قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾.
أنزل الله القرآن ليكون برهاناً على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ونوراً للأمة الإسلامية، ورحمة وشفاءً لما في الصدور. أمرنا الله بقراءته وتدبر معانيه والعمل بأحكامه. وقد وعد الله من اتبع القرآن الكريم بالهداية والفلاح في الدنيا والآخرة، فقال: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾.
إن التمسك بالقرآن الكريم هو سبيل النجاة والفوز، والإعراض عنه سبب للهلاك والخسران. وصف الله القرآن بأنه روح ونور، فالروح هي سر الحياة، والنور هو الذي يكشف الحقائق ويزيل الظلام، وينقل الناس من الجهل إلى الإيمان. وقد أعد الله لعباده الذين يلتزمون بالقرآن ويتدبرونه منزلة رفيعة. وقد وصف الله الأمة الإسلامية بأنها خير أمة أخرجت للناس، وربط النبي صلى الله عليه وسلم الخيرية بالقرآن الكريم، فقال: «خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه». كما فضّل الله حافظ القرآن بإمامة الصلاة، التي هي عمود الدين وأفضل العبادات، فقال رسول الله: «يؤمُّ القومَ أقرؤُهُم لِكِتابِ اللَّهِ».
التعريف بالحديث النبوي الشريف
الحديث لغةً يعني الجديد، واصطلاحاً هو كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية. والتقرير هو أن يفعل أو يقول أحدٌ شيئاً بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، أو أن يبلغه خبر فعل أو قول فيسكت عنه. يدل ذلك على أن التقرير يعتبر من الحديث النبوي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرّ أمراً مخالفاً للشريعة. الصفات الخَلقية هي ما ورد في وصف شكله، مثل لونه وهيئته. أما الصفات الخُلقية فهي ما ورد في وصف أخلاقه، كالكرم والشجاعة والحلم.
يختص هذا التعريف بما رُفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما أوضح ذلك علماء الحديث. يرتبط بالحديث مصطلحات كثيرة، منها السند، وهم الرواة الذين نقلوا الحديث، والمتن وهو نص الحديث. ينقسم علم الحديث إلى قسمين: علم الحديث درايةً، وعلم الحديث روايةً. علم الحديث روايةً يشمل تعريف الحديث، وتاريخ حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وغزواته، وكل ما روي عنه قبل البعثة وبعدها. وموضوعه أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته. والفائدة منه هي الحذر من الأخطاء في نقل الحديث، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وصفاته. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.
علم الحديث من أشرف العلوم، فهو أساس الأحكام الشرعية، ويقوم بتفصيل ما جاء مجملاً في القرآن الكريم. أول من بدأ بتدوينه هو محمد بن شهاب الزهري. وتدوينه فرض كفاية، وغايته الفوز بسعادة الآخرة لمن عمل به وتأدب بآدابه.
أوجه الاختلاف بين القرآن الكريم والحديث القدسي
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المعجز بلفظه، المكتوب في المصاحف، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس. أما الحديث القدسي فهو ما يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى. فيما يلي تفصيل لأوجه الفرق بينهما:
- القرآن الكريم هو وحي من الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه، وقد تحدى الله به العرب أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور منه، أو بسورة واحدة، وما زال التحدي قائماً. بينما الحديث القدسي لم يقع فيه التحدي.
- لا يجوز نسبة القرآن إلا إلى الله تعالى، بينما الحديث القدسي قد ينسب إلى الله، فيقال: قال الله تعالى، وقد ينسب إلى رسول الله، فيقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل.
- القرآن الكريم بلفظه ومعناه وحي من عند الله، أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك تجوز رواية الحديث القدسي بالمعنى عند جمهور المحدثين.
- القرآن الكريم متعبد بتلاوته، ولا تجوز الصلاة إلا به، ويثاب المسلم على قراءته. أما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته، ولا تصح الصلاة به، ولكن يثاب المسلم على قراءته ثواباً عاماً.
- يجوز مس الحديث القدسي للطاهر وغيره، أما القرآن فلا يمسه إلا المطهرون.
- تسمى الجملة من القرآن الكريم آية، ومجموعة الآيات سورة، ولا تصدق هذه التسميات على الحديث القدسي.
- عند تلاوة القرآن الكريم تشرع الاستعاذة والبسملة، ولا تشرع عند قراءة الحديث القدسي.