مقدمة
الأفعى والثعبان كائنان زاحفان ينتميان إلى مملكة الحيوانات وشعبة الحبليات ورتبة الحرشفيات، التي تضم جميع الزواحف. ينتشران على نطاق واسع في مناطق مختلفة من العالم وفي بيئات طبيعية متنوعة، سواء كانت حارة أو باردة. تتنوع هذه الكائنات في أحجامها وألوانها وخصائصها، مما يجعلها جزءًا مثيرًا للاهتمام من التنوع البيولوجي.
التكوين الجسدي للأفعى
يتميز جسم الأفعى بأنه أسطواني وطويل، مغطى بحراشف قرنية صلبة تساعدها على الحركة والانزلاق. تفتقر الأفاعي إلى الأطراف الخارجية والأذنين الظاهرة، وحتى الجفون. تعتمد الأفعى بشكل أساسي على لسانها المشقوق في تحديد مكان الفريسة واكتشاف الخطر. تتمتع بعض أنواع الأفاعي بعيون حادة البصر تمكنها من الرؤية بوضوح.
تستطيع الأفعى تغيير جلدها مرة أو مرتين في السنة، وهذا يساعدها على تجديد الصفائح القرنية والحفاظ على صحة وحيوية جلدها. بعد عملية الانسلاخ، تصبح الأفعى أكثر قوة ونشاطًا.
يتكون جسم الأفعى من رأس وذيل طويل يختلف طوله باختلاف النوع والسلالة. بعض الأنواع، مثل الأصلة والأناكوندا، يمكن أن يصل طولها إلى خمسة أمتار أو أكثر، بينما لا يتجاوز طول أنواع أخرى عشرة سنتيمترات، وغالبًا ما تكون هذه الأنواع الصغيرة سامة.
آلية الشم والتذوق لدى الأفعى
اللسان المشقوق والطويل لدى الأفعى هو بمثابة حاسة الشم والتذوق. تستخدم الأفعى لسانها لاستشعار الروائح وتحديد مكان الفريسة. بمجرد تحديد موقع الفريسة، تنقض عليها وتستخدم سمها لشل حركتها أو قتلها قبل ابتلاعها كاملة. كمية صغيرة من سم الأفعى يمكن أن تكون قاتلة للإنسان أو تسبب له أمراضًا خطيرة.
يعتبر سم الأفعى شديد الخطورة، حيث يدخل مباشرة إلى مجرى الدم ويهاجم الجهاز الدوري، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وتعطيل وظائفها الحيوية. لهذا السبب، تعتبر الأفاعي من أخطر الزواحف على حياة الإنسان.
القدرة السمعية عند الأفعى
تمتلك الأفاعي أذنين داخليتين تمكنها من سماع الأصوات وتمييزها. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع الأفعى استشعار الاهتزازات والذبذبات الأرضية من خلال جسدها، مما يساعدها على تحديد حركة الأشياء من حولها وتحديد هويتها.
آلية التكاثر لدى الأفاعي
تتكاثر الأفاعي بطريقتين رئيسيتين حسب نوع السلالة. بعض الأنواع تضع البيض خارجياً كما هو الحال في معظم الزواحف، بينما تحتفظ أنواع أخرى بالبيض داخل جسدها حتى يفقس وتلد صغارها حية، على غرار الثدييات. تضع بعض الأفاعي بيوضها، التي قد يصل عددها إلى مائة بيضة، في أماكن مخفية وآمنة، وتتركها لتفقس بعد حوالي شهرين. لا تهتم الأفاعي بصغارها، بل تعتمد على غريزة الصغار في الخروج من البيض والانتشار في الطبيعة وتعلم قوانينها.
الفروقات الجوهرية بين الأفعى والثعبان
كلمة ثعبان هي اسم عام يطلق على هذا النوع من الزواحف. كل ثعبان هو أفعى، ولكن ليست كل أفعى هي ثعبان.
- السم: كل أفعى تعتبر سامة، بينما ليس كل ثعبان يعتبر ساماً، وهذا يعتمد على نوع السلالة.
- شكل الرأس: رأس الأفعى صغير ومدبب الزوايا، بينما رأس الثعبان مثلث الشكل ويمكن تمييزه بسهولة عن الجسم.
- الأنياب: تحمل الأفعى أنياباً متحركة تنثني للخلف عند إغلاق الفم، بينما أنياب الثعبان ثابتة.
- بنية الجسم: جسم الأفعى ممتلئ ومكتنز، مما يجعلها تبدو قصيرة، بينما جسم الثعبان رفيع وطويل.
- الحفرة الأنفية: توجد سلالات من الأفاعي تمتلك حفرة عميقة تتوسط الأنف والعين، أما الثعبان فلا يمتلك تلك الخاصية.
- تأثير السم: سم الأفاعي يدمر الجهاز الدموي ويعطل وظائفه، بينما سم الثعبان يهاجم الجهاز العصبي والعضلات، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى شلل كامل للضحية.
قال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ} [طه: 17-21].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين”.