فهرس المحتويات
مقدمة
الأحلام جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، وغالباً ما تحمل رموزاً وإشارات قد تكون ذات دلالة. رؤية تلاوة القرآن الكريم في المنام، وخاصة سورة الملك، تحمل معاني خاصة عند المفسرين. هذا المقال يستعرض بعض هذه التفسيرات من منظور علماء تفسير الرؤى.
التفسير العام لرؤية تلاوة القرآن في المنام
مشاهدة تلاوة آيات القرآن الكريم في الحلم يمكن أن تعكس حالة صلاح لدى الرائي، إذ أن تلاوة القرآن في المنام تدل على ارتباط الشخص بكتاب الله، أو قد تكون إشارة من الله عز وجل للرائي، تحمل بشارة أو تنبيهاً. فالقرآن كله هدى ونور.
ورد في فضل سورة الملك أحاديث نبوية شريفة، منها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك”.
تأويل ابن شاهين لرؤيا قراءة سورة الملك
يقدم ابن شاهين تفسيرات متعددة لرؤية تلاوة سورة الملك في الحلم، تشمل:
- النجاة من فتنة وعذاب القبر، استناداً إلى الحديث النبوي الشريف الذي يبشر بذلك لمن يقرأها ويعمل بها.
- الخلاص من العذاب عند سكرات الموت، وشفاعة الأعمال الصالحة للرائي حتى يدخل الجنة بفضل الله وكرمه.
- حسن الخاتمة والتوفيق في الحياة الدنيا والآخرة.
- ارتفاع الشأن والمنزلة في الدنيا، من خلال العمل الصالح والسمعة الطيبة، واكتساب ثقة الناس ومحبتهم.
رأي ابن غنام في تفسير رؤية سورة الملك
يذهب ابن غنام في تفسيره لرؤية قراءة سورة الملك في المنام إلى الدلالات التالية:
- العيش في كنف حاكم عادل أو عالم جليل أو مسؤول يتقي الله، والاستفادة منه في أمور الدنيا والدين.
- دلالة على أن الرائي من أهل التقوى والصلاح والهداية، والسائرين على الطريق القويم.
- دعوة للرائي للثبات على الاستقامة والهداية، حيث أن السورة تذكر أهل الهداية وتشيد بهم، وتحذر من سلوك دروب الضلال والغواية.
تفسير النابلسي لرؤيا سورة الملك
يفسر عبد الغني النابلسي رؤية تلاوة سورة الملك في الحلم على النحو التالي:
- دلالة على التوحيد الخالص لله، والتفكر في بديع صنعه وعجائب خلقه، والاعتبار بما في الكون من آيات وعبر، وعدم الغفلة عن آيات الله.
- إشارة إلى زيادة في الرزق وسعة في المال.
- احتمال تولي الرائي منصباً قيادياً أو حكماً موفقاً فيه من الله عز وجل.
خلاصة وتوجيه
الرؤى الصالحة هي من البشائر التي يفرح بها المسلم، فإذا رأى الإنسان رؤيا حسنة استبشر بها وأخبر بها من يحب، وإن رأى ما يكره فلا يجزع ولا يخف، فإنها لا تضره بإذن الله. وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لم يبقَ من النُّبُوَّةِ إلا المُبَشِّرَاتُ، قالوا: وما المُبَشِّرَاتُ ؟ قال: الرؤيا الصالحة”.