تدريبات على أسلوب التعجب النظامي
التعجب هو استعظام أمر له صفة بارزة. يقسم النحاة أساليب التعجب إلى قسمين رئيسيين. الأول هو الأسلوب المحدد في كتب النحو بقواعده وأصوله وأمثلته، ويسمى أسلوب التعجب النظامي أو القياسي. سمي قياسياً لأنه يمكن بناء جمل مماثلة له بسهولة، وذلك باستخدام إحدى الصيغتين المشهورتين: “ما أفعله!” أو “أفعِلْ به!”. أما القسم الثاني، فهو أسلوب التعجب غير النظامي أو السماعي، ويشمل ألفاظًا متعددة لم تُجمع في قواعد نحوية محددة، كما ذكر ابن هشام الأنصاري.
فيما يلي، سنستعرض مجموعة من التدريبات المتنوعة والمفيدة لترسيخ فهم هذا الموضوع.
تمارين على إنشاء جملة بأسلوب تعجب نظامي
قم بإنشاء جمل مفيدة من إنشائك تتضمن أسلوب التعجب النظامي:
- عندما شاهدت الكعبة المشرفة، قلت: ما أعظمها!
- أكرم بمن يقدرون زوجاتهم!
- رأيت العصفور، فقلت: ما أجمله!
- جاءني شخص، فأقول: أبلغ بعيبه!
- قدمت لي أمي طعامًا، فقلت: ما ألذه!
- أزعجني تصرف طبيب: أقبح بجهله!
- يا صديقي، أكرِم بأحمد!
تمارين على استخلاص أسلوب تعجب نظامي
استخرج أسلوب التعجب النظامي من الجمل التالية:
- قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} [عبس: 17]. (أسلوب التعجب: ما أكفره!)
- قال الشاعر أبو دُلامة: ما أحسَنَ الدِّينَ والدُّنيا إذا اجتَمَعا *** وأقبَحَ الكُفرَ والإفلاسَ بالرَّجُلِ. (أسلوب التعجب: ما أحسن الدين).
- قال علي بن أبي طالب: فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم *** وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ. (أسلوب التعجب: ما أكثر الإخوان).
- قال ابن زمرك: لهِ مَا أَجْمَلَ رَوْضَ الشبابْ *** من قَبْلِ أن يُفْتَح زهر المشيبْ. (أسلوب التعجب: ما أجمل روض الشباب).
- قال الشاعر محمود سامي البارودي: مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلا أَنَّهُ فَانِي *** تَبْلَى النُّفُوسُ وَلا يَبْلَى الْجَدِيدَانِ. (أسلوب التعجب: ما أطيب العيش).
- بئس بقوم ساءت صفاتهم. (أسلوب التعجب: أتعس بقوم).
- ما أسعد بامرأة يزينها الأدب والعفة. (أسلوب التعجب: أسعد بامرأة).
تمارين على تحليل أسلوب تعجب نظامي
في أسلوب التعجب النظامي، إذا كانت الجملة على صيغة “ما أفعَلَ زيدًا”، فإن الاسم الذي يلي فعل التعجب يكون دائمًا منصوبًا على أنه مفعول به. أما إذا كانت على صيغة “أفعِلْ بزيد”، فإن الاسم الذي يلي فعل التعجب يكون مجرورًا لفظًا ومرفوعًا محلًا. الأمثلة التالية ستوضح ذلك.
حلل أسلوب التعجب في الجمل التالية تحليلاً كاملاً:
- ما أطيبَ الجوَّ: ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أطيب: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الجو: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال الشاعر: ما أحسنَ الزهرَ في البساتين: ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أحسن: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الزهر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال الشاعر: سلامٌ عليكمْ ما ألذَّ لقاءكم: ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ألذ: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. لقاءكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، وكم: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} [عبس: 17]. ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أكفره: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- قال تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [البقرة: 175]. ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أصبرهم: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- قال الشاعر: ما أبعدَ العيبَ والنقصانَ عن شرفي. ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أبعد: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. العيب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال الشاعر: ما أقربَ اليأسَ من رجائي. ما: اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أقرب: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. اليأس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- أعظِمْ بصلاحٍ: أعظم: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر على آخره، وحُرِّكَ بالسكون لمناسبة صيغة الأمر. بصلاح: الباء حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، صلاح: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل.
- أتعس بظالم: أتعس: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر على آخره، وحُرِّكَ بالسكون لمناسبة صيغة الأمر. بظالم: الباء حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، ظالم: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل.
- أسعد بمؤمن: أسعد: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر على آخره، وحُرِّكَ بالسكون لمناسبة صيغة الأمر. بمؤمن: الباء حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، مؤمن: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه فاعل.
