تقدير الامتناع عن السنن الـمؤكدة

استكشاف حكم الامتناع عن أداء السنن المؤكدة في الإسلام. تعريف السنن المؤكدة وأنواع الصلوات المسنونة المؤكدة.

مقدمة

في الشريعة الإسلامية، تنقسم الصلاة إلى قسمين رئيسيين: الفرائض والنوافل. الفرائض هي الصلوات الخمس المفروضة على كل مسلم مكلف، والتي يحاسب المرء على أدائها أو تركها. أما النوافل، فهي الصلوات التي يؤديها المسلم تطوعًا تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى. تشمل النوافل أنواعًا مختلفة، منها السنن الرواتب، والسنن المؤكدة وغير المؤكدة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل حكم الامتناع عن أداء السنن المؤكدة.

توضيح مفهوم السنن المؤكدة

السنة في الاصطلاح الشرعي هي كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير. وتنقسم السنة إلى أنواع عدة، منها السنن المؤكدة، وهي الأعمال التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وحرص على فعلها، ولم يتركها إلا نادرًا. وتعتبر هذه السنن ذات أهمية كبيرة في الدين، حيث إنها تعزز الصلة بالله تعالى وتزيد من أجر المسلم وثوابه.

مكانة ترك السنن المؤكدة

من حيث الثواب والعقاب، فإن ترك السنن المؤكدة لا يترتب عليه إثم، سواء كان الترك عمدًا أو سهوًا. أي أن المسلم لا يعاقب على تركها في الآخرة كما يعاقب على ترك الفرائض. ومع ذلك، فإن فعلها يثاب عليه المسلم اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ناحية الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، لا ينبغي للمسلم أن يترك فعلًا أو قولًا حرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فالمداومة على ترك السنن والاستخفاف بها قد يؤدي بالمسلم إلى ترك الفرائض، لأن من لم يعظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد يصل به الأمر إلى التقليل من تعظيم باقي العبادات وبالتالي تركها. ويعتبر استمرار ترك السنن عند بعض العلماء من خوارم المروءة، أي أنه يذم في الشرع وفي مجتمعه ويقلل من قدره. وأداء السنن يجبر ما نقص من كمال الفريضة، مثل عدم الخشوع الكامل في الصلاة، كما أنها تحمي المسلم من ترك الواجبات أو التقصير في أدائها، لأن من يحافظ على فعل السنة، يبعد عليه ترك الفرائض.

وقد قال بعض العلماء في هذا الشأن:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك”.

نماذج للصلوات المسنونة الثابتة

هناك العديد من الصلوات التي صنفها العلماء ضمن السنن المؤكدة، ومنها:

  • سنة الفجر القبلية: وهي ركعتان، وقد ذكر العلماء أنها من أكثر السنن تأكيدًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • سنة الظهر القبلية: وهي أربع ركعات، تؤدى مثنى مثنى بتسليمة واحدة لكل ركعتين.
  • سنة الظهر البعدية: وهي ركعتان، يبدأ وقت أدائها بعد الانتهاء من صلاة الفرض، ويستحب أن يتبعها ركعتان إضافيتان.
  • سنة المغرب البعدية: وهي ركعتان.
  • سنة العشاء البعدية: وهي ركعتان.
  • صلاة التراويح: وهي من السنن التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم في جميع ليالي رمضان بعد صلاة العشاء، واقتدى به الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاته. يفضل أداؤها جماعة، وتعتبر من قيام الليل، وأقلها ثماني ركعات.
  • صلاة الخسوف: وهي الصلاة التي تصلى عند خسوف القمر ليلًا، أو كسوف الشمس نهارًا. وهي ركعتان، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بكيفية خاصة، أي أن لها طريقة أداء محددة.
  • صلاة الاستسقاء: وهي الصلاة التي تصلى عند انقطاع المطر وانتشار الجفاف. وهي ركعتان، تشبه صلاة العيدين.
  • صلاة الضحى: اختلف العلماء في تصنيفها بين السنن المؤكدة وغير المؤكدة.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

بيان حكم الامتناع عن الأضحية مع الاستطاعة

المقال التالي

فتوى حول تأخير المرأة في قضاء صيام رمضان

مقالات مشابهة