مقدمة حول السنة النبوية
تعتبر السنة النبوية المطهرة المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم. وهي تشمل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وإقراره وصفاته. فهم السنة النبوية الصحيحة والعمل بها يعتبر جزءًا أساسيًا من الدين الإسلامي، وهي المرجع لفهم وتفسير العديد من آيات القرآن الكريم وتطبيقها في الحياة اليومية.
ما هو الحديث النبوي؟
الحديث لغةً يعني الجديد من الأشياء، وهو ضد القديم. أما اصطلاحًا، فالحديث النبوي هو كل ما أُثر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية. التقرير يعني موافقة النبي صلى الله عليه وسلم على فعل أو قول صدر في حضرته، أو وصل إليه علمه ولم ينكره. فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يقرّ باطلاً.
أما الصفات الخُلقية، فتشمل ما اتصف به النبي صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق، كالكرم والتواضع والحلم وغيرها. ويشمل التعريف الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مثال على التقرير: عندما أكل الصحابة الضب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليهم، فدل ذلك على جواز أكله.
ومثال على الصفات الخُلقية: ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحسن الناس خلقاً.
تقسيمات الحديث النبوي
يُقسم الحديث النبوي إلى عدة أقسام باعتبارات مختلفة، منها قوة السند، وعدد الرواة، وغير ذلك. وفيما يلي تفصيل لبعض هذه الأقسام:
تصنيفات الحديث من حيث قوّة السند
بالنظر إلى درجة ثبوت الحديث وقوة سنده، ينقسم الحديث إلى:
- الحديث المتواتر: هو الحديث الذي رواه جمعٌ غفير من الصحابة عن جمع غفير مثلهم، في كل طبقة من طبقات السند، بحيث يستحيل عقلاً تواطؤهم على الكذب. وينقسم المتواتر إلى قسمين:
- المتواتر اللفظي: وهو ما اتفق الرواة على لفظه ومعناه.
- المتواتر المعنوي: وهو ما اتفق الرواة على معناه فقط، مع اختلاف في الألفاظ.
- الحديث المشهور: وهو الحديث الذي رواه ثلاثة رواة أو أكثر في كل طبقة من طبقات السند، ولكنه لم يصل إلى درجة التواتر.
- حديث الآحاد: وهو الحديث الذي لم تتوفر فيه شروط الحديث المتواتر أو المشهور، أي رواه واحد أو اثنان أو أكثر، دون بلوغ العدد المشترط في الحديث المشهور.
مثال على الحديث المتواتر اللفظي: قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”.
أصناف أحاديث الآحاد
حديث الآحاد ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- المشهور (عند المحدثين): يختلف هذا الاصطلاح عن المشهور الذي ذكر في التقسيم السابق. هنا، المشهور هو ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة، لكنه لم يصل إلى حد التواتر.
- العزيز: هو الحديث الذي لا يقل عدد رواته عن اثنين في أي طبقة من طبقات السند.
- الغريب: وهو الحديث الذي رواه راوٍ واحد فقط، ولو في طبقة واحدة من طبقات السند.
تعتبر معرفة هذه الأنواع مهمة في علم الحديث لتقييم درجة صحة الحديث وقبوله.
المصادر والمراجع
- “في معنى “الحديث” لغةً واصطلاحاً وما يتصل به”، www.alukah.net
- “تعريف الحديث الشريف لغة واصطلاحاً”، fatwa.islamweb.net
- “أنواع الحديث الشريف من حيث الثبوت والقبول والرد”، www.alukah.net
- “أقسام الحديث باعتبار عدد طُرُق نقله إلينا”، www.alukah.net
- “أقسام الحديث وأنواعه”، feqh.al-eman.com