مقدمة حول الذهب والنحاس
كثيرًا ما يقع الناس في حيرة من أمرهم عند محاولة التمييز بين الذهب والنحاس. فكلاهما من المعادن المعروفة، ويشتركان في بعض الخصائص الظاهرية، مثل اللون البرّاق المشابه. إلا أن الذهب يُعتبر من المعادن النفيسة، ويُستخدم بشكل أساسي في صناعة المجوهرات والحلي الفاخرة، كما أنه نادر الوجود في الطبيعة بشكل حر. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الذهب كمعيار لتقييم قيمة العملات العالمية واحتياطيات الدول.
أما النحاس، فهو معدن آخر يُستخدم في صناعة بعض أنواع الحلي والإكسسوارات، ولكنه لا يمتلك القيمة العالية التي يتمتع بها الذهب. يتوفر النحاس بوفرة في الطبيعة، ويتميز بلونه الأحمر النحاسي عندما يكون خالصًا. وعند مزجه مع الزنك، يتحول لونه إلى الأصفر، مما يجعله يشبه الذهب ظاهريًا. لهذا السبب، سنستعرض في هذا المقال بعض الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها التمييز بين الذهب والنحاس بكل سهولة ويسر.
أساليب التمييز بين المعدنين
هناك عدة طرق يمكن استخدامها للتمييز بين الذهب والنحاس، تعتمد على الخصائص الفيزيائية والكيميائية المختلفة لكل منهما. إليك بعض من هذه الطرق:
- اختبار المغناطيس: عند تقريب مغناطيس قوي من قطعة الذهب، لن يحدث أي تجاذب بينهما. هذه الطريقة تعتبر فعالة للتحقق من أصالة الذهب واستبعاد وجود معادن أخرى تنجذب للمغناطيس. أما النحاس، فيظهر تجاذبًا ضعيفًا جدًا أو معدومًا مع المغناطيس، ولكن هذا ليس قاطعًا حيث أن بعض سبائك النحاس قد تتفاعل بشكل مختلف.
- اختبار الأحماض: يمكن استخدام الأحماض للتمييز بين الذهب والنحاس. حمض النيتريك هو خيار شائع لهذا الغرض. عند وضع الذهب في حمض النيتريك، فإنه لا يتفاعل ولا يتغير لونه حتى بعد مرور وقت طويل، وذلك لأن الذهب مقاوم للتآكل ولا يتفاعل مع معظم الأحماض. أما النحاس، فيتفاعل بسرعة مع حمض النيتريك، مما يؤدي إلى تغير لونه إلى اللون البني الداكن أو الأخضر المزرق.
- الاستعانة بخبراء الذهب: تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق موثوقية، حيث يمتلك العاملون في محلات بيع الذهب الخبرة والمعرفة اللازمة لتمييز الذهب عن المعادن الأخرى بمجرد النظر إليه أو باستخدام أجهزة فحص الذهب المتخصصة.
- ملاحظة التأكسد: يتميز الذهب بمقاومته العالية للتأكسد، بمعنى أنه لا يتفاعل مع الأكسجين الموجود في الهواء ولا يصدأ. بينما يتأكسد النحاس بسرعة عند تعرضه للهواء الرطب، مما يؤدي إلى تكون طبقة خضراء على سطحه تعرف باسم “الزنجار”.
- اختبار الخدش: يمكن استخدام قطعة من السيراميك أو الحديد لخدش سطح المعدن المراد فحصه. الذهب معدن لين نسبيًا، لذلك يمكن خدشه بسهولة. أما النحاس، فهو أكثر صلابة من الذهب، وبالتالي يكون من الصعب خدشه. وإذا تم خدش النحاس، فسيظهر لون أحمر نحاسي من الداخل.
الخصائص الفيزيائية للنحاس
يمتلك النحاس مجموعة من الخصائص الفيزيائية المميزة التي تجعله مفيدًا في العديد من التطبيقات الصناعية والتجارية. من أبرز هذه الخصائص:
- التوصيل الحراري والكهربائي: يعتبر النحاس موصلًا ممتازًا للحرارة والكهرباء، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في صناعة الأسلاك الكهربائية والكابلات.
- صناعة البطاريات والمعدات الكهربائية: يدخل النحاس في صناعة العديد من البطاريات والمعدات الكهربائية، مثل الوشائع الكهربائية والمحركات والمولدات.
- الليونة والطرق والسحب: يتميز النحاس بليونته العالية، مما يجعله سهل الطرق والسحب والتشكيل إلى أسلاك وصفائح رقيقة دون أن ينكسر.
- التأثر بالهواء: يتأثر النحاس بالهواء الرطب ويتأكسد، مما يؤدي إلى تكون طبقة خضراء على سطحه.
الخصائص الفيزيائية للذهب
يتميز الذهب بمجموعة فريدة من الخصائص الفيزيائية التي تجعله معدنًا نفيسًا ومرغوبًا فيه. من أهم هذه الخصائص:
- الخمول الكيميائي: يعتبر الذهب معدنًا خاملًا جدًا، بمعنى أنه لا يتفاعل بسهولة مع المواد الكيميائية الأخرى. فهو لا يتأثر بالهواء أو الرطوبة أو الحرارة.
- عدم الذوبان في الأحماض: لا يذوب الذهب في معظم الأحماض، مما يجعله مقاومًا للتآكل والتلف.
- التفاعل مع الزئبق: الزئبق هو المادة الوحيدة التي يمكن أن تؤثر على الذهب وتذيبه، حيث يتكون خليط من الذهب والزئبق يعرف باسم الملغم.
