تمييز الاستعارة الضمنية والظاهرة

تعريف بالاستعارة وأنواعها: الاستعارة الضمنية (المكنية) والاستعارة الظاهرة (التصريحية).

مفهوم الاستعارة

الاستعارة هي فرع من فروع علم البلاغة، وتصنف ضمن المجاز اللغوي. هي استعمال كلمة في معنى غير معناها الأصلي، لوجود علاقة مشابهة بين المعنيين. هي تشبيه بليغ تم حذف أحد طرفيه. الطرف المحذوف يحدد نوع الاستعارة، سواء كانت ضمنية أو ظاهرة. هذان النوعان يمثلان وجهين متعاكسين من التشبيه.

الاستعارة غالباً ما تكون أبلغ من التشبيه في التعبير. وظيفتها قد تكون المبالغة في وصف المعنى، أو التأكيد عليه. كما يمكن أن تستخدم لتوضيح فكرة ما، أو لإظهارها في صورة جمالية.

ما المقصود بالاستعارة الضمنية؟

الاستعارة الضمنية هي تشبيه بليغ يتم فيه ذكر المشبه، بينما يتم حذف المشبه به. يتم الإبقاء على قرينة لفظية تدل على المشبه به المحذوف. بمعنى آخر، هي استعارة صفة من شيء لوصف شيء آخر لا يحمل هذه الصفة في الأصل.

أمثلة توضيحية:

  • “طار الخبر في المدينة”

    هنا ذكرنا المشبه وهو الخبر، وحذفنا المشبه به وهو الطائر، واستعرنا صفة الطيران، وأطلقناها على الخبر. فانتشار الخبر السريع يشبه طيران الطائر.

  • “إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر”

    الشاعر هنا شبه القدر بالإنسان، وحذف المشبه به (الإنسان)، وأتى بشيء من لوازمه وهي الاستجابة، وأطلقها على القدر على سبيل الاستعارة الضمنية.

  • “وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبني قواعد المجد وحدي”

    يشبه الشاعر المجد بالبناء، وحذف المشبه به (البناء)، وأتى بشيء من صفاته وهي القواعد، وجعلها صفة للمجد، وذلك على سبيل الاستعارة الضمنية.

  • قال تعالى: “وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ” (الأعراف: 154).

    شبه الله تعالى الغضب بالإنسان، وحذف المشبه به، وأتى بشيء من لوازمه وهو الكلام الذي يسكت عنه. فاستعيرت صفة الكلام التي هي من لوازم الإنسان، وأطلقت على الغضب من باب الاستعارة الضمنية.

ما هي الاستعارة الظاهرة؟

الاستعارة الظاهرة هي تشبيه بليغ يتم فيه حذف المشبه، وذكر المشبه به صراحة. هي الاستعارة التي يُصرّح فيها بالمشبه به، ولهذا سميت بالظاهرة أو التصريحية. أيضاً، هي استعارة كلمة نفسها لمعنى غير معناها اللغوي الأصلي.

أمثلة توضيحية:

  • “رأيت أسداً يرمي في المعركة”

    هنا حذفنا المشبه وهو الجندي، وصرحنا بالمشبه به وهو الأسد. تمت استعارة كلمة “أسد” وإخراجها عن معناها اللغوي الأصلي للتعبير عن معنى جديد، وهو قوة الجندي وشجاعته في المعركة، وذلك على سبيل الاستعارة الظاهرة.

  • “نسي الطين ساعة أنه طين”

    شبه الشاعر الإنسان بالطين، ثم حذف المشبه (الإنسان)، وصرح بالمشبه به وهو الطين، واستخدم لفظة “الطين” على غير معناها اللغوي، على سبيل الاستعارة الظاهرة.

  • قال تعالى: “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ” (البقرة: 257).

    شبه الله تعالى الكفر بالظلمات، والإيمان بالنور، ثم حذف المشبه (الكفر والإيمان)، وأبقى على المشبه به وصرح به على سبيل الاستعارة الظاهرة.

المصادر

  • ذو الخير، البحث اللغوي بين النظرية والتطبيق، صفحة 21 – 22. بتصرّف.
  • عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 178. بتصرّف.
  • سورة الأعراف، آية:154
  • سورة البقرة، آية:257
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز الاستعارة الضمنية عن التشبيه الواضح

المقال التالي

تمييز الاستفتاء عن الانتخاب: تحليل شامل

مقالات مشابهة