تمييز الذكر من الأنثى في الماعز: دليل شامل

مقدمة

تعتبر الماعز من أوائل الحيوانات التي استأنسها الإنسان، ويعود تاريخ ذلك إلى ما يقارب 10000 عام. تُصنف الماعز إلى ثلاثة أنواع أساسية: الداجنة، والجبلية، والبرية. يبلغ عدد الماعز في العالم حاليًا حوالي 450 مليون رأس.

تُربى الماعز لعدة أغراض رئيسية، تشمل الحصول على الحليب، واللحوم، والشعر، والجلود. يُطلق على أنثى الماعز اسم “الماعز”، بينما يُطلق على الذكر اسم “الجدي”. سنتناول في هذا المقال الاختلافات الرئيسية بين الجدي والماعز، والتي تشمل الحجم، والرائحة، والشعر، والقرون، والثدي، والأعضاء التناسلية.

الخصائص المميزة بين ذكر وأنثى الماعز

توجد عدة اختلافات واضحة بين الذكر (الجدي) والأنثى (الماعز) في الماعز. تشمل هذه الاختلافات جوانب مختلفة من بنيتهم الجسدية وسلوكهم، مما يجعل التمييز بينهما أمرًا ممكنًا. سنستعرض هذه الخصائص بالتفصيل.

الفرق في الحجم

يتراوح وزن الماعز (ذكرًا كان أم أنثى) بشكل عام بين 9 و 113 كيلوغرامًا. يختلف الحجم بشكل كبير حسب السلالة. يمكن اعتبار متوسط الوزن حوالي 45.3 كيلوغرامًا. أما الارتفاع، فيتراوح بين 25.4 و 109.2 سنتيمترًا، بمتوسط يبلغ حوالي 63.5 سنتيمترًا. الجدير بالذكر أن الذكور (الجدية) تميل إلى أن تكون أكبر قليلًا من الإناث.

الرائحة المميزة

تتميز ذكور الماعز (الجدية) برائحة مختلفة عن الإناث، خاصة خلال موسم التزاوج. في هذه الفترة، تفرز الذكور رائحة قوية ونفاذة تعمل كفرمون لجذب الإناث للتكاثر. لذا، إذا شممت رائحة قوية في موسم التزاوج، فمن المرجح أن يكون الحيوان ذكرًا.

الشعر والقرون: نظرة فاحصة

قد يكون الشعر والقرون مصدرًا للارتباك عند محاولة التمييز بين الذكور والإناث. يعتقد البعض خطأً أن الإناث لا تنمو لهن قرون أو شعر ذقن. في الواقع، تمتلك الإناث لحية (شعر ذقن)، لكنها عادة ما تكون أقصر وأقل كثافة من لحية الذكور. كما أن الإناث تمتلك قرونًا، لكنها تكون أصغر حجمًا وأقل سمكًا من قرون الذكور، وقد تكون مجوفة قليلًا.

الاختلاف في شكل الضرع

تختلف الماعز (الإناث) تشريحيًا عن الذكور بوجود الضرع (الثدي). الضرع عبارة عن عضو متدلٍ ينتج الحليب، ويمكن رؤيته أسفل البطن بين الأرجل الخلفية. ومع ذلك، لا تصل الإناث إلى النضج الجنسي إلا بعد بلوغها عمر السنة تقريبًا. لا ينمو الضرع بشكل ملحوظ إلا بعد حمل الأنثى، حيث يمتلئ بالحليب.

الأعضاء التناسلية: دليل التمييز

يمكن بسهولة تمييز الذكور (الجدية) بوجود كيس الصفن، الذي يحتوي على الخصيتين، ويتدلى بين الأرجل الخلفية. يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر الخمسة أشهر تقريبًا. يمتلك الذكر فتحة واحدة فقط تحت الذيل، وهي فتحة الشرج. أما الإناث، فتمتلك فتحتين: فتحة الشرج وفتحة المهبل، وهي المكان الذي تلد منه الأنثى صغارها.

معلومات مغلوطة حول الماعز

هناك العديد من المعتقدات الشائعة الخاطئة حول الماعز، والتي لا تستند إلى حقائق. سنقوم بتصحيح بعض هذه المفاهيم الخاطئة:

• خرافة: الجدي رائحته كريهة.

  هذا غير صحيح. لا يمكن شم رائحة الجدي إلا في فترة الشبق، عندما يفرز فرمونًا لجذب الإناث للتزاوج. بخلاف ذلك، لا توجد رائحة مميزة.

• خرافة: الجدي وحده من يمتلك قرون.

  هذا غير دقيق. تمتلك كل من الذكور والإناث قرونًا، ولكن قرون الذكور تكون أكبر وأكثر سمكًا.

• خرافة: طعم لحم الماعز وحليبها سيئ.

  هذا غير صحيح. لحوم الماعز وحليبها ذات مذاق جيد. حليب الماعز غني بالدهون، ولحمها يشبه لحم الضأن أو العجل.

• خرافة: الماعز تأكل أي شيء.

  هذا مبالغ فيه. على الرغم من أن الماعز يمكن أن تأكل مجموعة متنوعة من المواد النباتية، إلا أنها ليست “تأكل أي شيء”. يمكن اعتبارها من الحيوانات التي تتطلب نظامًا غذائيًا محددًا.

آيات قرآنية وأحاديث نبوية ذات صلة

في القرآن الكريم، ذكرت الأنعام ومن ضمنها الماعز في مواضع عدة. ومن ذلك قوله تعالى:

“وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” (النحل: 5)

وفي السنة النبوية، وردت أحاديث تتعلق بالماعز وفضلها، منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم” (رواه البخاري)