جوهر الفرق بين التسويق الشبكي والهرمي
يوجد عدة اختلافات أساسية بين التسويق الشبكي والهرمي، والتي تساعد في تمييزهما بوضوح:
التسويق الشبكي، المعروف أيضًا بالتسويق متعدد المستويات، يعتمد على توسيع شبكة الموزعين من خلال تجنيد مسوقين جدد. يحصل الموزعون الحاليون على نسبة مئوية من مبيعات المجندين الجدد، بالإضافة إلى الأرباح التي يحققونها من البيع المباشر للمنتجات أو الخدمات.
أما التسويق الهرمي، فيمثل مخططًا استثماريًا يبدأ بفرد واحد يقوم بتجنيد وتسجيل المسوقين على شكل هرم. يتم وضع المجندين الجدد في قاعدة الهرم، مما يشكل قاعدة للموزعين الأقدم. القيمة المالية في هذا النموذج تعتمد بشكل أساسي على الأموال التي يدفعها المجندون الجدد، وليس على أي استثمارات أو مبيعات حقيقية للمنتجات.
يكمن الفرق الجوهري في أن التسويق الشبكي يركز على بيع منتجات أو خدمات حقيقية، سواء كانت ملموسة أو غير ملموسة، بينما التسويق الهرمي غالبًا ما يفتقر إلى وجود منتجات حقيقية أو يعتمد على منتجات وهمية لتمويه عمليات الاحتيال.
عادةً ما يتم استخدام التسويق الشبكي من قبل شركات راسخة ومعروفة في السوق، في حين أن التسويق الهرمي غالبًا ما يتم ممارسته من قبل شركات حديثة وغير معروفة تسعى إلى جذب عدد كبير من المسوقين بسرعة.
تكافئ الشركات التي تعتمد على التسويق الشبكي المسوقين بناءً على مبيعاتهم الشخصية ومبيعات فريقهم، بينما يكافئ التسويق الهرمي المسوقين فقط على تجنيد أعضاء جدد في الشبكة الهرمية، بغض النظر عن المبيعات الفعلية.
تطلب شركات التسويق الشبكي عادةً مبالغ معقولة من المسوقين الجدد لتزويدهم بالمنتجات التي سيعملون على تسويقها وبيعها، في حين أن شركات التسويق الهرمي غالبًا ما تفرض رسومًا باهظة على التسجيل دون تقديم أي منتجات ذات قيمة حقيقية.
في التسويق الشبكي، من الممكن أن يحقق المسوق الجديد أرباحًا أكبر من المسوقين القدامى، حيث تعتمد الأرباح على المبيعات. أما في التسويق الهرمي، فإن الأرباح غالبًا ما تكون ثابتة وتعتمد على موقع الشخص في الهرم، بغض النظر عن جهوده.
يهدف التسويق الهرمي إلى تحقيق أرباح سريعة من خلال تجنيد الأعضاء، بينما يركز التسويق الشبكي على بناء شبكة قوية ومستدامة لتوزيع المنتجات وزيادة المبيعات على المدى الطويل.
معلومات إضافية حول التسويق الشبكي والهرمي
هناك بعض النقاط الإضافية التي يجب أخذها في الاعتبار عند الحديث عن التسويق الشبكي والهرمي:
بعض الشركات قد تستخدم التسويق الهرمي بشكل مقنّع، حيث تقدمه على أنه تسويق شبكي في حين أنه في الواقع عملية احتيال.
التسويق الشبكي هو استراتيجية مشروعة تستخدمها العديد من الشركات لتحقيق نمو مستدام، حيث تعتمد على منتجات معروفة وعالية الجودة.
من المهم التفريق بين النمو الحقيقي والوهمي. فالتسويق الشبكي يبنى على توسيع قاعدة المستهلكين للمنتج، بينما التسويق الهرمي يعتمد على توسيع قاعدة المشتركين الذين يدفعون رسوم الاشتراك فقط.
يجب على الأفراد توخي الحذر والتحقق من مصداقية الشركات التي تعرض فرصًا للتسويق الشبكي، والتأكد من أنها تركز على بيع المنتجات أو الخدمات وليس فقط على تجنيد الأعضاء.
وأخيراً، يجب التذكر دائماً أن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه” .
وقال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ” [النساء: 29].
