تقوية الانتباه: استراتيجيات وتمارين عملية

مقدمة

الانتباه هو حالة ذهنية تتميز بأقصى درجات اليقظة الذهنية، وهي المقدرة على تجاهل كل المؤثرات التي قد تعيق التفكير السليم، وبالتالي توجيه كامل الطاقة الذهنية نحو الأمور الهامة فقط. يعتبر الانتباه عكس التشتت الذهني، ويمكن اعتباره عملية تتسم بالتحدي بسبب وجود عوامل عديدة محيطة بالإنسان، سواء كانت بيئية أو اجتماعية، تؤدي إلى تشتيت الانتباه.

الانتباه هو ببساطة توجيه العقل إلى فكرة واحدة مع التركيز عليها من جميع الزوايا، وتحليلها بشكل شامل حتى يتم الوصول إلى حل. يتطلب ذلك تعريض العقل لمثير معين لفترة محددة، وتجاهل أي مؤثرات أخرى، مما يساعد الشخص على الانعزال عن الضوضاء المحيطة أو أي معلومات أخرى يمكن استقبالها عن طريق الحواس الخمس.

أساليب لتعزيز قوة الانتباه

هناك مجموعة متنوعة من الأساليب التي يمكن اتباعها لتعزيز قوة الانتباه والتركيز، ومن بينها:

• حساب الكلمات: قم بحساب عدد الكلمات في فقرة من أي كتاب، وكرر العملية للتأكد من صحة النتيجة. بعد إتقان ذلك، انتقل إلى حساب كلمات فقرتين، ثم صفحة كاملة، مع الحرص على استخدام العينين فقط دون الاعتماد على الأصابع.
• العد التنازلي: حاول العد من 100 إلى 1 بشكل عكسي في ذهنك فقط، دون التلفظ بالأرقام بصوت عالٍ.
• العد مع التخطي: قم بالعد من 1 إلى 100 مع تخطي ثلاثة أرقام في كل مرة (مثل 100، 97، 94)، ويكون العد ذهنياً دون النطق بالأرقام.
• تكرار العبارات: كرر عبارة بسيطة في ذهنك لمدة خمس دقائق، وعندما تشعر أن عقلك بدأ في التركيز على العبارة بشكل كامل، انتقل إلى تكرارها لمدة 10 دقائق دون انقطاع.
• تأمل الفاكهة: ضع ثمرة فاكهة في يدك، مثل تفاحة أو برتقالة، وابدأ في تفحصها بعناية من حيث الشكل، الملمس، والمذاق، مع التركيز الكامل دون الانتقال إلى أفكار أخرى مثل كيفية نمو الفاكهة أو من أين تم شراؤها.
• التخيل بعد التأمل: أمسك بالفاكهة لمدة دقيقتين وتأملها، ثم أغلق عينيك وابدأ في تخيل شكل الفاكهة، لونها، رائحتها، ومذاقها. تخيل أنك تمسك بها في يدك أو أنها موجودة على طاولة، حتى تتكون صورة واضحة عنها في مخيلتك.
• تأمل الأدوات: تأمل شيئاً ما كملعقة أو شوكة، وتأملها من جميع الزوايا دون التلفظ بأي كلمات أو التفكير بها في ذهنك.
• الرسم والتأمل: ارسم مثلثاً أو دائرة أو مربع على ورقة، ببعد حوالي 8 سم، ثم قم بتلوين الرسم باللون الذي تريده. ضع الورقة أمام عينيك وتأمل الرسم من جميع الجوانب دون التفكير بأي كلام حوله في ذهنك، مع مراعاة عدم إجهاد العينين.
• تخيل الرسم: كرر التمرين السابق ولكن مع إغلاق العينين وتخيل شكل الرسم. إذا لاحظت تشويشاً في شكل الرسم في مخيلتك، يمكنك فتح عينيك والنظر إليه مرة أخرى للحظة، ثم إغلاق العينين والاستمرار في تخيل الرسم.
• التأمل مع الإبقاء على العينين مفتوحتين: كرر التمرين السابق مع إبقاء العينين مفتوحتين، أي تخيل شكل الرسم ولونه، وتأمل جميع جوانبه كما لو كان ماثلاً أمامك وعينيك مفتوحتين، دون أن يكون الرسم موجوداً فعلياً.
• الاسترخاء التام: بعد إتقان التمارين السابقة، حاول البقاء لمدة 5 دقائق دون أفكار، فقط استرخِ ولا تفكر في أي شيء.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تمارين أخرى يمكن القيام بها لتعزيز الانتباه:

