تفسير آية (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين)

بحث شامل في سبب نزول آية (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين) ومعناها ودروسها المستفادة.

فهم آية (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين)

تتناول هذه المقالة آية كريمة من القرآن الكريم تحمل في طياتها معانٍ عظيمة ودلالات بالغة الأهمية، وهي قوله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69]. سنتناول في هذا البحث أقوال المفسرين حول سبب نزول هذه الآية، بالإضافة إلى شرح معناها العام، والخُلاصات المُستفادة منها.

أقوال المفسرين في سبب نزول الآية

اختلفت الآراء بين المفسرين حول سبب نزول هذه الآية الكريمة. فمنهم من رأى أنها نزلت في سياق عام يتعلق بأصحاب النبي ﷺ، كما روى قتادة -رحمه الله- أن رجالاً قالوا للنبي ﷺ: “يا نبي الله، نراك في الدنيا، فأما في الآخرة فإنك تُرفع عنا بفضلِك فلا نراك”. فأَنزَلَ الله تعالى هذه الآية لتطمينهم.

وذُكرت روايات أخرى تحدد سبب النزول في صحابيٍّ مُحدد، حيث جاء في روايةٍ أخرى أن رجلاً أتى النبي ﷺ وقال له: “يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي، ومن أهلي، ومالي، ومن ولدي”، و أنه كان يخاف فراق النبي ﷺ في الآخرة. وقد صحّح الشيخ الألباني هذه الرواية في “السلسلة الصحيحة”. وتشير روايات أخرى إلى أن هذا الصحابي هو ثوبان مولى رسول الله ﷺ.

وقد وردت قصة ثوبان عند الواحدي في “أسباب النزول”، حيث يروي حالَ حزنِه الشديد عند التفكير في الآخرة، وخوفه من الفراق عن النبي ﷺ. فأخبر النبي ﷺ بحاله، فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.

معاني الآية الكريمة

تُبشّر هذه الآية الكريمة من يطيع الله ورسوله بأن مصيرهم في الآخرة سيكون مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. ويُبيّن الله تعالى أن هذه الصحبة هي خير صحبة، وأنها من أعظم النعم الإلهية. الآية تُؤكد على أهمية الطاعة لله ورسوله، وتربط بينهما ربطاً وثيقاً، فلا تَكمُلُ طاعةٌ إلا بطاعةٍ كاملة لله ورسوله.

الدروس المستفادة من الآية

تَحمل هذه الآية الكريمة العديد من الدروس والعبر القيمة، منها: أهمية طاعة الله ورسوله، وتأكيد على أن هذه الطاعة هي ركنٌ أساسيٌّ في حياة المسلم. كما تُبيّن الآية درجات الفضل بين الناس، وأن أفضل الناس هم الأنبياء، ثم الصديقين، ثم الشهداء، ثم الصالحون. وتُشير إلى مكانة الصديقين العالية، وأنها درجةٌ عظيمةٌ تُوصف بالصدق مع الله ورسوله، في القول والعمل والإيمان.

المراجع

الكتابالمؤلفالصفحةملاحظة
أسباب النزولالواحدي169بتصرّف
الصحيح المسند من أسباب النزولأبومقبل الوادعي70-71بتصرّف
سلسلة الأحاديث الصحيحةناصر الدين الألباني1044-1045بتصرّف
أسباب النزولالواحدي165بتصرّف

جدول المحتويات

فهم آية (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين)
أقوال المفسرين في سبب نزول الآية
معاني الآية الكريمة
الدروس المستفادة من الآية
المراجع
Total
0
Shares
المقال السابق

تحريم الربا: أسبابه وتطوره في القرآن الكريم

المقال التالي

تفسير الآية 102 من سورة البقرة: السحر وأثره

مقالات مشابهة

ضوابط إزالة الشامات وعلاجات البشرة وأحكام التجميل في الشريعة

استكشاف الأحكام الشرعية المتعلقة بإزالة الشامات، الكلف، حب الشباب، وعمليات التجميل. نظرة مفصلة حول متى يجوز ومتى لا يجوز وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية.
إقرأ المزيد