تمييز السهول الشاطئية والنهرية: تحليل مقارن

استكشاف أوجه الاختلاف بين السهول الساحلية والفيضية. مقارنة بين طريقة تكوينها وخصائصها الجغرافية. تحليل مقارن للمناخ والغطاء النباتي والحيواني.

مقدمة

تعتبر السهول من أكثر التضاريس انتشارًا على سطح الأرض، وتلعب دورًا حيويًا في حياة الإنسان والحيوان والنبات. من بين أنواع السهول، تبرز السهول الساحلية والسهول الفيضية كأكثرها أهمية وتأثيرًا. تختلف هاتان المجموعتان من السهول في طريقة تكوينهما وخصائصهما ومناخهما، مما يؤدي إلى تنوع كبير في الغطاء النباتي والحيواني الذي تحتضنه كل منهما. في هذه المقالة، سنتناول أبرز الفروق بين السهول الساحلية والفيضية، مع التركيز على أوجه الاختلاف في الموقع والتكوين والتضاريس والمناخ والنباتات والحيوانات والأهمية الاقتصادية.

أوجه الاختلاف في الموقع

يُعد الموقع الجغرافي من أهم العوامل التي تميز السهول الساحلية عن السهول الفيضية. فالسهول الساحلية تقع على امتداد سواحل البحار والمحيطات،[1] بينما تتشكل السهول الفيضية على امتداد ضفاف الأنهار والمجاري المائية التي تشهد فيضانات دورية.[2] هذا الاختلاف في الموقع يؤثر بشكل كبير على الخصائص الأخرى للسهول، مثل المناخ والتربة والنباتات والحيوانات.

السهول الساحليةالسهول الفيضية
تتواجد بجانب المحيطات والبحارتتواجد بجانب الأنهار والمجاري المائية المعرضة للفيضانات الدورية

كيفية التشكل

تختلف عملية تكوين السهول الساحلية عن السهول الفيضية بشكل كبير. تتشكل السهول الساحلية بشكل رئيسي عن طريق طريقتين:

  • انحسار مستوى مياه البحار والمحيطات: يؤدي تراجع مستوى المياه إلى ظهور أراضٍ سهلية منخفضة تمتد من السواحل إلى الداخل.[17]
  • ترسيب الأنهار والمجاري المائية: تحمل الأنهار التربة والرواسب إلى مصباتها، حيث تترسب وتشكل سهولًا رسوبية مسطحة.

أما السهول الفيضية، فتتشكل نتيجة لفيضان الأنهار على ضفافها، حيث تغمر المياه المناطق المجاورة وتترسب طبقة من التربة والرواسب على طول الضفاف، مما يؤدي إلى تكوين سهول فيضية خصبة.[18] ومن الجدير بالذكر أن السهول الفيضية تتشكل نتيجة للتدفق البطيء للمياه، الذي يسمح للرواسب بالاستقرار على الضفاف.

التضاريس المميزة

تتميز السهول الساحلية والفيضية بتضاريس مختلفة تعكس طريقة تكوينها والظروف البيئية المحيطة بها.

تضاريس السهول الساحلية:

  • عادة ما تكون السهول الساحلية مفصولة عن المناطق الداخلية بالجبال والتلال.[19]
  • تتميز بتضاريس مسطحة إلى حد ما، مع وجود بعض التلال.
  • تتكون تربتها من الطين والغرين والرمال والصخور الرسوبية.

تضاريس السهول الفيضية:

  • تكون على شكل أرض منبسطة بمساحات كبيرة على جانبي النهر.[20]
  • تتميز بتربة غنية بطبقات من الطمي.
  • توجد منحدرات نهرية على طول حافة السهول الفيضية.
  • تظهر فيها بعض الندوب المتعرجة والسدود.

الاختلافات المناخية

يختلف المناخ في السهول الساحلية والفيضية تبعًا للموقع الجغرافي والظروف البيئية المحيطة.

مناخ السهول الساحلية:

يمتاز المناخ في السهول الساحلية بأنه حار صيفًا، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة المرتفعة سنويًا حوالي 25 درجة مئوية. أما في الشتاء، فيكون المناخ باردًا، وقد يصل في بعض الأحيان إلى درجة التجمد. تتميز السهول الساحلية بمعدل هطول أمطار مرتفع، وغالبًا ما تكون الأمطار موسمية.[21]

مناخ السهول الفيضية:

تتميز السهول الفيضية بمناخ دافئ ورطب وماطر على مدار السنة، كما هو الحال في سهول المسيسيبي الفيضية. يصل متوسط درجات الحرارة في الشتاء إلى حوالي 9 درجات مئوية، بينما يصل إلى 32 درجة مئوية في الصيف.[22]

الخصائص والفوائد

تتشابه السهول الساحلية والفيضية في بعض الخصائص، ولكنها تختلف في خصائص أخرى.

