مقدمة
تليف الكبد هو حالة مرضية تتسم بتندب الأنسجة الكبدية، ويمكن أن يكون لها أسباب متعددة. لتحديد العلاج المناسب ومتابعة تطور المرض، من الضروري تقييم درجة التليف ومراحله. هناك عدة طرق ومقاييس تستخدم لتقدير مستوى الضرر في الكبد.
طرق تقدير مستوى تليف الكبد
يقوم الأطباء باستخدام العديد من الأنظمة والمقاييس لتحديد مرحلة تليف الكبد، وهي عملية مهمة لتحديد مسار العلاج وتوقعات سير المرض. تشمل هذه المقاييس نظام ميتافير، ونظام إسحاق، ونظام باتس-لودغ. هذه الأنظمة تأخذ في الاعتبار تأثير التليف على الوريد البابي، الذي يعتبر المسؤول عن نقل الدم من الأمعاء إلى الكبد. كما أن بعض هذه المقاييس تحدد مدى انتشار التليف وموقع الحواجز الليفية الموجودة في عينة الخزعة.
نظام تقييم ميتافير
يجمع نظام ميتافير بين تقييم درجة الالتهاب في الكبد ودرجة التليف الموجودة. يساعد هذا النظام في توقع احتمالية إصابة المرضى بسرطان الكبد المرتبط بالتهاب الكبد الفيروسي (ج). كما أنه يساعد في تحديد المرضى الذين قد يكونون أكثر عرضة لتكرار الإصابة بعد علاج سرطان الكبد المرتبط بالتهاب الكبد الفيروسي (ج). يمكن تصنيف درجة التليف والنشاط باستخدام مقياس ميتافير كما يلي:
درجة التليف: (Fibrosis Score)
تستخدم درجة التليف لتقدير شدة الالتهاب ومدى تلف الأنسجة في الكبد:
- F0: لا يوجد تليف.
- F1: تليف بابي دون تليف الحواجز.
- F2: تليف بابي مع تليف قليل في الحواجز.
- F3: تليف في العديد من الحواجز دون الوصول إلى مرحلة التشمع.
- F4: تشمع الكبد.
درجة النشاط: (Activity Score)
تستخدم هذه القيمة لتقدير مدى سرعة تطور درجة التليف:
- A0: لا يوجد نشاط.
- A1: نشاط بسيط.
- A2: نشاط متوسط.
- A3: نشاط شديد.
بشكل عام، تشير الدرجة F0 أو F1 إلى عدم وجود تليف كبير في الكبد، بينما تشير الدرجة F2 أو أعلى إلى وجود تليف كبير يستدعي بدء العلاج. المرحلة A3F3 هي المرحلة الأكثر تقدماً من التليف قبل الإصابة بتشمع الكبد.
نظام باتس-لودغ التقييمي
يعتبر مقياس باتس-لودغ نظاماً بسيطاً لتحديد مرحلة التليف، حيث تعتبر المرحلة النهائية هي تشمع الكبد أو التشمع المحتمل:
- الدرجة 0: لا يوجد تليف، مع وجود كمية طبيعية من النسيج الضام.
- الدرجة 1: وجود تليف بابي.
- الدرجة 2: وجود تليف الحاجز.
- الدرجة 3: وجود أجزاء من التليف مع تشوه في بنية الكبد.
- الدرجة 4: تشمع الكبد أو التشمع المحتمل.
نظام إسحاق لتقدير التليف
يعتبر نظام إسحاق لتقدير التليف أكثر تعقيداً. في السابق، كان مقسماً إلى درجات من 0 إلى 6، ولكن حديثاً أصبح مقسماً إلى درجات من 0 إلى 4 في نظام إسحاق المعدل:
- الدرجة 0: لا يوجد تليف.
- الدرجة 1: وجود تليف ليفي لبعض الأوردة البابية، وقد يرافقه تليف جزء من الحواجز.
- الدرجة 2: وجود تليف الحواجز.
- الدرجة 3: المرحلة الانتقالية لتشمّع الكبد.
- الدرجة 4: وجود تشمع كبد محتمل أو أكيد.
أهمية تحديد مراحل تليف الكبد
يرتبط اختبار التليف ارتباطاً وثيقاً بالرعاية السريرية للمرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة، مثل التهاب الكبد الوبائي (ب) والتهاب الكبد الوبائي (ج) ومرض الكبد الدهني غير الكحولي والعدوى المشتركة والتليف الصفراوي الأولي والتهاب الأقنية الصفراوية المتصلب وغيرها من الأمراض المزمنة. أهمية تصنيف مراحل تليف الكبد تتجلى في:
- المساعدة في عملية التنبؤ بدرجة تلف الكبد وفهمها بشكل أفضل بعد معرفة شدة التليف.
- التنبؤ والكشف المبكر عن الأمراض والوفيات المرتبطة بالكبد، حيث أن التطور السريع لتليف الكبد يعتبر مؤشراً قوياً لحدوث تشمع الكبد.
- تحديد مدى الحاجة إلى علاج التهاب الكبد الوبائي (ج) والتهاب الكبد الوبائي (ب).
- تحديد قرارات الرعاية السريرية، حيث يحتاج المرضى الذين يعانون من مراحل متقدمة من التليف أو التشمع إلى زيارات متابعة منتظمة وفحوصات متكررة، وتجنب بعض الأدوية ومراقبة إمكانية حدوث سرطان الكبد ودوالي المعدة.
حقائق حول تليف الكبد
تليف الكبد هو عملية تندب تحدث كرد فعل من الكبد تجاه أي إصابة يتعرض لها. يحاول الكبد إصلاح هذه الإصابة عن طريق تكوين الكولاجين الجديد، وهي نفس الطريقة التي يستخدمها الجلد والأعضاء الأخرى عند التعرض لجرح. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث تليف الكبد، مما يؤدي إلى خلل في تنظيم بنية الوحدات الوظيفية للكبد، وبالتالي تعطل تدفق الدم واختلال وظائف الكبد بأكملها.
يمكن للطبيب تشخيص الإصابة بتليف الكبد بعدة طرق، أولها إجراء اختبارات الدم لتحديد مستوى التليف. قد يتم البدء بهذا الإجراء لأنه أقل تدخلاً من أخذ خزعة من الكبد، والتي تعتبر طريقة جراحية قد تسبب مضاعفات. الخزعة هي أخذ جزء صغير من الأنسجة باستخدام إبرة كبيرة لفحصها عبر المجهر من قبل طبيب علم الأمراض لتحديد السبب الرئيسي لتليف الكبد. يتم اللجوء إلى الخزعة إذا أشارت اختبارات الدم إلى أن التليف متوسط أو شديد. على الرغم من أن الخزعة هي الطريقة الأكثر موثوقية للكشف عن التليف وتحديد مرحلته، يعتمد الأطباء بشكل متزايد على اختبارات التصوير المتخصصة كبدائل غير جراحية.