• تحليل الأخبار: خصص وقتاً محدداً كل يوم للتركيز على خبر من صحيفة ما، ثم فكر فيه بعمق لمدة 10-15 دقيقة، مع الأخذ في الاعتبار رأي الكاتب، الأشخاص، والمعلومات الواردة في الخبر، وتذكر المعلومات السابقة عنه، ومحاولة الوصول إلى رأي حاسم بشأنه.
• ترتيب الأولويات: حدد القضايا والشؤون التي تحتاج إلى تفكير، ثم رتبها حسب الأولوية. تناول القضية الأهم وركز فيها من مختلف الجوانب لبضع دقائق، وأجب عن جميع التساؤلات التي تدور حولها. حدد الأمور والحلول التي تم التوصل إليها واكتبها على الورق، واستعرضها عند الانتهاء وكرر ذلك، ثم أضف الأفكار الجديدة إلى القديمة حتى يتم الانتهاء من القضية، ثم انتقل إلى القضية التي تليها من حيث الأهمية.
• ألعاب التركيز: ممارسة بعض الألعاب المسلية التي تعتمد على التركيز مع الزملاء، مثل لعبة الكلمات التي تعتمد على اختيار حرف وكتابة كلمات تبدأ به في فئات مختلفة.

محفزات تحسين مستوى الانتباه

هناك عدة عوامل تساهم في زيادة الانتباه، ومن أهمها:

• التركيز على فكرة واحدة فقط بشكل كامل.
• التأني وتجنب السرعة في الانتقال من فكرة إلى أخرى.
• تجنب الانتقال السريع من إحساس إلى آخر.
• إنجاز مهمة واحدة في كل مرة.
• الحصول على المعلومات في فترة زمنية قصيرة.
• أن يكون الشخص الذي يقدم المعلومات يتمتع بصفات إيجابية.
• التخلص من كل ما يسبب التشويش وتشتيت التفكير.
• تنظيم المعلومات التي يتم إرسالها أو استقبالها ومراعاة نوعيتها.
• مراعاة ظروف البيئة المحيطة من حيث الإضاءة، درجة الحرارة، والهدوء.
• الحصول على قسط من الراحة عند الشعور بالحاجة لذلك.
• وجود حوافز تشجع على التعلم والفهم والحفظ.
• المشاركة في الحوارات والمناقشات التي تتضمن اتجاهين أو أكثر.

الأسباب المؤدية إلى تشتيت الانتباه

كما أن هناك عوامل تساعد على زيادة الانتباه، توجد أيضاً عوامل تؤدي إلى تشتيته، ومن أبرزها:

• عوامل العصر الحديث:
  • زيادة المعلومات وتنوع مصادرها وسهولة الوصول إليها.
  • ارتفاع سقف التوقعات من قبل الآخرين.
  • تعدد المسؤوليات الواقعة على عاتق الأفراد.
  • تعدد الأدوار والصراع فيما بينها.
• عوامل عامة من البيئة المحيطة:
  • ارتفاع الأصوات الصادرة من الراديو أو التلفزيون.
  • ارتفاع الأصوات الصادرة من وسائل النقل في الشوارع.
  • إنجاز العديد من المهام في يوم واحد.
  • ازدحام أماكن العمل بالناس.

المراجع

• أ.د. مدحت محمد أبو النصر (2009)،قوة التركيز وتحسين الذاكرة، القاهرة- مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 157-160. بتصرّف.
• “الطريق إلى التركيز.. إدارة العقل “،www.ar.islamway.net، 2014-3-11، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-21. بتصرّف.
• Remez Sasson,”Concentration Exercises for Training the Mind”،www.successconsciousness.com, Retrieved 2018-2-21. Edited.