المحتويات
الصحابة الذين تم تغيير أسمائهم بأمر الرسول
كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم اختيار الأسماء ذات المعاني الجميلة، والابتعاد عن الأسماء التي تحمل معاني سيئة أو قبيحة. وعندما كان يجد اسمًا غير لائق، كان يقوم بتغييره إلى اسم يحمل دلالة أفضل وأحسن. قد يكون الدافع وراء هذا التغيير هو استبدال اسم قبيح بآخر حسن، أو تعديل الاسم إلى صيغة أفضل لما يحمله الاسم الأول من معنى غير مرغوب فيه. ومن بين الصحابة الكرام الذين قام النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير أسمائهم نذكر:
- بكر بن جبلة: كان اسمه عبد عمرو، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم إلى بكر.[1]
- جويرية بنت الحارث: “كَانَ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّ-مَ اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقالَ: “خَرَجَ مِن عِنْدَ بَرَّةَ”.[2]
- عاصية: غيّر النبي صلى الله عليه وسلم اسمها، وقال لها: “أَنْتِ جَمِيلَةُ”.[3]
- الحسن بن علي: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الحَسَنُ جَاءَ رسول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (أَرُوْنِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوْهُ)؟ قُلْتُ: حَرْبٌ، قَالَ:(بل هو حسن).[4]
- أصرم:(أن رجلًا يقال له أصْرمُ كان في النفرِ الذين أتوْا رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ما اسمُك؟ قال: أنا أصرمُ، قال: بل أنت زُرْعةُ).[5]
- حبيب بن بغيض: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت حبيب بن حبيب).[6]
- جعيل: فسماه عمرًا.[7]
- سهل بن سعد الساعدي: كان اسمه حزناً فسماه سهلاً.[8]
- حسين بن عرفطة: كان اسمه حسيلاً فسماه حسيناً.[9]
- راشد بن عبد ربه السلمي: كان اسمه غوياً فسماه راشداً.[10]
- أسود: فسماه أبيض.[11]
- قليل: فسماه كثيرًا.[12]
- ذو اليدين الخزاعي: كان يدعى ذو الشمالين، فسماه ذو اليدين.[13]
وقال ابن القيم في كتابه زاد المعاد: “وَغَيَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْمَ الْعَاصِ، وَعَزِيزٍ، وَعَتَلَةَ، وَشَيْطَانٍ، وَالْحَكَمِ، وَغُرَابٍ، وَحُبَابٍ، وَشِهَابٍ، فَسَمَّاهُ هِشَامًا، وَسَمَّى حَرْبًا سَلْمًا، وَسَمَّى الْمُضْطَجِعَ الْمُنْبَعِثَ، وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفْرَةً سَمَّاهَا خَضِرَةً، وَشَعْبَ الضَّلَالَةِ سَمَّاهُ شَعْبَ الْهُدَى، وَبَنُو الزِّنْيَةِ سَمَّاهُمْ بَنِي الرِّشْدَةِ، وَسَمَّى بَنِي مُغْوِيَةَ بَنِي رِشْدَةَ”.[14]
تشجيع اختيار الأسماء الطيبة
حثّ الإسلام على اختيار الأسماء الحسنة للأبناء، وذلك لما لها من أثر طيب على الفرد والمجتمع. ومن الأدلة التي تؤكد على ذلك:
- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-:(إنَّكم تَدعونَ يومَ القيامةِ بأسمائِكُم وأسماءِ آبائِكُم فأحسِنوا أسماءَكُم).[15]
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-:(إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ).[16]
يتضح من هذه الأحاديث الشريفة أهمية انتقاء الأسماء الجميلة ذات المعاني الطيبة، لما في ذلك من تكريم للإنسان وحفاظ على هويته الإسلامية.
أثر الاسم على صاحبه
يُعتقد أن للاسم تأثيرًا على شخصية صاحبه، وأن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الاسم والمسمى. ومن الأمثلة التي تدل على ذلك:
- الحديث الشريف:(غِفارُ غَفَرَ اللَّهُ لَها، وأَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ، وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ ورَسولَهُ).[17]
ومن القصص التي توضح تأثير الاسم ما رواه سعيد بن المسيب:
(أنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: ما اسْمُكَ قالَ: اسْمِي حَزْنٌ، قالَ: بَلْ أنْتَ سَهْلٌ قالَ: ما أنَا بمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أبِي. قالَ ابنُ المُسَيِّبِ: فَما زَالَتْ فِينَا الحُزُونَةُ بَعْدُ)،[18]والحزونة هي الصعوبة في أخلاقهم.[19]
التفاؤل بالأسماء المستحسنة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالأسماء الحسنة، ويعتبرها علامة خير وبركة. ومن الأمثلة على ذلك:
- في صلح الحديبية، عندما أرسلت قريش سهيل بن عمرو للتفاوض، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(قد سهل أمركم).[20]
- وعندما لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة رجلًا وسأله عن اسمه، فأجاب: بريدة بن الحصيب، فقال صلى الله عليه وسلم:(يا أبا بكر برد أمرنا وصلح)، ثم سأل آخر: من أنت؟ قال: من أسلم من بني سهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(سلمنا وخرج سهمك يا أبا بكر).[21]
تدل هذه المواقف على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى الأسماء الجميلة بتفاؤل، ويعتبرها فألًا حسنًا.
المراجع
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 451. بتصرّف.
- رواه مسلم، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2140، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2139، صحيح.
- شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 247.
- رواه أبو داوود، في صحيح أبي داود، عن أسامة بن أخدري، الصفحة أو الرقم:4954، صحيح.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 15. بتصرّف.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 597.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 55. بتصرّف.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 67. بتصرّف.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في حياة الصحابة، صفحة 361.
- ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 138.
- ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 296.
- ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 478.
- ابن قيم الجوزية، زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 401.
- رواه النووي، في الأذكار، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:363، إسناده جيد.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2132، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2518، صحيح.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعيد بن المسيب، الصفحة أو الرقم:6193، صحيح.
- ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، صفحة 575. بتصرّف.
- أحمد بن علي المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 175.
- علي بن إبراهيم الحلبي، السيرة الحلبية، صفحة 71.