تفسير أحلام الصغار: نظرة نفسية

فهرس المحتويات

أوقات النوم وظهور الأحلام
بناء الأحلام وإمكانية التلاعب بها
فرويد: رؤى الصغار وتفسيرها
هوبف: فهم عالم أحلام الأطفال
أمثلة على أحلام شائعة عند الأطفال

متى تأتي الأحلام؟

تظهر الأحلام في جميع مراحل النوم، سواء خلال الليل أو القيلولة، إلا أنها تكون أكثر وضوحًا خلال مرحلة حركة العين السريعة (REM)، والتي تشكل حوالي 25% من وقت النوم، وتتكرر كل 90 دقيقة. يزداد معدل هذه المرحلة عند حديثي الولادة ليصل إلى 50%، وقد تصل مدة نومهم إلى 18 ساعة يوميًا. [٣] وقد اقترح باحثون، مثل هوارد روفوارغ عام 1966، أن هذه المرحلة تلعب دورًا مهمًا في تحفيز نمو الدماغ والجهاز العصبي، خاصةً في ظل محدودية المنبهات الخارجية. وقد طرح الطبيب النفسي ج. آلان هوبسون فكرة مشابهة حول دور هذه المرحلة في تطور الوعي عند الأجنة، إلا أن هذه النظرية يصعب إثباتها تجريبيًا. [٣]

هل يمكن التحكم في الأحلام؟

تشير أبحاث حديثة إلى إمكانية التحكم الجزئي في الأحلام، أو على الأقل التخفيف من آثارها السلبية. ففي أطروحة دكتوراه عام 2003، أثبتت ميلاني سانت أونج من جامعة أوتاوا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 12 عامًا والذين يعانون من الكوابيس، يمكنهم تعلم التحكم بأحلامهم من خلال تقنية تدريب الصور (IRT). [٤] وتعتمد هذه التقنية على تدوين الكوابيس، ثم إعادة صياغتها بطريقة إيجابية، أي رسم صورة للكابوس وتعديلها لتصبح صورة جميلة. وتكمن الفكرة الرئيسية في التحكم في الأحلام الواضحة، وهي الأحلام التي يدرك فيها النائم أنه يحلم، وهي شائعة عند الأطفال. [٤] ووفقًا لهذه الدراسة، يمكن تغيير مسار الأحلام الواضحة لتقليل الكوابيس، وذلك بفضل قدرة الأطفال على تعلم المهارات المعقدة بسرعة، مثل تعلم اللغات. وهذا النهج يعزز من تجربة الأحلام، ويساعد على التكيف النفسي في مرحلة النمو المبكر. [٤]

رؤية فرويد لأحلام الصغار

يؤكد فرويد أن أحلام الأطفال غالبًا ما تكون مترابطة وواضحة، مرتبطة بشكل مباشر بحياتهم اليومية. فهي تعبر عن رغبات غير مكبوتة، أو ما أسماه “النمط الطفلي”، والذي يقل مع تقدم الطفل في العمر. [٥] ويعتقد فرويد أن الأحلام جزء من الميراث الفطري الذي يحمله الطفل معه منذ ولادته، وهي نتيجة لتجارب أسلافه قبل أن يكتسب أي تجارب شخصية خاصة به. [٦]

هوبف وفهم عالم أحلام الأطفال

يُعد هانز هوبف من أبرز علماء نفس الطفل. يرى هوبف أن أحلام الأطفال غنية بالألوان والخيال، مما يساعد الأهل والأطباء النفسيين على فهم الحالة النفسية للطفل، ومعرفة مصادر خوفه وسعادته. ومن بين هذه الدلالات: [٧]

تفسير بعض الأحلام الشائعة

الحلم بالطيران: يدل على السعادة والراحة في المنزل، وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين يقيمون عند أجدادهم. يفسر هوبف هذا الحلم على أنه حاجة الطفل إلى المزيد من الحرية في منزل والديه. وتكون نسبة أحلام الطيران أعلى عند الذكور مقارنةً بالإناث. أما البنات، فغالبًا ما تكون أحلامهن ذات طابع خجول، مثل الحلم بالوقوف عاريات أمام السبورة المدرسية. [٧]

الحلم بالسقوط: يُشير إلى مواجهة الطفل لمشاكل في المنزل أو في الروضة أو المدرسة. وتحدث هذه الأحلام في أعمق مراحل النوم، لأنها تعكس المشاعر المكبوتة، وتكشف عن صعوبات تواجه الطفل تتطلب اتخاذ قرارات، مهما كان عمره. وعندما يعجز الطفل عن حل الموقف، يتحول الحلم إلى كابوس يعكس هذا العجز. [٧]

الحلم بساحرة تطارده: يعتقد هوبف أن هذا الحلم، حيث يطارده الطفل ساحرة ولا ينقذه إلا الاستيقاظ، يدل على تعرض الطفل لرقابة زائدة وقائمة طويلة من الممنوعات، مما يسبب له الشعور بالعجز. وينصح هوبف بتخفيف ضغط الأهل على الطفل. [٧]

الحلم بالحيوانات: يحلم الذكور غالبًا بالديناصورات، بينما تحلم الإناث بالحيوانات الأليفة. تظهر الحيوانات في حوالي 75% من أحلام الأطفال دون سن السادسة، وتقل نسبتها مع التقدم في العمر. يرى هوبف أن الحيوانات هي أفضل وسيلة تعبر عن مشاعر الأطفال. فمثلاً: التمساح يعبر عن الحسد والعدوانية، الأرنب عن الهروب، القطة عن الحاجة للدلال، الثعبان عن الشعور بالتهديد، والكلب عن الصداقة أو الخوف إذا عض الطفل. [٧]

المراجع:

[1] Patrick McNamara (30/10/2016),”Children’s Dreams and Nightmares”,psychology today, Retrieved 26/1/2022. Edited. [2] Joseph De Koninck (18/12/2018),”Childrens’ Dreams and the Maturing Brain”,international association for the study of dreams, Retrieved 26/1/2022. Edited. [3] Patrick McNamara (30/10/2016),”Children’s Dreams and Nightmares”,psychology today, Retrieved 26/1/2022. Edited. [4] Joseph De Koninck (18/12/2018),”Childrens’ Dreams and the Maturing Brain”,international association for study of dreams, Retrieved 26/1/2022. Edited. [5] سيغموند فرويد، الحلم وتأويله، صفحة 19-21. بتصرّف. [6] كامل حسن كتل، المحتوى الظاهر لأحلام المراهقين والشباب في المرحلة الثانوية والجامعية، صفحة 345. بتصرّف. [7] مهدي حسن (20/6/2018)،”كيف تتعاملين مع أحلام وكوابيس طفلك المزعجة؟!”،مركز الطفل، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
Exit mobile version