تمييز الصدفية عن الإكزيما: دليل شامل

تعرف على الفروق الرئيسية بين الصدفية والإكزيما. يشمل ذلك الاختلافات في التعريف، الأعراض الظاهرة، أماكن الظهور، المظهر العام، ومستوى الحكة.

تعتبر الأمراض الجلدية من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا، ومن بين هذه الأمراض تبرز الصدفية والإكزيما كأكثرها إثارة للحيرة. يتشارك المرضان في بعض الأعراض الظاهرية، مما يجعل التفريق بينهما تحديًا حتى بالنسبة للمصاب نفسه. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الفروق الجوهرية بينهما، مع التركيز على الجوانب التعريفية، والأعراض، والأسباب، وطرق العلاج، بالإضافة إلى كيفية تمييز الأطباء بينهما.

تعريف موجز بالصدفية والإكزيما

الصدفية هي مرض جلدي مزمن يتميز بظهور بقع حمراء متقشرة على الجلد، غالبًا ما تكون مغطاة بقشور فضية. يعتبر خللًا في الجهاز المناعي السبب الرئيسي لها، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة، مما يؤدي إلى تسارع نموها وتراكمها على سطح الجلد. الصدفية اللويحية هي الأكثر شيوعًا، حيث تمثل حوالي 80-90٪ من الحالات.

الإكزيما، أو ما يعرف أيضًا بالتهاب الجلد، هي حالة التهابية تصيب الجلد نتيجة التعرض لمهيجات أو مسببات للحساسية. قد تحدث الإكزيما في أي مرحلة عمرية، وتتسبب في جفاف الجلد وتهيجه. التهاب الجلد التأتبي هو النوع الأكثر شيوعًا من الإكزيما، وغالبًا ما يصيب الأطفال والأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من الحساسية أو الربو.

يتشابه المرضان في أنهما يسببان طفحًا جلديًا وحكة، وقد يؤثران في نفس مناطق الجلد. لا يعتبر أي منهما مرضًا معديًا، ولكنهما قد يؤديان إلى الإصابة بعدوى ثانوية. على الرغم من صعوبة التفريق بينهما، إلا أن أخصائيي الجلدية هم الأقدر على تحديد التشخيص المناسب.

التباين في الأعراض بينهما

قد يكون من الصعب على الشخص العادي التمييز بين الصدفية والإكزيما، حيث يتطلب الأمر فحصًا سريريًا شاملاً للطفح الجلدي، بالإضافة إلى معرفة التاريخ المرضي للمصاب. تتشابه الأعراض في ظهور تقشر الجلد والبقع الجلدية، ولكن قد تكون القشور أكثر جفافًا وسماكة في حالات الصدفية. ومع ذلك، يعتمد أخصائيو الجلدية على عدة عوامل للتمييز بينهما، بما في ذلك العلامات الظاهرة على الجلد، ومكان ظهور الأعراض، ودرجة شدة الحكة.

أين تظهر الأعراض عادة؟

تظهر الإكزيما عادة في المناطق القابلة للثني من الجلد، مثل داخل الكوع أو خلف الركبة، وقد تظهر أيضًا على الرقبة أو الرسغين أو الكاحلين. في الأطفال، قد تظهر على الصدر أو الذقن أو الظهر أو الخدين أو فروة الرأس أو الساقين.

بالمقابل، تظهر الصدفية في مناطق مختلفة، بما في ذلك:

  • أسفل الظهر.
  • راحة اليدين وأخمص القدمين.
  • الأكواع والركبتين.
  • فروة الرأس والوجه.
  • مواضع أخرى مثل الأظافر أو الفم أو الجفون أو الأذنين أو ثنيات الجلد.

في بعض الأحيان، قد تؤثر الصدفية على المفاصل، مما يسبب تصلبها وتورمها.

الاختلافات في المظهر الخارجي

كما ذكرنا، يتسبب كلا المرضين في ظهور بقع جلدية حمراء، مما يجعل التمييز بينهما صعبًا حتى على الأخصائيين، خاصة إذا كانت البقع تظهر على فروة الرأس أو اليدين.

في حالة الإكزيما، يرافق الطفح الجلدي انتفاخ في الجلد وظهور نتوءات ومناطق أغمق. في الحالات الشديدة، قد يصاحبها تقشر وانسلال للبقع الجلدية، وظهور القيح أو السائل عند التقشر يعتبر علامة فارقة للإكزيما.

أما في الصدفية، تكون البقع الجلدية الحمراء واضحة ومحددة المعالم، ذات لويحات بيضاء إلى فضية اللون. تنزف هذه اللويحات بسهولة عند خدشها، تاركة خلفها أثر بقعة من الدم، فيما يعرف طبيًا بعلامة أوسبتز. قد يحدث تقشر الجلد مع الإكزيما في بعض الأحيان، ولكنه يعتبر سمة مميزة للصدفية.