مميزات السهول الساحلية:

  • أرض مسطحة منخفضة.[23]
  • تربتها خصبة صالحة للزراعة.
  • مكان مناسب لبناء الموانئ البحرية.
  • تحتوي على ثروات باطنية نفطية ومعدنية.[14]
  • غنية بالثروات السمكية.
  • تعتبر منطقة سكنية بسبب استواء سطحها.[8]

مميزات السهول الفيضية:

  • أرض مسطحة عالية الخصوبة.[24]
  • تربتها غنية بالرواسب والمعادن.
  • تعتبر مصدرًا لمياه الري والصناعة، ومصدرًا للمياه الجوفية.[15]
  • تعتبر منطقة سكنية وزراعية بسبب استواء سطحها.[9]
  • تتميز بأنها منطقة مناسبة لإنشاء الطرق والجسور والسكك الحديدية والمطارات.[25]

النباتات والحيوانات

تتميز السهول الساحلية والفيضية بتنوع كبير في الغطاء النباتي والحيواني، يعكس الظروف البيئية المميزة لكل منهما.

الغطاء النباتي والحيواني في السهول الساحلية:

يتنوع الغطاء النباتي في السهول الساحلية، حيث توجد أشجار متنوعة مثل أشجار المَيعة والماغنوليا والسنديان والصنوبر والبلوط والبلميط المنشاري وشجيرات آس الشمع وغيرها.[26]

كما يتنوع الغطاء الحيواني في السهول الساحلية، حيث توجد الطيور المهاجرة مثل البط والإوز، والزواحف كالتماسيح، وسرطان البحر والسلاحف البحرية.[27]

الغطاء النباتي والحيواني في السهول الفيضية:

تكمن أهمية السهول الفيضية في كونها موطنًا للعديد من الكائنات الحية، حيث توجد فيها الحشرات والبرمائيات والطيور مثل طائر الخشب والبومة، والثدييات مثل الراكون، والزواحف مثل الأفاعي والسلاحف.

وتحظى السهول الفيضية بتنوع نباتي كبير نظرًا لخصوبة تربتها الغنية بالمعادن والمغذيات، حيث توجد القيقب الفضي والرماد الأخضر وشجر الدردار والبلوط الأبيض.

السهول الساحليةالسهول الفيضية
أشجار البلوط ،أشجار الصنوبر، أشجار الجوز والماغنوليا، والعشب السلكي.[3]القيقب الفضي، البلوط الأبيض.[4]
الزواحف مثل التماسيح والأفاعي والبرمائيات مثل: الضفادع،الثدييات: الثعالب الرمادية والأرانب، الطيورالمهاجرة مثل: الإوز والبط.[5][6]الثدييات مثل: الراكون، الزواحف مثل: الأفاعي والسلاحف، الطيور مثل:الصقر أحمر الكتفين، البرمائيات مثل:الضفادع، الحشرات، .[7]

أمثلة من حول العالم

تنتشر السهول الساحلية والفيضية في جميع أنحاء العالم، وتشكل جزءًا هامًا من التضاريس في العديد من البلدان.

أمثلة على السهول الساحلية:

  • السهول الساحلية الأطلسية في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية.[28]
  • السهول الساحلية في قارة أمريكا الشمالية التي تمتد من الجانب الغربي لفلوريدا والمناطق الساحلية مثل تكساس.[29]
  • السهول الساحلية لبحر قزوين في إيران.[30]
  • سهول شرق البحر المتوسط الساحلية مثل سهول سوريا الساحلية الممتدة مع حدود تركيا، وسهول فلسطين الساحلية.[31]
  • السهول الساحلية للبحر الأحمر وتمتد على الضفاف الغربية للبحر الأحمر بشكل رئيسي في كل من مصر والسودان وإريتريا وجيبوتي.[32]

أمثلة على السهول الفيضية:

  • سهول نهر المسيسيبي في أمريكا الشمالية.[33]
  • سهول دلتا الميكونج في فيتنام والتي تحتل مساحة ما يقارب 31000 كيلومتر مربع تقريبًا.[34]
  • سهول نهر بارانا في أمريكا الجنوبية.[35]
  • سهول حوض النيل، وهي من أهم السهول الفيضية في مصر.[36]
  • سهول دجلة والفرات الممتدة على جانبي نهر دجلة والفرات، وهي من أقدم السهول الفيضية وتسمى أيضًا بسهول الجزيرة أو السهول الفراتية.[37]

خاتمة

في الختام، تتعدد أنواع السهول، ومن أبرزها السهول الساحلية والسهول الفيضية. تتميز هذه المناطق السهلية بأهميتها الكبيرة في الاستيطان العمراني، وذلك بفضل استواء سطحها وقلة وجود المنحدرات فيها. لطالما كانت هذه المناطق محط أنظار الإنسان لما تحتويه من تنوع حيواني ونباتي، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المميز.

ومع ذلك، قد تكون المعيشة في هذه السهول محفوفة بالمخاطر في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، تشكل السهول الفيضية خطرًا على حياة الإنسان عند فيضانها، على الرغم من إمكانية التنبؤ بهذه الفيضانات قبل حدوثها بأشهر. من الأمثلة على هذه السهول؛ السهول الساحلية للبحر الأحمر، والسهول الفيضية لنهر المسيسيبي، والسهول الفراتية التي تطل على نهري دجلة والفرات، وغيرها الكثير.

© 2024 جميع الحقوق محفوظة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز السهول الساحلية والداخلية: دراسة مقارنة

المقال التالي

تمييز السور المكية والمدنية: دراسة مقارنة

مقالات مشابهة