تمارين على تعيين الشكل النظامي لأسلوب التعجب
حدد الشكل النظامي لأسلوب التعجب فيما يلي:
- ما أسوأَ الكذبَ: (ما أفعَلَ).
- أسرعْ بالخير: (أفعِلْ).
- ما أكرمَ المحسن: (ما أفعَلَ).
تدريبات على أسلوب التعجب غير النظامي
التعجب غير النظامي هو ما ليس له وزن أو قاعدة محددة، بل يعتمد على ألفاظ تستخدمها العرب في كلامها للتعبير عن التعجب. فيما يلي تدريبات متنوعة ومفيدة لترسيخ فهم هذا النوع من التعجب.
تمارين على صياغة جملة بأسلوب تعجب غير نظامي
أنشئ جملًا مفيدة من إنشائك تتضمن أسلوب التعجب غير النظامي:
- كيف تخذل صديقك في الشدة!
- سبحان الله العظيم!
- أتتجاهل نصيحة الطبيب!
- لله دَرُّ الأبطال!
تمارين على استخلاص أسلوب تعجب غير نظامي
استخرج أسلوب التعجب غير النظامي من الجمل التالية:
- قال صلى الله عليه وسلم: {سُبحانَ اللهِ إنّ المُؤْمِنَ لا ينجُسُ} [رواه النسائي]. (أسلوب التعجب هنا: سبحان الله).
- قال صحابي: {فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى بدَتْ نواجذُه ثم قال لله درُّ فلان لو كان حيًّا قرَّت عيناه} [رواه ابن كثير]. (أسلوب التعجب هنا: لله در فلان).
- قابلت شخصًا مميزًا فقلت له: يا له من شخص فريد! (أسلوب التعجب هنا: يا له من شخص فريد).
- كان خالد شجاعًا، فحسبك به صديقا! (أسلوب التعجب هنا: حسبك به صديقا).
تمارين على تحليل أسلوب تعجب غير نظامي
يُعرب أسلوب التعجب غير النظامي حسب موقعه في الجملة، ولا توجد قاعدة ثابتة لإعرابه.
حلل أسلوب التعجب في الجمل التالية تحليلاً كاملاً:
- قال تعالى: {قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهـذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هـذا لَشَيءٌ عَجيبٌ} [هود: 72]. (أألد: الهمزة: حرف استفهام مبني لا محل له من الإعراب. ألد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا. وأنا عجوز: الواو: واو الحال. أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. عجوز: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والجملة الاسمية في محل نصب حال).
- قال تعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: 93]. (سبحان: نائب عن المفعول المطلق منصوب بفعل محذوف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. ربي: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، وياء المتكلم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه).
- قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1]. (إنا: إن: حرف مصدري ونصب لا محل له من الإعراب. نا: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن. سمعنا: فعل ماض مبني على السكون، نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن. قرآنا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. عجبا: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره).
تمارين متنوعة على أساليب التعجب
ميز صيغ التعجب التالية بالحكم عليها إن كانت قياسية أو غير قياسية:
- ما أصفى قلب المؤمن!(قياسي).
- كيف تتركه وهو محتاج!(غير قياسي).
- أكرمْ بفارس بطلا!(قياسي).
- لله در الشجعان!(غير قياسي).
- سبحان القوي المتين!(غير قياسي).
- إذا رأيت الجبال تعجبت من ارتفاعها!(غير قياسي).
- أبعدْ بالصحراء مكانا!(قياسي).
حدد الفعل الذي صيغ منه التعجب فيما يأتي:
- جاءني شخص، أبلغْ بعقله!
- حينما رأيت القمر قلت: ما أجمله!
- قال الشاعر: ما أبعدَ العيبَ عن الكريم.
- أتعس بجبان فر من المعركة.
- قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}.
- أسعد بصادق يصدقك القول.
- قال تعالى: {قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيبُ السَّماوَاتِ وَالأَرضِ أَبصِربِهِ وَأَسمِع}.
تعجب مما يأتي بإحدى صيغ التعجب:
- جمال البحر: ما أجمل البحر!
- جود الكرام: أكرم بالكرام!
- شراء طعام مكشوف: كيف تشتري الطعام وهو مكشوف!
- اتساع البيت: سبحان الله ما أوسع البيت!
- نهر عميق: ما أعمق هذا النهر!
- النجاح في الامتحان: كيف تنجح في الامتحان وأنت لم تدرس!
- حسن معاملة الأب: ما أحسن معاملة الأب!
في الختام، نجد أن العرب استخدموا أسلوبين للتعجب: القياسي، الذي له قواعد وصيغ معروفة، وغير القياسي، الذي لا يلتزم بقاعدة محددة. وقد استعرضنا أمثلة وتدريبات على كل منهما.
