فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
تقلبات الإيمان: الزيادة والنقصان | #section1 |
معززات الإيمان: دروب نحو تقويته | #section2 |
مُضعفات الإيمان: عوامل تهدد الروحانية | #section3 |
العمل الصالح: ركنٌ أساسي في بناء الإيمان | #section4 |
المراجع | #references |
تقلبات الإيمان: الزيادة والنقصان
اتفق جمهور العلماء على أن الإيمان يزداد بالطاعة وينقص بالمعاصي. وهذا ما تؤكده آيات قرآنية كريمة، كقول الله تعالى: ﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ [١]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا﴾ [٢]. ويُلاحظ اختلاف درجات الإيمان بين الناس، فإيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مثلاً، كان أرسخ وأقوى من إيمان الكثيرين. كما أنَّ الشكّ يُضعف الإيمان، بينما البعد عنه يُقوّيه [٣]. فإيمان الصديقين أشدّ رسوخاً؛ لأن الشك لا يتسلل إلى قلوبهم، تبقى ثابتة منشرحة مهما تغيرت الظروف [٤].
معززات الإيمان: دروب نحو تقويته
هناك العديد من الوسائل التي تُعزز الإيمان، منها: [٥]
- العلم النافع: فهم كتاب الله وسنة رسوله، ومعرفة الأحكام الشرعية، كل ذلك يقرب العبد من ربه.
- قراءة القرآن وتدبره: فيه هداية ونور يُضيء طريق الإيمان، كما قال تعالى: ﴿وَهـذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعوهُ وَاتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ [٦].
- معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته: فهم أسماء الله وصفاته من أشرف العلوم، يدعو إلى محبته وخشيته، وإخلاص العمل له. فهي جوهر العبودية التي خلق الإنسان من أجلها.
- قراءة سيرة السلف الصالح: دراسة حياة الصحابة وتابعيهم تُلهمنا وتُحفزنا على الاقتداء بهم في الأخلاق والعمل الصالح.
مُضعفات الإيمان: عوامل تهدد الروحانية
يجب على المسلم الحذر من هذه العوامل التي تُضعف الإيمان: [٧]
- الجهل بأحكام الدين: والانشغال بالدنيا وزخرفها.
- النسيان والغفلة والمعاصي: التقصير في العبادات وارتكاب الذنوب.
- إهمال أسباب زيادة الإيمان: عدم الاهتمام بما يقوي الروحانية.
- صحبة السوء: ومجالس اللهو واتباع الشيطان.
العمل الصالح: ركنٌ أساسي في بناء الإيمان
الإيمان هو تصديق القلب وإذعانه لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى. ويُعد العمل الصالح من كمال الإيمان، فمن آمن وعمل فقد بلغ الكمال، ومن آمن وترك العمل لم يبلغ الكمال، شريطة ألا يكون ترك العمل عن عناد أو شك أو استحلال [٩]. فالعاصي أو الفاسق ليس كامل الإيمان، لكنه قد يدخل في قول الله تعالى في الحديث القدسي: ﴿أخرجوا من كانَ في قلبِه وزنُ دينارٍ منَ الإيمانِ، ثمَّ من كانَ في قلبِه وزنُ نصفِ دينارٍ، ثمَّ من كانَ في قلبِه مثقالُ حبَّةٍ من خردلٍ﴾ [١٠]. فالمؤمن التارك للعمل يبقى مؤمناً عند أهل السنة؛ لبقاء أصل الإيمان عنده وهو التصديق بالقلب [١١، ١٢].
المراجع
- سورة المدثر، آية: 31.
- سورة الأحزاب، آية: 22.
- محيي الدين النووي (1996)، فتاوى الإمام النووي المسماة: “بالمسائل المنثورة”(الطبعة السادسة)، بيروت – لبنان: دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 268. بتصرّف.
- محيي الدين يحيى بن شرف النووي (1392)،المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج(الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 148-149، جزء 1. بتصرّف.
- عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (2006)،أسباب زيادة الإيمان ونقصانه(الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 6، 13، 19، 21-22، 33-34. بتصرّف.
- سورة الأنعام، آية: 155.
- عبد الله بن عبد الحميد الأثري (2003)،الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة(الطبعة الأولى)، الرياض: مدار الوطن للنشر، صفحة 47-48، جزء 1. بتصرّف.
- شمس الدين محمد بن أحمد الرملي (1994)،غاية البيان شرح زبد ابن رسلان(الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 8. بتصرّف.
- علي جمعة محمد (2002)،حاشية الإمام البيجوري على جوهرة التوحيد(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 94. بتصرّف.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 51، صحيح.
- أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي (2008)،الإعلام بقواطع الإسلام من قول أو فعل أو نية أو تعليق مكفر(الطبعة الأولى)، سوريا: دار التقوى، صفحة 108-109. بتصرّف.
- محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر التهانوي (1996)،موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم(الطبعة الأولى)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، صفحة 300، جزء 1. بتصرّف.