تعريف الزكاة والضريبة
يعتبر فهم المصطلحات أمرًا حيويًا قبل الخوض في تفاصيل المقارنة بين الزكاة والضريبة. دعونا نبدأ بتعريف كل منهما.
الزكاة: هي فريضة مالية في الإسلام، وهي عبارة عن مقدار محدد من المال يجب على المسلم الغني دفعه للمستحقين من الفقراء والمساكين وغيرهم من الأصناف المذكورة في القرآن الكريم، وذلك عند تحقق شروط معينة مثل بلوغ المال النصاب المحدد شرعاً ومرور حول كامل عليه. وهي الركن الثالث من أركان الإسلام.
الضريبة: هي مبلغ مالي تفرضه الدولة على الأفراد والمؤسسات بموجب القانون، وتستخدم حصيلة الضرائب في تمويل النفقات العامة للدولة، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية والدفاع. تعتبر الضرائب أداة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
نقاط الاختلاف بين الزكاة والضريبة
تتعدد أوجه التباين بين الزكاة والضريبة، ويمكن تلخيص أهم هذه الاختلافات فيما يلي:
- مصارف الأموال: الزكاة مخصصة لأصناف معينة من المستحقين، كما ورد في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]. بينما تذهب الضريبة إلى الميزانية العامة للدولة، وتُصرف في أوجه مختلفة حسب تقدير الحكومة.
- الدافع: الزكاة عبادة يؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله ورغبة في الأجر والثواب، أما الضريبة فهي واجب قانوني يفرضه القانون على الأفراد والمؤسسات.
- الهدف: الزكاة تهدف إلى تطهير المال وزيادته، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين. بينما تهدف الضريبة إلى تمويل النفقات العامة للدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- النطاق: الزكاة واجبة على المسلمين فقط، وترتبط بالجانب الإيماني، أما الضريبة فهي مفروضة على جميع الأفراد والمؤسسات المقيمة في الدولة، بغض النظر عن الدين أو الجنسية.
- المقدار: الزكاة لها أنصبة محددة شرعاً، ولا يجوز تغييرها، أما الضريبة فليس لها نصاب محدد، وتختلف نسبتها حسب نوع الدخل أو الملكية وحسب السياسة المالية للدولة.
- الثبات والتغيير: الزكاة فريضة ثابتة ومستمرة، أما الضريبة فهي قابلة للتغيير والتعديل حسب الظروف الاقتصادية والسياسية.
- العقاب: تارك الزكاة يستحق العقاب في الدنيا والآخرة، أما تارك الضريبة فيعاقب في الدنيا فقط بموجب القانون.
- الإعفاء: لا يجوز الإعفاء من الزكاة لمن توافرت فيه شروط وجوبها، بينما قد تعفي الدولة بعض الفئات من الضريبة.
- النسبة: الزكاة لها مقدار محدد، أما الضريبة فقد تكون بنسب تصاعدية حسب مستوى الدخل أو الربح.
- المرجعية: الزكاة تستند إلى الشريعة الإسلامية، بينما تستند الضريبة إلى القانون الوضعي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعريف الضريبة بأنها التزام مالي يدفعه الشخص للدولة وفقًا لتقديراته المالية، بهدف زيادة الإيرادات وتغطية النفقات العامة. في حين أن الزكاة هي المقدار الواجب إخراجه شرعًا من المال لمستحقيه عند توفر الشروط الخاصة بها.
أوجه التشابه بين الزكاة والضريبة
على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين الزكاة والضريبة، إلا أنه توجد بعض أوجه التشابه بينهما، ومنها:
- الإلزام: يُجبر تارك الزكاة أو الضريبة على دفعها وإلزام بها.
- جهة التحصيل: تُدفع كل من الزكاة والضريبة لجهة جباية معينة من قبل الدولة.
- عدم الارتباط بالفائدة المباشرة: تُدفعان دون انتظار فائدة أو استفادة مباشرة من دفعهما.
- الهدف العام: تُدفعان لسد الحاجات والنفقات العامة للدولة، وبناءً على الصالح العام.
- القدرة المالية: تُدفعان بحسب القدرة المالية للأشخاص الدافعين لهما.
حكم إعطاء الضريبة بدلًا من الزكاة
لا تغني الضريبة عن الزكاة، فالزكاة عبادة ذات شروط وأركان، بينما الضريبة التزام مالي يهدف إلى تغطية نفقات الدولة. الزكاة لها مصارف محددة شرعًا، وتجب فيها النية الصالحة، بخلاف الضريبة التي تخضع لتقدير الحاكم وتوقيتها مرتبط بالظروف. وقد ورد في القرآن الكريم تأكيد على أهمية الزكاة:
قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 103].
كما أن الضرائب لم تكن تسمى بهذا الاسم في الماضي، بل كانت تسمى أموالاً وحقوقًا تؤخذ زيادة على الزكاة.
المراجع
- فتاوى الشبكة الإسلامية
- مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية
- رسالة في الفقه الميسر لصالح السدلان
- الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي
