جدول المحتويات
دلالات الثراء والعوز في اللغة
لإدراك التباين بين الثري والمعوز، ينبغي استعراض المعنى اللغوي لكل مصطلح. فكلمة “فقير” تشير في الأصل إلى الظهر المكسور، أو مخرج الماء من القناة. ويقال “إنسان فقير” أي لا يمتلك سوى القدر الضئيل من الضروريات. وقد تعني أيضاً أحد المتصوفين الدراويش.
في المقابل، يُعرّف “الغني” لغوياً بأنه الشخص الذي يمتلك مالاً وفيراً وكثيراً. ويقال “غني عن الشيء” أي لا يحتاج إليه.
مفاهيم الثراء والعوز في الاصطلاح
كلمة “غني” (Rich) في اللغة الإنجليزية تحمل دلالات متعددة. تشير بشكل أساسي إلى الأموال التي يمتلكها الفرد، ولكنها قد تدل أيضاً على الشخص الذي يتمتع بأخلاق حميدة وقيم نبيلة، فهو “غني بأخلاقه”. وفي العصر الحديث، تطلق كلمة “غني” على الشخص المتمكن من العلم أو الثروة أو السلطة، والذي لا يتأثر بالركود الاقتصادي.
أما كلمة “فقير” (Poor) فتعرف بأنها الشخص الذي يعيش بمستوى معيشي منخفض، أو الذي يفتقر إلى الثروة والتعليم والقدرة على الحصول على الماء النظيف والمأوى المناسب. وقد يشمل التعريف أيضاً الأشخاص الذين لم يحصلوا على مستوى معين من التعليم أو المعرفة.
نظرة الإسلام إلى الثراء والعوز
يقدم الدين الإسلامي الحنيف تمييزاً فريداً بين الثراء والعوز. فليس الغني هو من يمتلك المال بالضرورة، وليس الفقير هو من يفتقد إليه بالضرورة. بل الغنى الحقيقي هو غنى النفس، والراحة الحقيقية هي راحة الفكر والبال، والجمال الحقيقي هو جمال الطبع. وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الفوز بالآخرة والنجاة من النار لا يتحققان بجمع الأموال أو إنجاب الأبناء، وإنما بالأعمال الصالحة.
فقد جاء في السنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا ذر! أترى أن كثرة المال هو الغنى؟ إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه، فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه، فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا، وإنما يضر نفسه شحها)).