سنتناول في هذا المقال توضيحًا للفارق الجوهري بين كل من الحكاية والرواية، مع تفصيل مكونات كل منهما. يعتبر فهم هذا التمييز أمرًا أساسيًا لفهم كيفية بناء الأعمال الأدبية، وكيفية تفاعل القارئ معها.
توضيح مفهوم الحكاية
يمكن تعريف الحكاية بأنها الأسلوب والطريقة التي يتم بها اختيار الأحداث، وتنظيمها، وربطها ببعضها البعض. فهي تمثل جزءًا من الرواية، وتحدد من خلال عرض جانب محدد منها. تتجدد الحكاية مع كل ترتيب جديد للأحداث المكونة للرواية نفسها.
تلعب الحكاية دورًا هامًا في مساعدة الجمهور أو المتلقي أو القارئ على فهم المعلومات المتعلقة بالرواية. يقوم الكاتب بترتيب هذه المعلومات بطريقة تدريجية للكشف عنها، حيث يتم إخفاء بعض الحقائق في البداية، ثم تبدأ في الظهور تدريجيًا مع تقدم الأحداث. يتبع الكاتب هذا الأسلوب لخلق جو من التشويق والغموض لدى المتلقي، مما يدفعه إلى الرغبة في معرفة ما سيحدث لاحقًا والأسباب الكامنة وراء ذلك.
في بعض الأحيان، قد يتمكن المتلقي من فهم قصة العمل الأدبي منذ البداية بفضل الأسلوب المستخدم في الحكاية، وذلك بسبب الربط الواضح والصريح للأحداث في كل مرحلة من مراحل القصة. لذا، تعتبر الحكاية هي المسؤولة بشكل مباشر عن مدى فهم المتلقي للرواية.
تفسير الرواية
تمثل الرواية خلاصة الأحداث والإجراءات التي تقوم بها الشخصيات، وتوضح الأسباب والدوافع وراء تصرفات كل شخصية. كما تتضمن الصراع أو الحبكة التي تتضح للمتلقي من خلال أسلوب الحكاية. هناك طرق مختلفة لتوضيح الرواية، وتعتبر الرواية ثابتة على عكس الحكاية، لأن الفكرة الأساسية ثابتة، ولكن تغيير ترتيب الأحداث يغير طريقة الحكاية، ولا يغير الرواية نفسها.
مكونات الرواية
تتكون الرواية من عدة عناصر أساسية، يمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
- الشخصيات: تلعب الشخصيات دورًا هامًا في توضيح الانفعالات وتمثيل الأحداث، وبالتالي جذب اهتمام المتلقي. تنقسم الشخصيات إلى شخصيات رئيسية وشخصيات ثانوية، وتتميز بمدى واقعيتها ومصداقيتها وإثارتها للاهتمام.
- النص: يتكون النص من البداية والوسط والنهاية، ويرتب حركة الشخصيات مع الحوار. تعتمد قوة الشخصيات على مدى قوة النص.
- المكان: يوضح المكان متى وأين تحدث أحداث الرواية، سواء كان مكانًا للإقامة مثل منزل أو مدرسة، أو مثل مدينة أو بلدة. يمكن أن يكون المكان على الأرض، أو في الفضاء، وفي الوقت الحاضر، أو في الماضي، أو حتى في المستقبل.
- النمط: يمثل النمط أسلوب كاتب الرواية، ويميزه عن غيره لدى القراء والجمهور، مثل طريقة عرض الرواية، أو الحبكة.
أركان الحكاية
تتشابه أركان الحكاية مع عناصر الرواية، ويمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
- الفكرة الرئيسية: تمثل الفكرة الأدبية للرواية بأكملها، والتي يسعى الكاتب لإيصالها إلى الجمهور عن طريق ترتيب الأحداث من خلال الحكاية.
- الحبكة: تعد البنية الأساسية للحكاية، وتتغير مع مرور الوقت داخل الرواية. تتميز معظم الروايات بوجود حبكات مختلفة فيها.
- الشخصيات: تعتبر الشخصيات عنصرًا أساسيًا للحكاية كما هو الحال مع الرواية، لأنها تشارك مع الحكاية في طرح المواضيع والمعلومات الأساسية للرواية وعرضها على الجمهور. كما أنها تشارك مع الرواية بوجود شخصيات رئيسية، وأخرى ثانوية.
- الصراع: يمثل الصراع المشكلة التي تتعرض لها الشخصيات في الرواية، والتي تسعى جاهدة إلى حلها. تبنى الحكاية على كيفية تصدي الشخصيات للصراع، ويتنوع الصراع إما بين طرفين، أو مشكلة الفرد مع نفسه، أو مشكلة الفرد مع شيء في الطبيعة، أو مع المجتمع المحيط به.