تفاصيل استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

تفاصيل حول فترة حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقصة استشهاده. معلومات شاملة عن وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

مقدمة

تعتبر سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أبرز الصفحات في تاريخ الإسلام. تولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وامتدت فترة حكمه لعشر سنوات، شهدت خلالها الدولة الإسلامية توسعًا وازدهارًا كبيرين. كان عمر يتميز بالعدل والحكمة والزهد، وقد أثرت سياساته وقراراته في بناء الدولة الإسلامية وترسيخ قواعدها. استشهاده كان خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، وسيظل ذكره خالدًا في قلوب المسلمين.

فترة حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه

تُعد فترة خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الفترات الذهبية في التاريخ الإسلامي، وذلك لما شهدته من عدل وحسن إدارة، إذا ما استثنينا عهد النبوة. فقد بلغت الفتوحات الإسلامية في عهده مناطق واسعة، حيث وصلت شرقًا إلى خراسان وسجستان، وغربًا حتى ليبيا.

أدت هذه الانتصارات والفتوحات إلى إدخال السرور على قلوب المسلمين الذين رأوا فيها إنجازات عظيمة تصب في مصلحة تقوية الدولة الإسلامية وإعلاء كلمة الدين وزيادة مكانة المسلمين في نفوس أعدائهم. لكن كان لهذه الانتصارات وجه آخر، حيث تسببّت في دخول بعض المنافقين إلى الإسلام ظاهرًا، بهدف تحقيق مآربهم الخبيثة في النيل من قادة الإسلام ورموزه.

ملابسات استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

في إطار خطتهم الدنيئة، أقدم رجل مجوسي منافق يُدعى أبو لؤلؤة المجوسي على قتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين للهجرة، الموافق لسنة ستمائة وأربعة وأربعين ميلادية. فما هي قصة استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

أصدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرارًا يمنع دخول المدينة المنورة على من بلغ الحلم من سكان الأمصار التي فُتحت حديثًا. وقد طلب المغيرة بن شعبة، والي العراق، من أمير المؤمنين السماح لأحدهم بالدخول إلى المدينة ليستفيد منه أهلها، حيث كان نجارًا وحدادًا ماهرًا. كان اسم هذا الرجل فيروز، ويُكنى بأبي لؤلؤة، وهو مجوسي الأصل، أظهر الإسلام وأخفى النفاق في باطنه.

مرّ عمر رضي الله عنه يومًا بأبي لؤلؤة وهو يعمل في صناعة الرحى، فقال أبو لؤلؤة: “لأصنعنّ لك يا أمير المؤمنين رحى يتحدث بها الناس”، وقد فهم أمير المؤمنين ما قصده أبو لؤلؤة، فقال لأصحابه: “إن العلج يتوعدني”. نهى عمر الصحابة عن قتله؛ لأنه لا يجوز القتل بالشبهة.

عندما قرر أبو لؤلؤة تنفيذ خطته الشنيعة، قام بصنع خنجر ذي نصلين ووضع عليه سمًا قاتلًا، ثم توجه إلى المسجد حيث كان عمر يؤم الناس، فقام بطعن عمر في ظهره عدة طعنات ثم هرب. حاول الصحابة الإمساك به، فكان يطعن كل من يقترب منه، حتى رمى عليه عبد الرحمن بن عوف رداءه، فأيقن أنه سيقع في أيديهم لا محالة، فطعن نفسه بخنجره فمات.

رحيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

بقي الخليفة الراشد عمر بعد هذه الحادثة بضعة أيام ثم توفي، وكان ذلك في سنة ثلاث وعشرين للهجرة، بعد عشر سنوات قضاها خليفةً يحكم المسلمين بالعدل والتقوى والرشاد.

لقد ترك عمر بن الخطاب رضي الله عنه إرثًا عظيمًا، وسيظل قدوة للمسلمين في كل زمان ومكان.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

رحيل الأسطورة: تفاصيل وفاة شارلي شابلن

المقال التالي

معلومات عن رحيل فريد شوقي وأهم محطاته

مقالات مشابهة

ضوابط الاستماع إلى الأغاني في الشريعة الإسلامية

استكشاف فقهي لمسألة الاستماع إلى الأغاني في الإسلام، مع بيان الحدود الشرعية والآداب المتعلقة بها. نظرة شاملة على تعريف الغناء وأشكاله المختلفة، بالإضافة إلى المصادر والمراجع الموثوقة.
إقرأ المزيد