فهرس المحتويات
سبب نزول الآية 102 من سورة البقرة |
ماهية السحر وتفسيره |
أنواع السحر وأشكاله |
حكم اللجوء إلى السحرة |
طرق العلاج من السحر |
المراجع |
تفسير الآية الكريمة 102 من سورة البقرة
تقول الآية الكريمة: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). [١]
تعددت الأقوال في سبب نزول هذه الآية. فمنها ما ذكره الواحدي، حيث أشار إلى انتشار السحر في عهد سليمان عليه السلام، وتوارث الناس تعليمه عبر الأجيال، زاعمين أنه من كتب سليمان، فنزلت الآية لتبرئة سليمان من هذه الأفعال. [٢] كما ذكر الجوزيّ رأيين آخرين: الأول لأبي العالية، الذي ذكر أن اليهود كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن السحر ويجادلونه فيه، فنزلت الآية. والثاني لابن إسحاق، والذي أوضح أن اليهود شككوا بنبوة سليمان عليه السلام، فنزلت الآية لتوضيح الحقيقة. [٣]
ما هو السحر؟
يُعرّف السحر لغةً بأنه صرف الشيء عن حقيقته. [٤] أما اصطلاحاً، فيُعرّف بأنه العقد والرقى التي تؤثر في القلوب والأبدان، مسببة المرض أو التفريق بين الزوجين، أو إحداث البغضاء بينهما. وهو عمل يقوم به الساحر بمساعدة الشيطان، مقابل ارتكاب المحرمات والشركيات. [٥، ٦]
أنواع السحر وصوره
يُقسّم السحر إلى نوعين رئيسيين: السحر الحقيقي الذي يُصيب الإنسان بالفعل، مسبباً الأمراض أو التفريق بين الأزواج، كما جاء في الآية الكريمة: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ). [٨] وسحر التخييل، وهو قائم على الخداع والتمويه، كما في قوله تعالى: (قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى). [٩]
حكم التعامل مع السحر والسحرة
من الواضح أن اللجوء إلى السحرة حرام شرعاً، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافًا أو كاهنًا، يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمدٍ). [١٠] والذهاب إليهم والتصديق بهم يُعدّ كفراً، لزعمهم معرفة الغيب. [١١] أما سؤالهم دون تصديق، فيُوجب عدم قبول الصلاة أربعين يوماً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى عَرّافًا فسأله عن شيء، لم تُقبل له صلاة أربعين ليلةً). [١٢] والواجب هو إظهار بطلان أعمالهم وخداعهم. [١١]
طرق علاج السحر
يوجد طرق متعددة لعلاج السحر، منها: البحث عن السحر وإبطاله، كما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث دلّه الله على مكان السحر فاستخرجه وأبطله. وكذلك الرقية الشرعية، بأذكار وآيات محددة، كالمعوذتين، وآية الكرسي، وقوله تعالى: (ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ* وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ). [١٤] وغيرها من الآيات. [١٣]