جدول المحتويات:
مقدمة حول الإعراب والبناء
يُعد فهم الفرق بين الإعراب والبناء أساسياً في دراسة قواعد اللغة العربية. هذا التمييز يعتمد على نوع الكلمة، سواء كانت اسماً، فعلاً، أو حرفاً. للإيضاح، يمكن النظر إلى النقاط التالية:
- الاسم: يكون الاسم معرباً إذا تغيرت حركته الإعرابية بتغير موقعه في الجملة، فتارةً يكون مرفوعاً، وتارةً منصوباً، وأخرى مجروراً. أما إذا لزمت حركة ثابتة في آخره، فهو مبني، مثل كلمة “هؤلاءِ” التي تظل حركتها الكسرة مهما كان موقعها في الجملة.
- الحرف: جميع الحروف مبنية، بمعنى أنها لا تتأثر بالعوامل اللفظية التي تسبقها.
- الفعل: تكون الأفعال مبنية إذا كانت تدل على زمن محدد وثابت.
تحديد الإعراب والبناء في الأفعال
الأفعال في اللغة العربية تنقسم من حيث الإعراب والبناء إلى ثلاثة أنواع:
- الفعل الماضي
- فعل الأمر
- الفعل المضارع
وسنتناول كل نوع بالتفصيل.
الفعل الماضي: أحكامه
الفعل الماضي دائماً مبني، لأنه يختص بالزمن الماضي فقط. يُبنى الفعل الماضي على الحالات التالية:
- الفتح: إذا لم يتصل به أي ضمير، مثل “كتبَ”، أو إذا اتصل بألف الاثنين، مثل “كتبَا”، أو إذا اتصل بتاء التأنيث الساكنة، مثل “كتبَتْ”، أو إذا اتصل بضمير (نا المفعولية)، مثل “زارَنا”.
- الضم: إذا اتصل به واو الجماعة، مثال: “أكلُوا”.
- السكون: إذا اتصل بالتاء المتحركة (تاء الفاعل)، مثل “كتبْتُ – كُتَبْتِ – كُتبْتَ”، أو إذا اتصل بضمير (نا الفاعلية)، مثل “رسمْنا”، أو إذا اتصل بنون النسوة، مثل “عملْنَ”.
أمثلة على إعراب الفعل الماضي:
- كتبَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.
- كتبَا: فعل ماضٍ مبني على الفتح لاتصاله بألف الاثنين.
- كتبَتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة.
- أكلوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
- كتبْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة.
- رسمْنا: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير (نا) الفاعلية.
الفعل الأمر: حالاته
فعل الأمر أيضاً مبني دائماً. ويبنى على الحالات التالية:
- السكون: إذا كان الفعل صحيح الآخر، مثل “اكسبْ”، أو إذا اتصل بنون النسوة، مثل “اكسبْنَ”.
- حذف حرف العلة: إذا انتهى الفعل بحرف من حروف العلة (ا، و، ي)، مثل “اسعَ إلى الخير”.
- الفتح: إذا اتصل به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، مثل “ابتعدَنّ عن الشر”.
- حذف النون: إذا اتصلت بالفعل واو الجماعة، مثل “اكتبوا دروسكم”، أو ياء المخاطبة، مثل “اكتبي دروسك”، أو ألف الاثنين، مثل “اكتبا دروسكما”.
أمثلة على إعراب الفعل الأمر:
- اكسبْ: فعل أمر مبني على السكون.
- اكسبْنَ: فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.
- اسعَ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
- ابتعدَنّ: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
- اكتبوا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة.
- اكتبي: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة.
- اكتبا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين.
الفعل المضارع: دلالاته
الفعل المضارع يكون مُعربًا إذا لم يتصل به نون التوكيد أو نون النسوة. وهناك ثلاث حالات للفعل المضارع المُعرب:
- الرفع: إذا لم يُسبق بأدوات النصب أو الجزم، فيكون مرفوعاً بالضمة، مثل: “يلعبُ الطفل في الحديقة”.
- الجزم: إذا سبق المضارع بأداة من أدوات الجزم (لام الأمر، لا الناهية، لمّا، لم)، مثل: “لم يغضب من أحد”.
- النصب: إذا كان الفعل المضارع مسبوقاً بأحد أدوات النصب (أن، لن، كي)، مثل: “لن يفلحَ الكسول”.
أمثلة على إعراب الفعل المضارع:
- يلعبُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
- يغضب: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون.
- يفلحَ: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة.
الإعراب والبناء في الأسماء
في اللغة العربية، الأصل في الأسماء هو الإعراب، ولكن هناك بعض الأسماء تكون مبنية. الأسماء المعربة تتغير حركتها الإعرابية حسب موقعها في الجملة، بينما الأسماء المبنية تحتفظ بحركة ثابتة.
مثال على الأسماء المعربة:
- جاء محمدٌ مبكراً.
- رأيت محمداً في المدرسة.
- سلمت على محمدٍ.
في هذه الأمثلة، كلمة “محمد” معربة، وتتغير حركتها حسب موقعها في الجملة.
أما الأسماء المبنية فهي التي تبقى حركتها ثابتة في جميع مواقع الجملة. ومن هذه الأسماء:
- الأسماء الموصولة
- أسماء الإشارة
- الأعداد المركبة (11-19، باستثناء 12)
- أسماء الاستفهام (باستثناء “أي”)
- الضمائر
- أسماء الشرط
- بعض الظروف
- أسماء الأفعال
الأسماء الموصولة: نظرة
الأسماء الموصولة مبنية كلها، ما عدا المثنى منها (اللذان، اللذين، اللتان، اللتين). أمثلة:
- جاء الذي فاز.
- رأيت الذي فاز.
- مررت بالذي فاز.
في هذه الأمثلة، كلمة “الذي” اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل، نصب مفعول به، وجر بحرف الجر على التوالي.
وبالمثل، أسماء الإشارة كلها مبنية ما عدا المثنى منها. والأعداد المركبة من 11 إلى 19 مبنية على فتح الجزأين ما عدا العدد 12.
قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ [النحل: 19].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” (متفق عليه).