جدول المحتويات
مكانة المؤسسات التعليمية وأثرها
تُعد الجامعات حجر الزاوية في أي مجتمع، حيث تمثل المنارة التي تُنير دروب المعرفة وتُساهم في بناء الحضارات. فمن خلالها، يتمكن الأفراد من إكمال مسيرتهم التعليمية العليا والحصول على الشهادات التي تفتح لهم آفاقًا واسعة في سوق العمل. هذه الشهادات ليست مجرد وثائق، بل هي أدوات قوية تُساهم في تقدم المجتمع وازدهاره، من خلال تأهيل الكوادر القادرة على الابتكار والإبداع في مختلف المجالات. لذا، فإن السعي للحصول على التعليم الجامعي يجب أن يكون هدفًا أساسيًا لكل فرد يسعى إلى تحقيق ذاته وخدمة وطنه. يعتمد تقييم الجامعات على عدة عوامل مثل جودة الكوادر الأكاديمية، قوة البحث العلمي، والأنشطة اللامنهجية التي تُساهم في تكوين شخصية الطالب.
نظرة على تصنيف ويبومتركس للجامعات
قام موقع Webometrics، التابع لمجمع وحدة الأبحاث الدولية Cybermetrics Lab CSIC، بإصدار تصنيفه الدوري للجامعات على مستوى العالم. هذا التصنيف يُعتبر مرجعًا هامًا للطلاب والباحثين وأصحاب القرار في مجال التعليم العالي، حيث يوفر صورة واضحة عن مستوى أداء الجامعات المختلفة وقدرتها على المنافسة عالميًا.
أهم التغييرات في تصنيف النصف الأول من عام 2012:
- جامعة اليرموك: حققت جامعة اليرموك تقدمًا ملحوظًا، حيث صعدت 7 مراكز على مستوى الوطن العربي لتصبح في المركز الرابع والعشرين، وتقدمت حوالي 180 مرتبة على مستوى العالم لتصبح في المركز 3520 عالميًا، متفوقة بذلك على جامعات العلوم والتكنولوجيا لتصبح الأولى على مستوى الأردن.
- جامعة العلوم والتكنولوجيا: حافظت جامعة العلوم والتكنولوجيا على مستواها العربي، حيث بقيت في المركز السابع والعشرين، وبقيت في نفس المستوى عالميًا لتحافظ على المركز 3732 عالميًا والثانية على مستوى الأردن.
- الجامعة الأردنية: تراجعت الجامعة الأردنية إلى المركز 43 عربيًا (بعد أن كانت 37 قبل عام) وتراجعت حوالي 120 مرتبة على مستوى العالم لتصبح في المركز 4874 عالميًا والمركز الثالث على مستوى الأردن.
- الجامعة الهاشمية: تقدمت الجامعة الهاشمية 14 مرتبة على المستوى العربي لتصبح في المركز الـ 48 بعد أن كانت في بداية العام في المركز 62، وكذلك تقدمت على مستوى العالم حوالي 800 مرتبة لتصبح في المركز 5413 عالميًا والرابعة على الأردن.
- جامعة فيلادلفيا: شهدت جامعة فيلادلفيا تقدمًا ملحوظًا، حيث احتلت المركز 52 عربيًا و 5794 عالميًا، والخامسة على مستوى الأردن.
تحليل لتطور ترتيب الجامعات الأردنية
من خلال استعراض نتائج التصنيف، نلاحظ تباينًا في أداء الجامعات الأردنية، حيث شهدت بعض الجامعات تقدمًا ملحوظًا، بينما تراجعت أخرى. هذا التباين يعكس التحديات التي تواجهها الجامعات الأردنية في ظل المنافسة الشديدة على المستوى الإقليمي والعالمي. من بين هذه التحديات: محدودية الموارد المالية، ضعف البنية التحتية، وصعوبة استقطاب الكفاءات الأكاديمية المتميزة.
موقع الجامعات العربية في التقييمات العالمية
في سياق أوسع، كشفت التصنيفات العالمية للجامعات عن غياب الجامعات العربية عن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، بما في ذلك الجامعات المصرية. في المقابل، احتلت إحدى الجامعات الإسرائيلية موقعًا ضمن لائحة “التايمز للتعليم الأعلى-QS تصنيف الجامعات العالمية” التي نشرتها صحيفة “التايمز” البريطانية.
وذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” أن لائحة أفضل 100 جامعة لهذا العام خلت من أي جامعات في المنطقة، باستثناء إسرائيل، حيث جاءت “الجامعة العبرية بالقدس” في المرتبة الـ93.
كما شهدت اللائحة تراجع تصنيف الجامعات البريطانية أمام الجامعات الأمريكية، إلا أن 29 من مؤسساتها التعليمية العالية حافظت على مكانتها ضمن أفضل 200 جامعة. إذ انخفض عدد الجامعات البريطانية، ضمن أفضل 100 جامعة حسب اللائحة من 19 العام الماضي إلى 17 هذا العام، بينما استحوذت الجامعات الأمريكية على ثلث القائمة. وحصلت بريطانيا على 29 مكانة في اللائحة.
خلاصة القول حول دور الجامعة في المجتمع
الجامعة ليست مجرد صرح علمي، بل هي بوتقة تنصهر فيها مختلف الثقافات والجنسيات والأديان والأعراق. تجمع الجامعة أفرادًا من خلفيات متنوعة، مما يتيح لهم فرصة التعارف والتبادل الثقافي واكتساب مهارات جديدة. فكل فرد في الجامعة يمتلك خلفية ثقافية ولغوية فريدة، ومع هذا التنوع يمكن للجميع أن يتعلموا أمورًا جديدة قد يحتاجونها في حياتهم. الجامعة هي عصب الحياة، لأن العلم يقود إلى التعلم وبالتالي تطور المجتمعات. تمتلك كل دولة العديد من الجامعات، منها الخاصة ومنها الحكومية، ويختلف عدد الجامعات في كل دولة حسب الإمكانيات وعدد السكان وقدرة الدولة على استيعاب الطلاب من دول أخرى. هذه المقالة تناولت بالتحليل تصنيف الجامعات، مع التركيز على الجامعات العربية.
