تمييز أنواع الإعراب: المحلي، اللفظي، والتقديري

مقدمة

يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح وافٍ ومبسط لأنواع الإعراب في اللغة العربية، وهي الإعراب المحلي، والإعراب اللفظي (الظاهر)، والإعراب التقديري. سنسعى إلى توضيح الفروق الأساسية بين هذه الأنواع من حيث المفهوم والاستخدام، مع تقديم أمثلة متنوعة وتدريبات عملية لتعزيز الفهم وتيسير التطبيق. فهم هذه الفروق يعتبر أساسيًا لإتقان قواعد اللغة العربية وتمكين المتعلمين من تحليل النصوص بدقة.

الفروق الجوهرية في المفهوم

لتوضيح الفروق بين أنواع الإعراب، يجب علينا تعريف كل نوع على حدة:

• الإعراب المحلي: هو التغيير الذي لا يظهر على الكلمة بصورة مباشرة، بل يُعتبر اعتبارًا. يختص هذا النوع بالكلمات المبنية التي لا تتغير حركتها الإعرابية الظاهرة مهما تغير موقعها في الجملة. مثال ذلك: “اجلس حيث تود”. كلمة “حيث” هنا مبنية على الضم في محل نصب ظرف مكان.
• الإعراب اللفظي (الظاهر): هو الأثر الإعرابي الذي يظهر بوضوح على آخر الكلمة المعربة، أي ظهور الحركة الإعرابية (الضمة، الفتحة، الكسرة، أو السكون). هذا النوع يختص بالاسم المتمكن (الاسم المعرب) والفعل المضارع الذي لم يتصل بنون النسوة أو نون التوكيد. مثال: “يبدأُ الدرسُ بعد قليلٍ”. نلاحظ هنا ظهور الضمة على كلمة “الدرس” والكسرة على كلمة “قليل”.
• الإعراب التقديري: هو الأثر الإعرابي الذي لا يظهر على آخر الكلمة، بل يُقدر تقديرًا بسبب وجود مانع يمنع من ظهور الحركة الإعرابية. يختص هذا النوع بالاسم المعرب والفعل المضارع الذي لم يتصل بنون النسوة أو نون التوكيد. مثال: “يسعى المحامي لاستئناف الدعوى”. هنا، تُقدر الضمة على آخر كلمة “المحامي” والفتحة على آخر كلمة “الدعوى”.

مجالات الاستعمال المختلفة

لكل نوع من أنواع الإعراب مجال استعمال خاص به:

• مواضع الإعراب المحلي:
  • الأفعال الماضية: مثل: “فهمَ”.
  • الجمل المحكية وغير المحكية: مثل: قال تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 136].
  • الحروف: مثل: حروف الاستفهام.
  • أفعال الأمر: مثل: “ادرسْ”.
  • أسماء الأفعال: مثل: “عليك”.
• مواضع الإعراب التقديري:
  • الاسم المقصور: حيث تُقدر الحركة على آخره للتعذر، مثل: “جاء الفتى”.
  • الاسم المنتهي بواو أصلية لازمة مضموم ما قبلها في الاسم المعرب: مثل: “أرسطو”.
  • الاسم المنقوص: مثل: “ذهبت إلى النادي”.
  • الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف أو الياء: مثل: “يبقى أثر العمل الصالح”.
  • الاسم المضاف إلى ياء المتكلم: مثل: “الأردن وطني الحبيب”.
  • آخر الفعل الساكن إذا حُرك منعًا من التقاء الساكنين أو لمراعاة القافية وغيرها: مثل: “من يطعِ الله فاز بالجنة”.
• مواضع الإعراب اللفظي (الظاهر):
  • يقع الإعراب اللفظي في جميع الكلمات في اللغة العربية باستثناء المواضع التي يقع فيها الإعراب المحلي والإعراب التقديري.

نماذج توضيحية للإعراب

أمثلة على الإعراب اللفظي:

• “تفتحُ المدرسةُ أبوابها بعد السابعة مساءً”.
  • تفتح: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • المدرسة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
• “عدلَ الرجلُ بين المتخاصمين”.
  • الرجل: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أمثلة على الإعراب التقديري:

• “استقبلتُ الفتى في بيتنا في غرفة الضيوف”.
  • الفتى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
• “قضى القاضي بالحق في المحكمة”.
  • القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
• “يسعى المعلم إلى تبديل أماكن جلوس الطلبة في الصف”.
  • يسعى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

أمثلة على الإعراب المحلي:

• “الزمْ وردك اليومي من القرآن الكريم”.
  • الزم: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
• “فهمَ عامر الدرس من زميله جيدًا”.
  • فهم: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
• “تناول خالد طعام الغداء ثم انصرف إلى غرفته”.
  • ثم: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

تمارين تطبيقية على الإعراب

أعرب ما تحته خط

أعرب الكلمات التي تحتها خط في الجمل الآتية:

• صلّت منى صلاة الفجر.
• يبني العصفورُ عشّه فوق الشجرة.
• خاض الجنديّ حروبًا كثيرة.
• صهْ يا غلام.
• أنتم أبنائي وأصدقائي.
• دخلَتْ السيدة في غيبوبةٍ مرضيّة.
• يُمسكُ فؤاد بالسلّم كي لا يسقط من فوقه.
• أحضرتُ كتابي المفضل.
• سألتِ الفتاةُ البائعَ عن أماكن حجز التذاكر.

استخرج من النص

استخرج من النص الآتي:

“يحتفي العالم في الرابع من آذار، باليوم العالمي لمكافحة السمنة الذي أقرته الأمم المتحدة بغرض تعريف الناس بالمخاطر المرتبطة بالسُمنة وتركيز الجهود والحلول العملية للوقاية منها في ظل انتشارها عالمياً مشكلةً تعاني منها الكثير من المجتمعات. وفي هذا اليوم، يقوم الاتحادُ العالمي للسمنة ومنظمة الصحة العالمية، بتكثيف النشر والتوعية بالسُمنة ومخاطرها، إضافة إلى مخاطبة المؤسسات الطبية والأهلية والرسمية بضرورة وضع الخطط التوعوية والوقائية لإنقاذ الشعوب من السمنة، وأيضاً الدعوة إلى الاستثمارِ في خدمات العلاج لدعم المصابينَ بالسمنة والتدخل المبكر للوقاية منها لتجنب الحاجة إلى علاج”.

1. علل عدم ظهور الحركة الإعرابية على الفعل (يحتفي)؟
2. أعرب ما تحته خط إعرابًا تامًّا.