مدى شدة الحكة المصاحبة لكل مرض

تعتبر شدة الحكة علامة فارقة بين الإكزيما والصدفية. تكون الحكة في الصدفية خفيفة مقارنة بالإكزيما، حيث يعاني المصاب من حكة شديدة قد تزداد سوءًا أثناء الليل. بشكل عام، قد تؤدي الحكة إلى خدش الجلد، مما قد يسبب تهيجه وانتفاخه واحمراره.

الأسباب الكامنة وراء الإصابة

تعد الأسباب المؤدية للإصابة بالصدفية والإكزيما من أبرز الفوارق بين المرضين. الصدفية هي مرض مناعي ذاتي يصاحبه اضطراب في وظائف الجهاز المناعي، مما يتسبب في تطور خلايا الجلد بشكل سريع وتبدأ هذه الخلايا بالتقشر على سطح الجلد مكونة لويحات بيضاء. سبب الإكزيما أكثر تعقيدًا ولا يمكن تحديده بسهولة، حيث تلعب العوامل البيئية والجينية دورًا في تحفيز تطور الطفح الجلدي.

في حالات الإكزيما، قد يؤدي فرط نشاط الجهاز المناعي لأسباب غير معروفة إلى إنتاج كميات كبيرة من الخلايا المناعية التائية، مما يحفز الاستجابة الالتهابية. يتسبب فرط إنتاج هذه الخلايا في تحفيز حدوث المزيد من الالتهاب، مما يحفز خلايا العقد اللمفاوية لإفراز الغلوبين المناعي هـ في مجرى الدم، ويتسبب ذلك في انتفاخ خلايا البشرة بشكل غير طبيعي مكونة الحطاطات والحويصلات، إضافة إلى زيادة سماكة الجلد.

أما في حالات الصدفية، يكون الالتهاب محددًا، حيث يتعامل الجهاز المناعي مع خلايا الجلد على أنها أجسام غريبة ضارة فيهاجمها عن طريق إطلاق الخلايا المناعية التائية. تكون الخلايا المستهدفة في هذه الحالة هي الخلايا الكيراتينية، مما يسبب انقسامها بشكل متسارع وتغيير دورة حياتها من 3-5 أيام بدلاً من 28-30 يومًا. يتراكم خلايا الجلد مكونة بقع الصدفية المعروفة.

أساليب العلاج المتاحة

على الرغم من اختلاف الأسباب المؤدية لكل من الإكزيما والصدفية، إلا أن العلاج يكاد يكون متشابهًا في أغلب الأحيان. بشكل عام، فإن ظهور أي طفح جلدي لا يتجاوب مع الأدوية المباعة دون وصفة طبية يستوجب مراجعة أخصائي جلدية. يجب تجنب المحفز في كلتا الحالتين. تشمل الخيارات الطبية المتاحة:

  • الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
  • مضادات الهيستامين.
  • الأدوية المثبطة للمناعة، مثل سيكلوسبورين وميثوتريكسيت، وتستخدم لعلاج الحالات الشديدة من الإكزيما أو المتوسطة إلى الشديدة من الصدفية.
  • العلاج بالضوء، أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، ويستخدم لعلاج الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الصدفية، وقد يستخدم في بعض حالات الإكزيما.
  • المضادات الحيوية، قد يصف الطبيب هذه الأدوية في حالات العدوى الثانوية التي قد تسببها الإكزيما.
  • العلاجات البيولوجية، مثل دوبيلوماب وأداليموماب، ويمكن استخدامها في بعض حالات الصدفية أو الإكزيما إلى جانب خيارات دوائية أخرى.

كيف يشخص الأطباء كل حالة؟

يعتمد تشخيص الصدفية أو الإكزيما بشكل أساسي على الفحص البدني من قبل الطبيب المختص والنظر في التاريخ المرضي للمصاب، بالإضافة إلى معرفة التاريخ العائلي. قد تتشابه الأعراض، خاصة في المراحل الأولى من تطور المرض، وبالتالي فإن الأعراض وحدها لا تكفي لتشخيص الحالة. يتطلب الأمر مراجعة طبيب جلدية متخصص لتحديد المرض ومدى شدة الإصابة به. لتأكيد التشخيص، قد يتم إجراء فحص طبي مثل أخذ خزعة جلدية وفحصها مجهريًا.

الفئات العمرية الأكثر عرضة

يصاب الأطفال بالإكزيما بمعدلات أعلى مقارنة بالبالغين، وغالبًا ما تختفي الإكزيما بين الخامسة أو السادسة من العمر مع احتمالية ظهور الأعراض مرة أخرى في مرحلة البلوغ. على النقيض تمامًا، نادرًا ما تؤثر الصدفية في الأطفال عامة والرضع خاصة، وفي الغالب تظهر خلال الفترة العمرية التي تتراوح بين 15-35 سنة.

على الرغم من ذلك، توضح الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية أن قرابة 1٪ من الأطفال مصابون بالصدفية، وأنه من الممكن في بعض الحالات أن يحدث تداخل فيعاني الطفل من كلا المرضين معًا.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز المصادفة عن القضاء والقدر

المقال التالي

تمييز الرفيق عن المحبوب: نظرة في أعماق العلاقات الإنسانية

مقالات مشابهة